اقترب الجيش الروسي من السيطرة على "باخموت" شرق أوكرانيا، وذلك بعد أن أفادت تقارير بأن قوات موسكو أحكمت الطوق حول المدينة الاستراتيجية في إقليم الدونباس بالكامل.
قال يفجيني بريجوجين رئيس مجموعة "فاجنر" شبه العسكرية الروسية، في فيديو نُشر اليوم الجمعة، إن باخموت أصبحت في حكم المحاصرة بالكامل، وإن قوات كييف ليس أمامها إلا طريق واحد للخروج.
وطالب بريجوجين، الذي ظهر في المقطع مرتديًا زيًا عسكريًا، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسحب قواته من المدينة الصغيرة. وقال "وحدات الشركة العسكرية الخاصة فاجنر حاصرت تقريبا باخموت، ولم يعد هناك سوى طريق واحد مفتوح للقوات الأوكرانية، والأمور تزداد إحكامًا".
وأكد القائم بأعمال رئيس دونيتسك الشعبية، يان جاجين، اليوم الجمعة، أن باخموت تمت محاصرتها بالكامل فعليًا.
وقال جاجين في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "أرتيموفسك الآن محاصرة عمليًا. رجالنا في وسط المدينة. وحلقة التطويق مغلقة من الناحية العملية".
وتقع أرتيموفسك (باخموت الاسم الأوكراني) في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من دونيتسك شمال مدينة جورلوفكا الكبيرة، وهي مركز نقل مهم لتزويد مجموعة القوات الأوكرانية في دونباس.
انسحاب أوكراني من باخموت
وقال روبرت بروفي قائد وحدة الاستطلاع الأوكرانية "عصافير ماديار"، في وقت سابق اليوم الجمعة، إن وحدته تلقت أمرًا بمغادرة أرتيوموفسك على الفور. وقال قائد وحدة ماديار: "في ليلة 2 مارس، تلقت وحدة عصافير ماديار أمرًا بمغادرة أرتيوموفسك على الفور إلى موقع جديد.
وفي الأسابيع الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمال باخموت وجنوبها، وقطعت ثلاثة من أربعة طرق إمداد أوكرانية وجعلت موقف قوات كييف ضعيفًا بشكل متزايد.
وكان مسؤولون أوكرانيون قالوا إنهم سيواصلون الدفاع عن المدينة، ولكن ليس بأي ثمن، مشيرين إلى أنهم قد ينسحبون إذا لزم الأمر.
لماذا تسعى روسيا للسيطرة على باخموت؟
وتسعى روسيا منذ شهر أغطس الماضي، إلى السيطرة على باخموت، إذ تنظر موسكو للمدينة باعتبارها نقطة انطلاق للاستيلاء على مدن أكبر مثل كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما من المدن الرئيسية في مقاطعة دونيتسك التي تشكل مع مقاطعة لوهانسك المجاورة إقليم دونباس، الحوض الصناعي الكبير في أوكرانيا.
وتقع باخموت في شمال شرق إقليم دونيتسك بأوكرانيا، ولم يكن للمدينة أهمية زراعية أو صناعية تذكر، لكن موقعها الجغرافي أكسبها أهمية استراتيجية.
بالنسبة لروسيا، تعد مدينة باخموت بوابة جنوبية شرقية- شبه وحيدة- وممرًا حيويًا لتقدم القوات في عمق منطقة دونيتسك بإقليم دونباس، خاصة نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية؛ إذ أن باخموت تقع على أطراف الطريق الدولي "إتش- 32"، الذي يصلها بمدن كونستانتينيفكا ودروجكيفكا وكراماتورسك وسلافيانسك، إضافة لاقترابها من الطريق الدولي "إم-03" الذي يصلها مباشرة بسلافيانسك ويتابع نحو منطقة خاركيف بعدها.
أما على الصعيد الأوكراني، فتعتبر باخموت حصن الدفاع عن بقية مدن منطقة دونيتسك؛ إذ توجه منها قوات كييف ضربات قوية صوب المواقع الخاضعة منها للسيطرة الروسية.