الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من هجير الحرب إلى نار الزلزال.. مسعفو سوريا يواجهون "الاختبار الأصعب"

  • Share :
post-title
مستشفى بلدة الدانة في سوريا ـ أرشيفية

Alqahera News - وكالات

تعرّض إبراهيم زيدان، الممرض بالقرب من الخطوط الأمامية للحرب السورية، للحظات يأس كثيرة كان من بينها تلك اللحظة التي وجد فيها نفسه وسط أنقاض مستشفى دمره القصف، وفقًا لوكالة "رويترز". 

لكنه قال إن الزلزال، الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير، كان أصعب تحدٍ يواجهه المسعفون في الشمال السوري، إذ إنه فرض ضغوطًا على المرافق الصحية التي تعاني بالفعل بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.

ليلة الكارثة

في ليلة الكارثة، أشرَفَ زيدان على إجلاء الأطفال من المستشفى الذي كان يعمل به في بلدة الدانا، وأظهرت لقطات مصورة من المستشفى تساقط أجزاء من المبنى واهتزاز المعدات لحظة الزلزال.

تحدث زيدان (33 عامًا) عن محاولات نقل الأطفال الذين كانوا بالعناية المركزة في سيارة إلى مستشفيات أخرى، وقال: "كان لدينا أطفال على أجهزة الأكسجين، وبالتالي لم نستطع توفير (العلاج) لهم أو إيجاد مكان متاح لأن كل المستشفيات كانت ممتلئة".

وأضاف في مقابلة أجريت معه في مستشفى ببلدة قاح، حيث يعمل منذ وقوع الزلزال: "موضوع الزلازل كان أصعب شيء.. أصعب مرحلة نمر فيها لأن كل شيء فٌقد بالمشفى... الكهرباء والأكسجين والتدفئة للأطفال".

مقتل أكثر من 4500 شخص

وتقول الأمم المتحدة إن أنباء وردت عن مقتل أكثر من 4500 شخص وإصابة 8300 في شمال غرب سوريا جراء الزلزال، ووقعت أغلب الإصابات في هذا الجزء من سوريا التي تمزقها الحرب الأهلية منذ عام 2011.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في وقت سابق إن المستشفيات في شمال غرب سوريا، تعرضت لقصف متكرر في الحرب.

وعمل "زيدان" سابقًا بمستشفى كان يعمل من داخل كهف في منطقة كفر زيتا شمال غرب سوريا.

جدران متصدعة

 وقال المنسق الطبي أيمن الحسين لرويترز: "اللحظات الأولى بعد الزلزال كانت كارثية لأن المستشفى كان مكتظًا بالمرضى والعاملين في المجال الطبي... نُقل جميع المرضى إلى مستشفيات قريبة".

وأصبح المستشفى في الدانا خاليًا منذ وقوع الزلزال.

وكُتبت عبارتا "غير آمن" و"غير صالح للعمل" باللون الأحمر بجوار المدخل. وتشير الجدران المتصدعة وأكوام الركام إلى قوة الزلزال.

وأردف: "هناك جدران يجب إزالتها بالكامل.. معدات كثيرة معطلة، وخاصة في غرفة العمليات".

وأضاف أن المستشفى، الذي تدعمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية، كان حتى وقوع الزلزال يخدم منطقة يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف شخص وتتم فيه ولادة نحو 750 طفلًا شهريًا.

وقال الحسين إن التحدي الأكبر هو توقف المستشفى عن العمل لمدة شهر لإجراء الإصلاحات ما "سيؤدي لزيادة الضغط على المستشفيات المحيطة".