الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في اليوم التاسع للزلزال.. انتشال 10 أحياء والضحايا يتجاوزون 40 ألفا

  • Share :
post-title
أعمال انتشال ضحايا الزلزال في تركيا

Alqahera News - سمر سليمان

في الوقت الذي تحول فيه تركيز جهود الإغاثة إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون الآن تحت وطأة البرد القارس بدون مأوى أو طعام كاف، عاد الأمل من جديد للمكلومين على ذويهم العالقين تحت الأنقاض بانتشال عشرة ناجين جدد في تركيا، أمس الثلاثاء، بعد مرور أكثر من أسبوع على الزلزال المدمر.

وعلى أثر الكارثة التي دمرت مدنًا حيث ضرب زلزالين متعاقبين وسط تركيا وشمال غربي سوريا، تجاوزت أعداد القتلى 41 ألف شخص، بينما يعاني آلاف من الناجين بلا مأوى في درجات حرارة شديدة البرودة.

استطاعت جهود الإنقاذ المحلية والدولية في تركيا، انتشال 10 أحياء، حتى وقت كتابة التقرير، من تحت حطام منازلهم المتهدمة بعد أن علقوا بين الأنقاض لنحو 200 ساعة.

أظهرت لقطات مصورة أذاعتها قناة (سي. إن. إن ترك) شابًا يبلغ من العمر 18 عامًا، وهو يحرك أصابعه أثناء نقله بعيدًا عن الأنقاض بعد أن علق تحتها لنحو 198 ساعة منذ وقوع الزلزال.

ومن بين من تم إنقاذهم اليوم الثلاثاء شابان شقيقان انتشلهما رجال الإنقاذ من تحت أنقاض مبنى سكني في محافظة كهرمان مرعش التركية، وامرأة أُنقذت من تحت أنقاض مبنى في مدينة أنطاكية بجنوب تركيا.

وقالت وكالة أنباء الأناضول إن الشقيقين محمد إينيس (17 عامًا) وشقيقه باكي (21 عامًا) نُقلا إلى المستشفى رغم عدم وضوح حالتهما الصحية.

وفي وقت سابق من اليوم، انتشل رجال الإنقاذ صبيًا ورجلًا في كهرمان مرعش التي تضررت بشدة جراء الزلزال، بينما استمرت عمليات الإنقاذ لمحاولة الوصول إلى جدة وابنتها وحفيدتها يُعتقد أنهن ما زلن على قيد الحياة داخل مبنى تضرر من الزلزال.

وانتشل فريق أوكراني امرأة من تحت أنقاض مبنى منهار في إقليم هاطاي بجنوب تركيا اليوم الثلاثاء، بعد مضي نحو 205 ساعات من وقوع الزلزال.

وبعد أن قضوا 208 ساعات عالقين تحت الأنقاض نجحت فرق الإنقاذ في مدينة أنطاكية التركية، في انتشال رجل وفتاة سوريين من أسرة واحدة، فيما تستمر الجهود لانتشال 5 أفراد آخرين من هذه الأسرة كانوا تحت الأنقاض، ولا يعرف إن كانوا على قيد الحياة أم لا.

وفي أحدث عمليات الإنقاذ، استطاع عمال الإغاثة انتشال رجل يبلغ من العمر 77 عامًا من تحت الأنقاض في أديامان التركية بعد نحو 212 ساعة من الزلزال.

وينظر إلى الزلزال الذي ضرب وسط تركيا وشمال غربي سوريا، أنه أحد أكثر الهزات الأرضية إزهاقًا للأرواح في تاريخ تركيا الحديث إذ أودى بحياة أكثر من 40 ألفًا في تركيا وسوريا حتى الآن.

واعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه انتخابات في يونيو، بوجود مشكلات في الاستجابة في البداية لكنه قال إن الوضع تحت السيطرة الآن.

الإنقاذ يقترب من النهاية

وبينما باشر رجال الإنقاذ عملهم طوال الليل لإنقاذ الأشخاص المتشبثين بالحياة، بدأت بعض الفرق في تقليص عدد عملياتها بعد أن قلصت البرودة فرص النجاة الضئيلة بالفعل مع إعلان بعض رجال الإنقاذ البولنديين أنهم سيغادرون تركيا غدًا الأربعاء.

وقالت روسيا أيضا إنها بصدد إنهاء عمليات البحث والإنقاذ وتستعد للانسحاب من منطقة الكارثة.

وفي سوريا، حيث خلّف الزلزال 5714 حالة وفاة في عموم البلاد حتى الآن من بينهم من لقوا حتفهم في شمال غربي البلاد، وآخرون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن جريفيث أول أمس الاثنين إن مرحلة الإنقاذ "تقترب من نهايتها"، مع تحول التركيز إلى توفير المأوى والطعام والتعليم للمتضررين.

وصول أولى قوافل المساعدات لغرب سوريا

ودخلت، أمس الثلاثاء، أولى قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من تركيا عبر معبر باب السلام الذي تم فتحه حديثا.

وذلك بعد أن وافق الرئيس السوري بشار الأسد على السماح بدخول المزيد من مساعدات الأمم المتحدة من تركيا إلى شمال غرب سوريا، عبر معبرين حدوديين آخرين، وهي المنطقة التي لم تتلق سوى القليل من المساعدات حتى الآن.

نداء لجمع 400 مليون دولار لمساعدة سوريا

وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من تسعة ملايين شخص في سوريا تضرروا من الزلزال في الوقت الذي وجهت فيه نداء لجمع تمويل بقيمة 400 مليون دولار لمساعدة المتضررين هناك.

وفي مدينة أنطاكية جنوب تركيا، بدأت معدات الحفر في هدم المباني المتضررة بشدة وإزالة الأنقاض في إحدى المناطق السكنية التي تدمرت جراء الزلزال. وأضاءت كشافات سيارات الإسعاف الزرقاء الشوارع المظلمة حيث لا يوجد كهرباء حتى الآن، وفق رصد "رويترز".

وقال وزير البيئة والتطوير العمراني التركي مراد قوروم إن نحو 42 ألف مبنى انهار بالفعل أو بحاجة ماسة للهدم أو تضرر بشدة جراء الزلزال الذي ضرب عشر مدن تركية.

وفي تقدير اتحاد الشركات والأعمال التركي خلّف الزلزال دمارًا يمكن أن يكلف أنقرة ما يصل إلى 84.1 مليار دولار.