الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لقاء البابا فرنسيس وملك البحرين.. آمال كبيرة في "نظام دولي أكثر عدالة"

  • Share :
post-title
ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبابا الفاتيكان فرنسيس

Alqahera News - سمر سليمان

على إيقاع نشيد الكرسي الرسولي، استقبل ملك البحرين حمد بن عيسى، البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أمس الخميس، في مستهل زيارة هي الأولى من نوعها للمملكة، معربًا عن آمال متنامية لنظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا للشعوب.

 استقبال بالهدايا التذكارية على إيقاع نشيد الكرسي الرسولي

استقبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، في قصر الصخير، أمس الخميس، البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ، بحضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء.

في بداية الاستقبال، رحب الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بزيارة قداسة البابا فرنسيس لمملكة البحرين، وتبادلا الهدايا التذكارية.

وجرى لقداسة البابا مراسم استقبال رسمية، حيث عُزفت الفرقة الموسيقية النشيد الوطني للكرسي الرسولي والسلام الملكي البحريني، وأُطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لمقدم ضيف البلاد الكريم.

ورحب ملك البحرين باسم أهل المملكة، بضيافة البابا فرانسيس، معربًا عن اعتزازه بالزيارة التاريخية، في بلد التسامح والتعايش والسلام، متمنيًا للبابا والوفد المرافق له طيب الإقامة.

الزيارة تعني الكثير للبحرين

أعرب ملك البحرين عن ثقته في أن زيارة البابا فرنسيس ستترك أثرًا معنوياً وروحياً كبيراً على نفوس محبيه، في المنطقة الخليجية والعربية.

قال الملك حمد بن عيسى في كلمة بحضور البابا: "إننا على ثقة بأن زيارتكم هذه، التي تعني لنا الكثير، لما لكم من مكانة رفيعة وتقدير عظيم في العالم أجمع ومساعٍ مباركة ومقدرة تحظى بالقبول والرضا على الدوام، ستترك أثراً معنوياً وروحياً كبيراً على نفوس محبيكم في منطقتنا الخليجية والعربية".

أكد ملك البحرين أن مملكته تشارك البابا فرنسيس الإيمان الجلي "بدور الحوار والتواصل بين أهل الأديان السماوية، الذين تجمعهم رسالة التوحيد، وإعلاء كلمة الحق والعزم على الإصلاح".

دور البابا الفاتيكان في تقريب الشعوب

وأعرب الملك حمد بن عيسى عن تقديره الكبير لدور البابا فرنسيس "المؤثر والمشهود له في تقريب الشعوب لإحياء الحضارة الإنسانية، التي يتحمل الجميع مسئولية حمايتها وتنميتها، عبر ترسيخ قيم العدالة والمحبة والسماحة والاحترام المتبادل، من أجل هدف نشر السلام في أرجاء العالم."

أضاف: "نضم صوتنا إلى صوت قداستكم، بأن السلام هو طريقنا الوحيد نحو الأمل بمستقبل آمن يسوده الوئام والاستقرار". 

البحرين أم حاضنة للتعايش المشترك بين الديانات

قال الملك حمد بن عيسى إن المملكة البحرينية أرضٌ حاضنة للتعايش المشترك بين أتباع الديانات المختلفة. تابع: "حيث يتمتع الجميع، وتحت حمايتنا، من بعد الله سبحانه، بحرية إقامة شعائرهم وبتأسيس دور عبادتهم، في أجواء تسودها الأُلفة والانسجام والاعتراف المتبادل".

أكد الملك حمد أن البحرين تحافظ على هذا التعايش المشترك من أجل استقرارها المجتمعي وتحضرها الإنساني، كحفاظها على إيمانها الثابت وعلى عاداتها وتقاليدها الموروثة، مستشهدًا بزيارة بابا الفاتيكان "خير دليل على ما تمتاز به المملكة من تعايش".

إعلان مملكة البحرين

أشار الملك حمد إلى "إعلان مملكة البحرين" باعتباره مثالٌ على دعم المملكة لجهود السلام العالمي، موضحًا أن المبادرة والتي صدرت قبل عدة سنوات، هي وثيقة تدعو لرفض التمييز الديني وتدين العنف والتحريض، معتبرًا أن الإعلان -إلى جانب وثائق أخرى أصدرتها المملكة- يهدف إلى تثبيت مواقفها المشتركة "نحو عالم يسوده التسامح ويناضل من أجل السلام، وينبذ ما يفرق وحدته ويهدد نهوضه الحضاري الذي يجب أن يبقى العنوان الأبرز والامتحان الأكبر لوحدتنا الإنسانية".

دعوة لوقف الصراع الروسي الأوكراني وبدء المفاوضات

تفعيلاً لدور المملكة في الإسهام الفاعل نحو الأهداف النبيلة لخير البشرية والإخاء الإنساني؛ دعا ملك البحرين إلى وقف الحرب الروسية-الأوكرانية، وبدء المفاوضات الجادة بين الطرفين، مؤكدًا أن المملكة لن تتأخر عن القيام بأي دور في هذا المجال.

