للحروب وجوه متعددة، وتداعيات ذات أشكال متباينة، وبينما تحل الذكرى الأولى لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تزيد المعاناة ليس على صعيد شعبي البلدين فحسب، بل على الصعيد العالمي أيضًا، لا سيما في ضوء ما يشكله البلدان من عالم مهم في أزمة الغذاء العالمية.
واستعرضت قناة "القاهرة الإخبارية" في تقرير لها بتقنية الفيديوجراف، اليوم الجمعة، أزمة الغذاء التي يقبل عليها العالم في الأيام المقبلة.
انعدام الأمن الغذائي أزمة تتفاقم منذ عام2018 على المستوى العالمي، حينما أدت الصدمات المناخية المتصاعدة من حيث التكرار والحدة والصراعات الإقليمية المتأججة وجائحة كورونا إلى اضطرابات في إنتاج الغذاء وفي توزيعه.
جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد الأوضاع سوءًا بعد الصدمة غير المسبوقة للنظام العالمي، حيث عانت منها الشرائح الأكثر ضعفًا واحتياجًا بفعل تعطل سلاسل الإمداد العالمية، وتردى الأوضاع الاقتصادية عالميًا جراء الحرب في كييف.
تسببت العملية الروسية في أوكرانيا في ارتفاع معدل تضخم أسعار الغذاء حول العالم إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تشهد عشرات البلدان معدلات تضخم في خانة العشرات للمرة الأولى منذ عقود طويلة.
الحرب تدخل عامها الثاني
ودخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عامَها الثاني، اليوم الجمعة، فيما تستمر المعارك الدامية، حيث تحاول موسكو بسط سيطرتها على المناطق الأوكرانية، بينما تتلقى كييف دعمًا لوجستيًا وعسكريًا غربيًا في مواجهة موسكو.
وتوعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بنشر صواريخ «سارمات» النووية العابرة للقارات، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستنتصر في الحرب.
وعرضت الصين رؤيتها "لتسوية سياسية" للنزاع في أوكرانيا، فيما اتّهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الغرب بأنه مستعد للتضحية بأوكرانيا وبالعالم النامي من أجل إلحاق الهزيمة ببلاده.
نصف مليار شخص يعانون نقص الغذاء
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن 349 مليون شخص في 79 بلدا حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأكثر من 828 مليون نسمة حول العالم ينامون جوعى كل ليلة
وأفاد تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو" فإن ما يقرب من نصف مليار شخص حول العالم عانوا نقص التغذية عام 2021 ، بينما يعانى أكثر من مليار شخص انعدام الأمن الغذائي من درجة معتدلة إلى درجة شديدة
يأتي هذا وسط توقعات بانخفاض الإمداد الغذائية العالمية إلى أندى مستوى لها في 3 سنوات بما ينذر بتفاقم أزمة الغذاء عالميا، مع انخفاض محصول الحبوب في أوكرانيا بنسبة 40% في عام 2022 ليصل إلى ما يقرب من 65 مليون طن
ويبدو أن الأزمة لا تتوقف على المحاصيل الأوكرانية فحسب، فـ "كييف" ليست فقط مصدرا رئيسيا للحبوب والزيوت النباتية لكن أيضا للأسمدة التي تعد عالما أساسيا في أسعار الغذاء العالمى
وهكذا يبدو أن أزمة الغذاء العالمية لن تعرف طريقا وشيكا نحو التراجع مع حلول عام على بداية العلمية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لا سيما في ضوء تحذير "فاو" أنه في حال استمرار الحرب لأكثر من ذلك، فإن العالم سيشهد أسوأ أزمة غذائية منذ الحرب العالمية الثانية
