الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بيان مصري أوزبكي مشترك: إشادة بجهود "السيسي" لإحلال السلام بالشرق الأوسط

  • Share :
post-title
لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره الأوزباكستاني شوكت ميرضياييف

Alqahera News - محمد أبوعوف

اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، مع نظيره الأوزبكستاني شوكت ميرضياييف، على تعزيز التعاون الشامل بين البلدين في المجالات كافة.

جاء ذلك في بيان مشترك، عقب اختتام مباحثات الرئيسين المصري والأوزبكستاني في العاصمة المصرية القاهرة.

وجاء في البيان: "تلبيةً لدعوة كريمة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، يقوم شوكت ميرضياييف، رئيس جمهورية أوزبكستان، بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية، يوميّ 20 و21 فبراير 2023، بما يعكس الأهمية التي يوليها البلدان لتعزيز العلاقات بينهما، إذ يرافق خلالها وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية، الاستثمار والتجارة والصناعة، الطاقة، الصحة، والسياحة والثقافة، وكذلك عدد من كبار مسؤولي الحكومة الأوزبكية". 

القضايا الثنائية والإقليمية

وأوضح البيان المشترك، أن الرئيسين عقدا مباحثات في أجواء من الثقة والتفاهم، إذ تمّ تبادل وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأعربا عن تقديرهما للتعاون بين الجانبين على المستوى الثنائى، وفي المحافل الدولية، كما أشار الرئيسان إلى أهمية توقيت تلك الزيارة، إذ تحتفل الدولتان بالذكرى الحادية والثلاثين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما. 

وعلى أساس الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، تم مناقشة سبل تعزيز العلاقات، إذ أكّد الرئيسان توافر الرغبة المشتركة لتطوير التعاون على كل المستويات السياسية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والعلمية. 

وشدّد الجانبان على أنّ تنفيذ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها خلال تلك الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس شوكت ميرضياييف، وكذلك التي تم التوصل إليها خلال زيارة السيسي، إلى أوزبكستان في عام 2018، سيضع أساسًا متينًا لتوسيع أطر التعاون في جميع المجالات.

وأعرب الرئيسان عن ارتياحهما لمستوى التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة شنجهاي للتعاون، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا "سيكا"، وغيرها من المحافل الدولية والإقليمية، وأكّدا أهمية الحفاظ على استمرار الدعم المتبادل والتعاون الوثيق في المحافل الدولية والإقليمية في جميع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

جهود مصرية لإحلال السلام

وأشاد رئيس جمهورية أوزبكستان بالجهود التي يبذلها رئيس جمهورية مصر العربية، لإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصةً على صعيد إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، والعمل على عودة الاستقرار في ليبيا. وأشاد رئيس جمهورية مصر العربية بسياسة رئيس جمهورية أوزبكستان، التي تهدف إلى خلق جو من الثقة المتبادلة والصداقة وحسن الجوار في منطقة آسيا الوسطى. 

كما أكّد الرئيسان ضرورة دعم الأمن والاستقرار في أفغانستان، وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة للإرهابيين والمتطرفين فيها، وأكدا ضرورة استمرار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، كما عبّر الجانبان عن أهمية دعم جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية في أفغانستان، تفاديًا لحدوث أزمة إنسانية.

وأكّد الجانبان أهمية احترام جميع الدول لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول، وعدم التدخّل في الشئون الداخلية للدول، وحل النزاعات سلميًا على المستويات الثنائية والإقليمية والمُتعددة الأطراف.

وأعرب الجانب الأوزبكي عن الترحيب الكبير بانضمام مصر لـ"منظمة شنجهاي للتعاون" بصفة "شريك حوار"، في أثناء فترة رئاسة أوزبكستان للمنظمة، خلال قمة "منظمة شنجهاي للتعاون" التي عُقدت في مدينة سمرقند يومي 15 و16 سبتمبر 2022، كما أكّد استعداده لمواصلة تطوير التنسيق بين مصر وأوزبكستان في إطار عمل المنظمة، واتفق الجانبان على تطوير العلاقات بين برلماني البلدين، خاصةً فيما يتعلق بتعزيز أنشطة مجموعتي الصداقة، وتبادل الخبرات على صعيد الدورين التشريعي والرقابي.

إشادة باستضافة مصر لــ"cop 27"

 هنأ الرئيس شوكت ميرضياييف، الرئيس المصري على استضافة مصر الناجحة لأعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي عُقدت في شرم الشيخ، نوفمبر 2022، خاصةً فيما يتعلق بإنشاء "صندوق الخسائر والأضرار"، لمساعدة البلدان النامية المعرضة للآثار السلبية لتغير المناخ، كما رحّب الرئيس الأوزبكي بإطلاق "المنتدى العالمي للهيدروجين الأخضر"، وأعرب عن استعداد بلاده للتعاون بشأن قضايا التكيف المناخي، ومكافحة التصحر، وسبل تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة.

وأعرب الجانب الأوزبكي عن تقديره الكبير للإصلاحات الشاملة، التي تم تنفيذها في إطار "رؤية مصر 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة" والبرامج الاجتماعية مثل "تكافل وكرامة" و"حياة كريمة"، وكذلك المبادرات الرامية إلى الحد من الفقر، وجذب الاستثمارات الأجنبية، كما أعرب الجانب المصري عن التقدير لاستراتيجية "أوزبكستان الجديدة" وعملية الإصلاح الطموحة التي بدأها الرئيس شوكت ميرضياييف.

