الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حكومة اليمين الإسرائيلية تسرع خطوات الإرهاب الاستيطاني.. وارتباك نتنياهو

  • Share :
post-title
منازل أحرقها المستوطنون الإسرائيليون في بلدة حوارة جنوب نابلس

Alqahera News - سيد خميس

لم يمر سوى شهرين فقط على تشكيل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو السادسة، والتي وصفت بأنها يمينية بأكملها، إلا وبدأت في تنفيذ أهداف اليمين المتطرف في إسرائيل، وسرعت في توسعاتها الاستيطانية وكثفت العدوان على الشعب الفلسطيني، والتي وصلت إلى دعوة وزير العمل الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى محو قرية فلسطينية كاملة.

وقال سموتريتش، الأربعاء الماضي، إنه يجب محو قرية حوارة من الوجود. وأضاف خلال كلمته في مؤتمر اقتصادي أنه يجب على "دولة إسرائيل القيام بذلك وليس أفرادا فيها" في إشارة إلى المستوطنين الذين هاجموا قرية حوارة وأحرقوا عشرات البيوت ومئات السيارات، وأصابوا عشرات المواطنين الفلسطينيين بجراح.

تصريحات سموتريتش دفعت رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إلى وصفها بـ"الإرهابية والعنصرية"، مؤكدًا أنها تحمل نذر تصعيد خطير ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

وقال أشتية في بيان صدر عن مكتبه، إن تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف وحدها تكفي لتقديمه للعدالة الدولية، باعتبارها تشكّل تحريضًا رسميًا لارتكاب مجازر جديدة ضد المواطنين في البلدة، والبلدات والقرى المجاورة، التي ما زالت تعيش تحت وطأة الجريمة المروعة التي ارتكبها جنود الاحتلال والمستوطنون، وأحرقوا خلالها المنازل، والممتلكات، وارتكبوا جرائم القتل، وروعوا الأطفال والنساء.

وطالب أشتية الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وجميع المنظمات الدولية، لإدانة تلك التصريحات، وتفعيل القرارات الدولية بمقاطعة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها وعدم السماح لها بالإفلات من العقاب. وقال إن تصريحات سموتريتش تكشف ما ظل المسؤولون الإسرائيليون يخفونه، من سياسات، وممارسات إرهابية، "كنّا نعرفها ونحاول إقناع العالم بها، حتى بدت بشكل فاضح دون أية مواربة، ما يضع العالم أمام مسؤولياته".

بتسلئيل سموتريش وزير المالية في حكومة بنيامين نتنياهو

واشنطن تدعو نتنياهو للتنصل "علنا" من التصريحات

دعت الولايات المتحدة الأمريكية نتنياهو وكبار المسؤولين في إسرائيل، إلى التنصل "علنًا" من تصريحات بتسلئيل سموتريتش التي دعها فيها إلى "محو" قرية حوارة عن الوجود. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس، إن تعليقات وزير المالية الإسرائيلي "بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز". مشيرًا إلى أن التصريحات تصل إلى حد التحريض على العنف.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن ترحيبه بإدانة الولايات المتحدة لتصريحات سموتريتش، ووصفه لها بالمقززة، وغير المسؤولة، داعيًا إلى إقران تلك الإدانة المهمة بعمل يضع حدًا للجرائم الإسرائيلية، ويفضي لفتح أفق سياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

الوصول للغليان.. وارتباك نتنياهو

تسارع خطوات الإرهاب الاستيطاني من حكومة نتنياهو اليمينية، أكد عاموس هرئيل المحلل بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنها تؤدي إلى نقطة غليان. مشيرًا إلى أن الجيش والشرطة في إسرائيل فقدوا السيطرة على ما يحدث في بلدة حوارة وأنهم لا ينجحون في وقف المذبحة الدائرة.

فيما أكد مصدر بالسلطة الفلسطينية أن نتنياهو يدرك أن لدى سموتريتش وإيتمار بن جبير، أكثر العناصر اليمينية المتطرفة في حكومته، دوافع كثيرة لإشعال الحرائق، وينطلقون بسرعة جنونية في تطبيق أجندتهما المتطرفة.

وقال، لـ"القاهرة الإخبارية"، في اتصال تليفوني، إن نتنياهو منح لليمين الفاشي صلاحيات واسعة في الأمن والاستيطان، رغم أنه يخشى من أن طريقته ستجعل إسرائيل في مواجهة المجتمع الدولي، وهو ما سيجعل الموقف الأمريكي في مواجهة الموقف الإسرائيلي، وسيكون له تأثير سلبي في كل ما يتعلق بالعلاقات المشتركة بين "واشنطن" و"تل أبيب"، الأمر الذي يجعل نتنياهو يشعر بالارتباك في الوقت الحالي.