قال الملك حمد إن المملكة "تؤكد دوماً على أهمية الشراكة الدولية التي تعتمد الحوار الدبلوماسي والسبل السلمية كمدخل لإنهاء الحروب والنزاعات، وتنتهج سبل التآخي والتفاهم، واحترام سيادة الدول، وحسن الجوار، وعدم التدخل في شئونها الداخلية. وفي هذا السياق ندعو الدول الكبرى الى العمل على حفظ الأمن والسلم الدوليين، كما ندعو على وجه الخصوص، إلى وقف الحرب الروسية-الأوكرانية وبدء المفاوضات الجادة بين الطرفين، ولن تتأخر مملكة البحرين عن القيام بأي دور في هذا المجال". 

آمال بحرينية لنظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا للشعوب

اعتبر ملك البحرين أن الشراكات الدولية الفاعلة ستسهم، دون شك، في قيام الدول العظمى بمراجعة وتجديد التزاماتها تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتفادي التصعيد وتجنب المواجهات، كما ستسهم بتوجيه الجهود العالمية للتصدي لموجات الفكر المتطرف، وبالعمل المشترك والمنسجم على معالجة أي مشكلات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية من منظور إنساني جامع يضع في اعتباره حفظ المصالح العالمية واستقرار البشرية.

أكد الملك حمد أن تحقيق هذه الأمور يتطلب تحديث وتطوير النظام الدولي، ليكون أكثر عدالة ومساواة وإنصافًا لجميع الأمم والشعوب.

البحرين حجر الزاوية

من جهته؛ أعرب البابا فرنسيس عن جزيل شكره لملك البحرين، على دعوته لزيارة المملكة، وترحيبه الحار، وكلماته الودودة التي وجهها له. 

ووجه البابا رسالة محبة للشعب البحريني قائلًا: أحيي بحرارة كل واحد منكم. وأود أن أوجه فكرة مودة ومحبة إلى الذين يعيشون في هذا البلد: إلى كل مؤمن، وكل فرد، وكل عائلة، العائلة التي يعرفها دستور البحرين بأنها "حجر الزاوية في المجتمع".

أشار البابا فرنسيس إلى طبيعة البحرين، حيث يلتقى القديم والحديث، وتمثل فيها ناطحات السحاب المدهشة المرتفعة إلى جانب الأسواق الشرقية التقليدية، التاريخ والتقدم معاً، يعيش فيها أناس من أصول مختلفة، تشكل فسيفساء حياة فريدة.

ملتقى طرق إثراء متبادل بين الشعوب

قال البابا فرنسيس إن الموقع الجغرافي والميول والمهارات التجارية للناس، بالإضافة إلى بعض الأحداث التاريخية، أعطت البحرين فرصة لتُكوّن نفسها على ملتقى طرق لإثراء متبادل بين الشعوب. "بهذا يظهر أحد أوجه هذه الأرض: كانت دائما مكان لقاء بين شعوب مختلفة".

اعتبر البابا فرنسيس تنوع الأعراق والثقافات في البحرين وعيشها معًا في سلام، هو الماء الحي الذي ما زالت جذور البحرين تستمد منه الحياة.

أشار إلى أن البحرين: "فيه تنوع من غير تسوية ساحقة، ولا تذويب للاختلافات. هذا هو كنز كل بلد متطور حقا". 

تجنب الصراع والعمل من أجل الأمل

ودعا البابا لتجنب الصراعات والعمل معا من أجل الأمل من خلال منتدى الحوار بين الشرق والغرب "من أجل عيش الناس معا في سلام". 

قال البابا: "لنوزع ماء الأخوة: لا ندع إمكانية اللقاء بين الحضارات والأديان والثقافات تتبخر، ولا نسمح أن تجف جذور البشرية! لنعمل معًا، ولنعمل من أجل الكل معًا، ومن أجل الأمل! أنا هنا، في أرض شجرة الحياة، زارع سلام، لأعيش أيام اللقاء، ولأشارك في منتدى الحوار بين الشرق والغرب، من أجل عيش الناس معًا في سلام". 

دعوات للتسامح والحرية الدينية وظروف عمل آمنة

وتحدث البابا عن قضايا الاحترام والتسامح والحرية الدينية التي أقرها دستور البحرين، قائلًا: "هذه التزامات يجب ترجمتها باستمرار إلى عمل، حتى تصبح الحرية الدينية كاملة ولا تقتصر على حرية العبادة؛ وحتى يتم الاعتراف، لكل جماعة ولكل شخص، بكرامة متساوية، وفرص متكافئة؛ وحتى لا يكون تمييز ولا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، بل يتم تعزيزها. أفكر قبل كل شيء في الحق بالحياة، وضرورة ضمانه دائمًا، حتى عند فرض العقوبات على البعض، حتى هؤلاء لا يمكن القضاء على حياتهم."

ويشارك البابا -على هامش الزيارة التي يجريها للمملكة خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر- في ملتقى البحرين العالمي للحوار، بمشاركة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وعدد من قادة ورموز وممثلي الأديان حول العالم، وهي مبادرة جديدة تقودها مملكة البحرين لتحقيق التقارب بين الشرق والغرب، وتعزيز التعايش بين الأديان والثقافات ونبذ الفرقة والتعصب والكراهية تحت عنوان "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني معاعلى مدار يومي 3 و4 نوفمبر الجاري.