واتفقت رؤى الزعيمين حول ضرورة إيلاء الاهتمام بالحوار مع الشباب، ورحّبا بالمبادرات التي تم إطلاقها لتأسيس منصات ومنتديات للحوار مع الشباب والاستماع إلى شواغلهم وتأهيلهم للمناصب القيادية. 

البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب

وفى هذا الصدد، أشاد الرئيس الأوزبكى بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، الذي تمّ إطلاقه في سبتمبر 2015، وكذلك بالمبادرة الرئاسية بإطلاق واستضافة مصر لمنتديات شباب العالم تحت رعاية رئيس الجمهورية منذ عام 2017. ورحّب الرئيس السيسي بمبادرة أوزبكستان لاستضافة منتدى دولي لشباب الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أبريل 2023.

واتفق الجانبان على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والاقتصادية، والعمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين، والاستثمارات المتبادلة، وأكّدا أهمية تعزيز أنشطة اللجنة المشتركة للتعاون العلمي والاقتصادي والفني، وتعزيز أنشطة منتدى الأعمال المصري الأوزبكي، كما رحّبا بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في العديد من المجالات.

ورحّب الرئيس المصري بالخطوات المهمة التي قطعتها أوزبكستان في مجال البنية التحتية، ولا سيما لتنفيذ مشروعات الربط بالبنية التحتية الإقليمية المستقبلية الطموحة، التي ستسهم في تعزيز حركة التجارة بين أوزبكستان ومختلف دول العالم.

ورحّب الجانبان بتصنيف مصر خلال عام 2022، كإحدى أهم الوجهات السياحية التي يقصدها المواطنون الأوزبك، وزيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين البلدين، وأكّدا ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لتنمية حركة السياحة والطيران بين البلدين، وتقديم كل التسهيلات المُمكنة والتيسيرات المطلوبة لتحقيق ذلك.

واتفق الرئيسان على تعزيز التعاون بين الجامعات وكل المؤسسات التعليمية في البلدين، وأعرب الجانب الأوزبكي عن ترحيبه بمشاركة أساتذة من الجامعات المصرية في تدريس اللغة العربية بجامعة طشقند للدراسات الشرقية، وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، وجامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية.

وأكّد الرئيسان التزامهما بمواصلة تعميق الروابط الثقافية بين الشعبين، ودعمهما لتكثيف المشاركة المتبادلة في الفعاليات الثقافية والفنية في البلدين، وتنظيم الأيام الثقافية والمعارض والمهرجانات الفنية وعروض الفرق الفولكلورية والمعارض السياحية في القاهرة، وطشقند لتعزيز التقارب الإنساني والثقافي بين الشعبين.

القضاء على الإرهاب

وأعرب الرئيسان عن قلقهما العميق إزاء انتشار ظاهرة الإرهاب، باعتبارها تمثل أحد أخطر التهديدات الأمنية للإنسانية. كما أدان الزعيمان استخدام الدين لتبرير أو دعم أو رعاية الإرهاب. وشددا على أهمية قيام المجتمع الدولي بتنسيق العمل بهدف القضاء على الإرهاب. ودعا الرئيسان إلى العمل على اجتثاث الشبكات الإرهابية وملاذاتها الآمنة والقضاء على بنيتها التحتية وقنوات تمويلها ومنع تحركات الإرهابيين عبر الحدود، ومواجهة محاولات التنظيمات المتطرفة استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لزرع التطرف بين الشباب وتجنيد الكوادر الإرهابية، وأكّدا أهمية تعزيز التعاون الثنائي بهدف مواجهة تلك المخاطر والتحديات.

وأكد الجانب الأوزبكي، أهمية الدور الذى تقوم به المؤسسات الدينية المرموقة في مصر؛ وعلى رأسها الأزهر الشريف، في مكافحة الفكر المتطرف ومحاولات ربطه بالدين الإسلامي. كما أعرب عن تقديره لدعوة أوزبكستان، للمشاركة في المؤتمرين اللذين استضافتهما جمهورية مصر العربية حول "التطرف الديني: الأساس الفكري والاستراتيجى للتغلب عليه" (7-9 يونيو 2022) و"الفتوى وأهداف التنمية المستدامة" (17-18 أكتوبر 2022).

ورحّب الجانبان بتوسيع إطار التعاون بين المؤسسات الدينية في البلدين للعمل على منع انتشار الأفكار المتطرفة، بما في ذلك دراسة تأسيس تعاون بين دار الإفتاء المصرية ومركز الفتوى بإدارة مسلمي بأوزبكستان؛ وتعزيز مشاركة الأئمة والوعاظ الأوزبك في الدورات التدريبية التي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية.

جرت المحادثات في جو تسوده المودة والثقة لتعزيز العلاقات بين البلدين. ووجّه الرئيس ميرضياييف الشكر إلى الرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة. كما وجّه دعوة كريمة إلى الرئيس السيسي للقيام بزيارة رسمية إلى أوزبكستان، واتفق الزعيمان على استمرار التفاعل على جميع المستويات.