الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحياة والموت في آن واحد.. صراخ رضيع ودماء أم تحت القصف في شرق أوكرانيا

  • Share :
post-title
مبانٍ سكنية متضررة من القصف في مدينة باخموت بأوكرانيا

Alqahera News - سيد خميس

في قبوٍ مظلم يلتحف "مكسيم"، الرضيع الذي لم يتجاوز من العمر بضع ساعات، بغطاء يحميه من البرد ويخفض أصوات القصف وإطلاق النار المُستمر، بينما على ناصية الطريق المؤدي للقبو تقبع جثة "فيرا" في الثلوج ممزقة بانفجار قذيفة، بعد أن غادرت منزلها لإحضار إمدادات من متجر محلي، في مشهدين يُؤكدان أن الحياة والموت هنا في بلدة تشاسيف يار، في شرق أوكرانيا، قريبان وليسا بعيدين أبدًا.

وُلِد الرضيع "مكسيم" لعامل مصنع يبلغ من العمر 33 عامًا، وليكون من أبناء الأزمة الروسية- الأوكرانية، ليعيش ساعاته الأولى وهو يصرخ وسط أصوات القصف وإطلاق النار المُستمر، والتي ربما تستمر معه إلى أن يصبح يافعًا، إذا كتبت له النجاة من الموت الذي لاقته "فيرا" بالقرب من قبوه.

في بلدة تشاسيف يار بمنطقة دونيتسك الشرقية، امتزجت ابتسامات الفرح ودموع الحزن، مع انتشار الحديث عن المولود الجديد، ومقتل "فيرا"، الأم التي تبلغ من العمر 42 عامًا ولديها طفل يبلغ من العمر 14 عامًا، طوال ثلاث ساعات، هي مدة زيارة لشبكة "إن بي سي نيوز" هذا الأسبوع للبلدة الأوكرانية التي تتعرض للقصف وسط احتدام الاشتباكات بين الجيشين الروسي والأوكراني؛ للسيطرة على البلدة القريبة من مدينة باخموت التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها.

وعن ولادة الطفل الرضيع، قالت "لودميلا"، الممرضة السابقة البالغة من العمر 63 عامًا، والتي أجرت عملية ولادة "مكسيم"، لـ"إن بي سي نيوز": "كانت لديّ بعض الأدوات، وليس كل شيء، لكنني بطريقة ما ساعدت، وولد الطفل سليمًا، وأمه بخير".

أما عن "فيرا" ضحية القصف، فقالت "لودميلا"، جارتها، إنها "غادرت إلى المتجر، لإحضار طعام"، وأشارت إلى أن الجيران كانوا قلقين بشأن رؤية ابن "فيرا" للجثة "لأنها في حالة سيئة حقًا، فجسدها غارق في الدماء وممزق".

ويبقى السكان في بلدة تشاسيف يار الأوكرانية، وهم قلة لم يفروا ولم يتم إجلاؤهم إلى مكان آمن نسبيًا، على طريق الهجوم الروسي للسيطرة الكاملة على دونيتسك ولوجانسك، ليعيشوا حياة مروعة تحت النيران.