قالت مجلة "نيتشر" إن أحد مضادات الفيروسات الذي يستخدم في علاج فيروس كورونا، ويُعتمد عليه، على نطاق واسع في بروتوكولات العلاج، قد يحفز من تطور سلالات جديدة للفيروس، حيث ربط تحليل جينومي بين العقار المضاد للفيروسات، الذي تنتجه شركة أمريكية وبين سلالات شديدة التحور من فيروس "سارس- كوف2"
طريقة عمل العقار
وتابعت المجلة إن عقار Molnupiravir الذي تنتجه شركة "ميريك" الأمريكية يعمل من خلال التسبب في موجة من الطفرات في الجينوم الخاص بالفيروس، ما يساعد على مقاومة العدوى، لكن دراسة جديدة، تم من خلالها فحص أكثر من 13 مليون تسلسل لفيروس SARS-CoV-2 كشفت عن تسلسلات تحمل بصمات العقار، ويقول مؤلفو الدراسة إن النتائج تشير إلى أن العقار قد تسبب في تطور سلالات فيروسية تحمل العديد من الطفرات التي تمتلك القدرة على التسبب في الانتشار والعدوى، في بعض الحالات، وتم نشر تلك الدراسة على موقع "ميدركس" العلمي، وهي في انتظار "مراجعة الأقران" العلمية، وهي عملية يتم فيها تقييم ونقد الدراسة من خلال خبراء من ذوي الكفاءة والاختصاص.
الطفرات قد تساعد الفيروس على تجاوز المناعة وتزيد انتشار الفيروس
ونقلت المجلة عن الدكتور جيسي بلوم، عالم الفيروسات في مركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان في مدينة سياتل بواشنطن إن كون العقار يتسبب في تطور للفيروس قد يكون سببًا للقلق، وتابعت المجلة أن الطفرات التي يسببها العقار في جينوم SARS-CoV-2 قد تساعد الفيروس على تجاوز مناعة الجسم ويصبح أكثر قابلية للانتشار، ولكن من المحتمل أن تضر معظم الطفرات بالفيروس نفسه.
العقار مرخص في عدة دول منها الولايات المتحدة
تم تطوير عقار Molnupiravir بواسطة شركة الأدوية العملاقة ميريك، ومقرها مدينة راهواي، في ولاية نيو جيرسي، بالولايات المتحدة، وتم ترخيصه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أواخر عام 2021، وفي أستراليا في أوائل عام 2022.
وكشفت تجربة سريرية برعاية الشركة المنتجة أن العقار حال تناول قرص واحد منه لمدة خمسة أيام، قد خفض من عدد حالات الإصابات والوفيات لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا الشديد، لكن العلماء أثاروا احتمال أنه، في حالات نادرة، قد لا يقضي تمامًا على الفيروس، ما يسمح لبعض المصابين الذين تناولوا الدواء بالاستمرار في نقل الفيروس للآخرين.
ميريك: الأدلة “ظرفية"
وقالت شركة ميرك في بيان إن الأدلة التي تربط العقار بتسلسل الطفرات "ظرفية"، حيث افترض مؤلفو الدراسة أن هذه الطفرات كانت مرتبطة بالعلاج دون دليل على أن التسلسل الفيروسي تم عزله عن المرضى المعالجين.
في المقابل، نقلت المجلة عن الدكتور "بلوم" أن الباحثين قدموا حجة جيدة بأن العلاج بالعقار ينتج عنه بعض الفيروسات شديدة التحور مع القدرة على الانتشار، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هذا يمكن أن يسهم في ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا، أو ما إذا كان يخلق فيروسات قد تكون ضعيفة ولا تنتشر على نطاق واسع.