الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مؤتمر ميونخ للأمن.. فرصة حلّ للأزمة الأوكرانية أم تصدع جديد للنظام العالمي

  • Share :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

Alqahera News - محمد أبوعوف

في إطار انسداد الحلول السياسية للأزمة "الروسية-الأوكرانية"، التي تمر بأسوأ مرحلة ربما تكون الأخطر منذ اندلاعها العالم الماضي، تعقد مدينة "ميونيخ" الألمانية مؤتمرًا بمشاركة 100 دولة في شهر فبراير من كل عام؛ لمناقشة أهم التحديات التي تواجه الأمن الدولي، وتتجه الأنظار العالمية إلى المؤتمر أملًا في أن يخرج بحلول سلمية للأزمة دون تصدع جديد في النظام العالمي. 

أجندة مؤتمر ميونخ للأمن 2023

يعقد مؤتمر ميونخ للأمن 2023 من 17 إلى 19 فبراير، ويشارك به 40 رئيس دولة وحكومة، كما يشارك فيه 90 وزيرًا ورئيسًا لمنظمات دولية، ويعد أقوى منتدى غير رسمي للسياسات الأمنية في العالم، وأحد أهم أهداف المؤتمر المساهمة في حل النزاعات بالطرق السلمية. 

المؤتمر يعتبر الأشهر على الصعيد السياسي، ويتزامن عقده مع مرور سنة على الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، التي يتوقع أن تأخذ حيزًا كبيرًا من المناقشات، بالإضافة إلى ملفات أخرى من المقرر مناقشتها، وتشمل قضايا الأمن وتغيّر المناخ وحقوق الإنسان والطاقة والأمن وملفات السلامة النووية، والتحديات الناجمة عن التهديدات الأمنية. 

توجهت قناة "القاهرة الإخبارية"، السبت، بمجموعة من الأسئلة لثلاثة من الخبراء في الشأن السياسي والأوكراني للوقوف على أعمال مؤتمر ميونخ للأمن وتأثيره على مسار الأزمة الأوكرانية، وسط تباين الرؤى بين استشعار أوكرانيا أن المؤتمر سيكون الملاذ الآمن لها للحفاظ على سيادة أراضيها، وبين احترام المصالح الروسية والأمن القومي لها.

مؤتمر ميونيخ للأمن
احترام المصالح الروسية

من جهته، قال الدكتور سيرجي ماركوف، المتحدث السابق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنًّ السبب الرئيسى وراء عقد مؤتمر "ميونخ" هو تناول الأزمة الأوكرانية بعيدًا عن مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن المؤتمر يريد تجاهل وجهة النظر الروسية، ويرى أن الدول الغربية لا تحترم مصالح "موسكو"، بما في ذلك مطالبها بشأن الحفاظ على أمنها القومي. 

المتحدث السابق باسم "بوتين"، أكد في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) احتل أوكرانيا، من خلال استغلاله أراضيها وشعبها الذي ينتمي 80% من سكانه لأصول وجذور روسية. 

وأشار إلى أن روسيا طلبت من الغرب احترام وجهة نظرها وطلبها المزيد من التفاوض والحديث معًا، لكن "مؤتمر ميونخ" عكس حقيقة تضاؤل فرص التفاوض مع موسكو لأن الغرب لا يُعير اهتمامًا للمصالح الروسية. 

وتوقع "ماركوف" استمرار الحرب خصوصًا أن الخطوط الحمراء التي وضعها الغرب دون جدوى، موضحًا أن أوكرانيا أداة تلعب بها الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.

الأزمة الروسية الأوكرانية
ملاذ آمن لأوكرانيا

وفي رؤيته للجوء "كييف" إلى مؤتمر "ميونخ للأمن"، قال الدكتور عماد أبوالرب رئيس المركز الأوكراني للحوار، إنَّ أوكرانيا دولة ذات سيادة وضمن منظومة الأمم المتحدة، وروسيا شنّت حربًا غير مبررة ضدها، وإذا كان من حق موسكو الحفاظ على أمنها القومى، فلا يجب أن تتدخل في أراضي غيرها، مشيرًا إلى أن روسيا كانت بحاجة إلى إيجاد أدوات أخرى للتفاوض دون وضع إملاءات.

وأكد رئيس المركز الأوكراني للحوار، أنَّ أوكرانيا لم تنصّب أي أسلحة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ولا تنوي تهديد الأراضي الروسية، مضيفًا أن أوكرانيا ترغب أن تكون حريتها مرتبطة بتأسيس نظام ديمقراطي مع الاتحاد الأوروبي، لكن موسكو لم تستوعب ذلك.

وفي قراءته السياسية لمؤتمر "ميونخ 2023"، قال إنَّ المؤتمر يعد الملاذ الآمن لأوكرانيا والقشة الأساسية التي لا تقسم ظهر البعير من أجل الحفاظ على وحدة وسيادة أراضيها أمام دولة عظمى مثل روسيا، موضحًا أن "كييف" لم يبقْ لها خيار سوى اللجوء إلى (الناتو) لتخاطب العالم ومدها بالسلاح لحماية مواطنيها. 

مؤتمر ميونيخ للأمن
سبب غياب روسيا

الخبير الاستراتيجي الأمريكي كالفين دارك، قال إنَّ السبب الرئيسي وراء عدم دعوة روسيا لمؤتمر ميونخ للأمن هو "غزوها غير الشرعي للأراضي الأوكرانية"، خصوصًا أن أحد أهم أهداف المؤتمر وضع أفضل السبل التي يمكن من خلالها مواجهة العداء الروسي، ووضع حل نهائي للأزمة الأوكرانية، والتشجيع على الحل السلمي بدلًا عن الحروب.

وأضاف "دارك"، أنَّ مؤتمر ميونخ لم ينظم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما اجتماع لأكثر من 100 دولة، لتناول أهم التحديات الأمنية التي يواجهها العالم، مؤكدًا أن أمريكا تواصل دعم "كييف" ماليًا وعسكريًا، فضلًا عن وضع خطوط حمراء لـ"روسيا".