الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع اقتراب الذكرى الأولى.. روسيا تغير استراتيجياتها وأوكرانيا تحلم بنصر الربيع

  • Share :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

Alqahera News - سمر سليمان

قبل نحو أسبوع من بلوغ الصراع الروسي في أوكرانيا عامه الأول، يتحضر الطرفان موسكو من جهة وكييف وداعميها من دول الغرب على الجانب الآخر، لاستقبال الذكرى التي زعزعت مسارات الاقتصاد العالمي ودفعت بأمنه الغذائي إلى حافة الهاوية، بمواقف راسخة تُسجلها الذكرى الأولى للحرب.

ففي الوقت الذي تدك القوات الروسية بقوة، باخموت شرقي أوكرانيا، لا تدخر كييف جهدًا في الضغط على الغرب بقضيتها لمزيد من المساعدات العسكرية، والفوز بتعاطف العالم، بالمقابل تتحضر دول الاتحاد الأوروبي بحزمة عاشرة من العقوبات القاسية ضد موسكو؛ ردًا على عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وأودى الصراع بحياة عشرات الآلاف من الناس، ودمر مدنًا أوكرانية، وزعزع استقرار الاقتصاد العالمي في الوقت الذي كان يتعافى فيه للتو من جائحة كوفيد-19، كما شرد ملايين الأشخاص.

معركة باخموت

ينصب تركيز موسكو بالوقت الراهن على تطويق مدينة باخموت الصغيرة والسيطرة عليها بشكل كامل، باعتبارها نقطة الانطلاق للزحف الروسي نحو مدينتين أكبر منها، هما كراماتورسك وسلوفيانسك، اللتان تقعان أبعد باتجاه الغرب في دونيتسك حيث تحاول روسيا أن تحقق أهداف عمليتها العسكرية الخاصة التي تنادي بها منذ 24 فبراير الماضي وهي تحرير إقليم دونباس الانفصالي، المركز الصناعي لأوكرانيا.

وقصفت روسيا من سفينة في البحر الأسود، مناطق متفرقة في أوكرانيا، بعدة ضربات صاروخية، أمس الخميس، أصابت شمال وغرب ومناطق أخرى بالجنوب، وأخرى بوسط البلاد.

فيما أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه "اتساقًا مع نمط القصف الجوي المكثف في الوقت الذي تحقق فيه أوكرانيا تقدما في ساحة المعركة أو على الصعيد الدبلوماسي، أطلقت روسيا 32 صاروخًا في الساعات الأولى من صباح الخميس، وأنه أسقط نصف عدد الصواريخ".

وصرح مسؤولون أوكرانيون بأن الدفاعات الجوية في الجنوب أسقطت 8 صواريخ من طراز كاليبر، أُطلقت من سفينة في البحر الأسود. وضربت صواريخ أخرى شمال وغرب أوكرانيا وكذلك دنيبروبتروفسك وكيروفوهراد في وسط البلاد.

تغيير تكتيكي روسي.. المناطيد تدخل الحرب

وعادة ما تشن روسيا موجات أكبر من الضربات الجوية خلال النهار، لكن مسؤولين أوكرانيين يشيرون إلى أن موسكو بدأت تطبق استراتيجية شملت استخدام المناطيد الجوية للاستطلاع، وفق رويترز.

وكتب أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني على تطبيق تليجرام: "غيّر الروس تكتيكاتهم إلى حد ما".

ولم تعلق روسيا حتى الآن على ما أعلنت عنه أوكرانيا، الأربعاء الماضي، بشأن رصد دفاعاتها الجوية 6 مناطيد، وإسقاط بعضها.

أوكرانيا تحلم بـ"نصر الربيع"

وفي الوقت الذي تحرز فيه أوكرانيا تقدمًا في المعركة بفضل الدعم العسكري الغربي، لا تزال تطالب بقوة قتالية ثقيلة تشمل دبابات وطائرات مقاتلة، وبالمقابل تتعهد دول حلف شمال الأطلسي بتقديم المزيد من الأسلحة.

وتلقت أوكرانيا مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، لاسيما من الولايات المتحدة التي تعهدت بأكثر من 27.4 مليار دولار منذ بدء الصراع.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "علينا التأكد من أنه سيكون هناك شعور حقيقي هذا الربيع بأن أوكرانيا تتجه نحو النصر".

فيما تعهدت النرويج بتقديم سبعة مليارات دولار على مدى خمس سنوات، في أكبر برنامج مساعدات لها على الإطلاق يُقدم لدولة واحدة.

وبلغ حجم المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا 3.6 مليار يورو، من إجمالي 49 مليار دولار يورو قدمها الاتحاد الأوروبي لكييف لمواجهة الصراع الروسي، وفق تصريحات أدلى بها مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في أعقاب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في 23 يناير الماضي.

وحصلت أوكرانيا على تعهدات في يناير 2023 من مجموعة دول غربية بتزويدها بدبابات قتالية لمساعدة قواتها على صد الهجوم الروسي، فيما لم تستبعد بعض الدول بينها فرنسا وبريطانيا إمدادها بطائرات قتالية.

وضمن "موجة أولى" من الشحنات، ستتسلم أوكرانيا ما بين 120 إلى 140 دبابة من تحالف يضم 12 دولة، وفق تصريحات سابقة أدلى بها وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا.

زيلينسكي حاضر في مهرجان برلين السينمائي

وعلى خطى اختياره شخصية العام لصحيفة التايمز، يحافظ الرئيس الأوكراني على أن يكون حاضرًا بقضيته على الدوام أمام أعين العالم، إذ ظهر الممثل السينمائي السابق، والرئيس الحالي بخطاب مصور في افتتاح الدورة الـ73 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، مساء الخميس.

الحزمة العاشرة.. أقسى عقوبات ضد موسكو

وعلى صعيد آخر، يقول الاتحاد الأوروبي إن الحزمة العاشرة من العقوبات قيد النقاش حاليًا، تهدف لزيادة صعوبة تمويل الحرب وحرمان روسيا من مكونات لازمة لصنع أسلحة لجبهة القتال.

وقالت مصادر دبلوماسية في بروكسل، الخميس، إن دول الاتحاد الأوروبي "على مسار جيد" لفرض عقوبات جديدة على روسيا يوم 24 فبراير الذي يتزامن مع مرور عام على بدء هجوم موسكو على أوكرانيا، وفق رويترز.

وناقش ممثلو الدول الـ27 الأعضاء في بروكسل، العقوبات الجديدة المقترحة على تدفقات تجارية تقدر قيمتها بما يعادل 11 مليار يورو (11.8 مليار دولار).

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن كل تلك العقوبات مجتمعة على روسيا هي أقسى عقوبات يفرضها التكتل على الإطلاق.

وستستهدف العقوبات، أربعة بنوك روسية أخرى وواردات من روسيا من بينها المطاط وأيضًا صادرات إلى روسيا من بينها المركبات الثقيلة وسلع أخرى.

وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي مطلع على المناقشات: "ستكون الحزمة جاهزة في وقت مناسب ليوم 24 فبراير.. إنها على مسار جيد، لا توجد نقاط خلاف كبرى".

وعلى الرغم من أن العقوبات تنفذ بالتنسيق والتزامن مع أخرى من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، إلا أنها لم تجبر روسيا حتى الآن على تغيير مسارها.