الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الإرهاب.. مصالح الدول الكبرى تتحكم في تعريفه منذ 200 عام

  • Share :
post-title
صورة أرشيفية

Alqahera News - محمد أبوعوف

منذ أحداث سبتمبر 2001، بدأ مصطلح الإرهاب يعرف طريقه للعالمية، خصوصًا مع سعى الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة انتشار ظاهرة الجماعات الإرهابية والمسلحة التي اكتوت بنارها بعد أن كانت راعية لها، ومع ازدياد خطر الإرهاب وتروعيه للعالم، ورغم محاولات دول كبرى في الوصول لتعريف حقيقي لمعنى "الإرهاب"، إلا أن الجميع فشل في تحديد تعريف له، حتى إن القانون الدولي عجز عن ذلك، في ظل تحمّله بدلالات سياسية وأيديولوجية تخضع لمصالح الدول الكبرى.

 فالأفغان عام 1979 وبرعاية أمريكية كان يطلق عليهم "مجاهدون" بهدف مواجهة الغزو السوفيتي، وفور انسحاب روسيا من أفغانستان، صاروا "إرهابيين" وبنفس الرعاة.

 الأمر الذي يستوجب الوقوف عند تلك الظاهرة وتناولها للوصول باستنتاجات مهمة إلى أن مصطلح الإرهاب مرتبط بمصالح الدول الكبرى.

خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية، أكدوا لقناة "القاهرة الإخبارية" أنَّ مفهوم الإهارب مازال غير واضح، ويبقي تعريفه يخضع لدلالات سياسية وأيديولوجية تفرضها دول ترعى الجماعات الإرهابية، مشيرين إلى أنَّ أسباب سعي الدول لوضع مفهوم للإرهاب لأنه يمثل خطرًا يهدد الأفراد والممتلكات العامة الخاصة بكيان الدول، وحياة الملايين من البشر، كما يتسبب في إتلاف الممتلكات العامة الخاصة، ويعمل على تجزئة الدول وتفتيتها.

دول حاضنة للإرهاب

الكاتب الصحفي محمد منير، قال إنَّ بداية استخدام لفظ "الإرهاب" كان منذ اندلاع الثورة الفرنسية عام 1796 واستخدام الحكومة الفرنسية العنف تجاه المعارضين والمواطنين والمدنيين فى تلك الفترة.

وفي إطار تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب ومفهومه على الصعيد الدولي، أكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أنَّنا سنواجه تضارب مصالح بين الدول أبرزها المصالح السياسية، فهناك دول تسعى لتحديد تعريف محدد للإرهاب وهي الدول نفسها التي شاركت في أعمال إرهابية.

ويري "منير" أنَّ الدول التي صنّفت "الإخوان" جماعة إرهابية ذاقت مرارة الإرهاب، فجماعة الإخوان أداة تستخدمها بريطانيا وأمريكا لبسط نفوذها في بعض الدول وتنفيذ سياستها.

ووصف "منير" مفهوم الإرهاب بـ"الواسع"، فلا نستطيع تصنيف بعض الأنظمة التي تمارس العنف ضد مواطنيها بأنه إرهاب، وتساءل: هل لدينا القدرة على تصنيف الأقليات الذين يناهضون ضد الأنظمة المستمدة بـ"الإرهاب"؟

خطورة الإخوان الإرهابية

وفي سياق متصل، اعتبرت منى قشطة، الباحثة بالمركز المصري للفكر، قرار دولة باراجواي بإدراج جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا ليس الأول من نوعه؛ لأن هناك دولًا سبقتها في هذا القرار منها روسيا وكازاخستان، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية.

وذكرت أنَّ قرار تصنيف الإخوان بـ"الإرهابية" يُعزز حالة الاتفاق حول مدى خطورتها وكونها التنظيم الرئيسي الذي خرجت منه التنظيمات الإرهابية كافة، كما أن القرار يزيد من الأعباء التي يواجهها الإخوان أخيرًا، وعلى المستوى الدولي لمكافحة الإرهاب، أوضحت الباحثة بالمركز المصري، أنَّ قرارات تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية تُسهم فى الوصول إلى مفهوم دقيق لمعنى "الإرهاب".

ولفتت إلى أنَّ تنظيم الإخوان الإرهابي عاني بعد ثورة 2013 أخيرًا حالة من التخبط والانقسامات الرئيسية والأفقية وبدأت عناصره تبحث عن ملاذات جديدة ونقل استثماراتها بعيدة عن الأنظار مثل جزر القمر وأمريكا اللاتينية.

أما بالنسبة لمفهوم "الإرهاب"، فتنظر إليه الباحثة بالمركز المصري للفكر، بأنها ظاهرة شديدة التعقيد ويفتح الباب أمام "تسييس" كثير من الدول "الظاهرة الإرهابية"، وظهر ذلك عندما قدمت الولايات المتحدة الأمريكية الدعم للمجاهدين الأفغان 1979 بهدف مواجهة الغزو السوفيتي وفور انسحاب السوفيت من أفغانستان، أصدرت واشنطن قرارًا بتصنيف "المجاهدين" الأفغان بـ"الإرهابيين"، وأكدت أنَّ الإشكالية الثالثة تتمثل في صعوبة الفصل بين الداخل والخارج بشأن ظاهرة الإرهاب خصوصًا في شكلها الحالي، لأننا أمام تنظيمات لديها سياسات وأيدولوجيات تنطلق منها بالإضافة إلى عدم اعترافها بحدود الدولة، وبالتالي تضع المزيد من العراقيل وتنعكس بشكل أو بآخر في مواجهة الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب.

الإرهاب في العالم
تحقيق أهداف سياسية

الخبير في الشؤون الأمريكية، مسعود معلوف، قال إنَّ مفهوم الإرهاب عبارة مطاطية فلا يوجد فى الأمم المتحدة تعريفًا محددًا لطريقة محاربة الإرهاب، لكن هناك خطًا مشتركًا للجميع وهو استخدام الجماعات الإرهابية لأسلوب القتل من أجل تحقيق أهداف سياسية أو إيديولوجية.

وفي حديثه لــ"القاهرة الإخبارية"، يري أنَّ العمليات الإرهابية زادت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة ولم ينجح أحد في محاربة الإرهاب لأن كل دولة تختلف عن نظيرتها ولديها استراتيجية في التعامل معه، وأصبحت عبارة محاربة "الإرهاب" تؤذي من يطالب بالحرية ونري ذلك مع الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة. 

وذكر "معلوف"، أنَّ تعريف الإرهاب يختلف حسب مصالح الدول ومن الصعب إيجاد تعريف موحدًا لأن الدول لم تصل حتي الآن إلي وضع مصطلحًا مناسبًا، فالأمم المتحدة تختلف مع الدول الكبرى لأنها تستخدم الجماعات الإرهابية أداة في تنفيذ أجندتها.