الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

واشنطن تعبث في فناء بكين.. الولايات المتحدة تحشد دول الباسيفيك ضد الصين

  • Share :
post-title
جانب من مناورات مشتركة بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية

Alqahera News - محمود غراب

تركزت الجهود الأمريكية، خلال الشهور القليلة الماضية، على حشد دول المحيط الهادي "الباسيفيك" في مواجهة الصين.

وتعهدت اليابان بمضاعفة الإنفاق الدفاعي، وطلبت من الولايات المتحدة أسلحة بعيدة المدى، واعترفت كوريا الجنوبية بأن الاستقرار في مضيق تايوان أمر جوهري للأمن، وأعلنت الفلبين موافقتها على السماح لواشنطن باستخدام 4 قواعد إضافية في الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا، التي تسعى للتصدي للنفود الصيني.

ويربط الولايات المتحدة والفلبين تحالف أمني، منذ عقود، يشمل معاهدة للدفاع المتبادل واتفاق التعاون الدفاعي المعزز الموقع في 2014، ويسمح للقوات الأمريكية بالتواجد في 5 قواعد فلبينية، بما فيها تلك القريبة من مياه متنازع عليها. كما يسمح للجيش الأمريكي بتخزين المعدات والإمدادات الدفاعية في تلك القواعد.

ويأتي هذا في الوقت الذي تجري الفلبين مشاورات بشأن تنفيذ دوريات مشتركة في بحر الصين الجنوبي مع أستراليا واليابان والولايات المتحدة.

وتلك التحركات الأمريكية في منطقة الهادي، تستهدف عزل الصين في فنائها، ومبرر واشنطن في ذلك، هو موقف بكين من الحرب في أوكرانيا، والضغط العسكري الذي تمارسه على تايوان.

استراتيجية جديدة لليابان

لكن المحللين يرون أن تلك التحركات كان ستحدث حتى لو لم تندلع الحرب في أوكرانيا. ولفت المحللون إلى موقف اليابان التي أجرت تغييرات على استراتيجية الدفاع الذاتي المتبعة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتعتزم طوكيو شراء صواريخ كروز توماهوك بعيدة المدى من الولايات المتحدة، وأسلحة لديها القدرة على ضرب الصين.

وقال فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، خلال مؤتمر كبير للدفاع، استضافته سنغافورة الصيف الماضي: "بالنسبة لي، لديّ إحساس قوي بأن أوكرانيا اليوم قد تكون شرق آسيا غدًا".

وفي ديسمبر الماضي، كشف "كيشيدا" عن خطة لمضاعفة الإنفاق الدفاعي لليابان، وطلب أسلحة يمتد مداها خارج الأراضي اليابانية.

وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، نقلًا عن جون برادفورد، الزميل البارز في مركز "إس راجاراتمان" للدراسات الدولية، في سنغافورة، إن الحرب في أوكرانيا عززت المخاوف لدى الشعب الياباني، لأنهم أصبحوا أكثر عرضة للخطر، مضيفًا أن الدولة التي يستشعر اليابانيون خطرها هي الصين.

ويساور القلق اليابان وكوريا الجنوبية، أن الصين قد تعامل تايوان ذات يوم كما تتعامل روسيا مع أوكرانيا. ولطالما يؤكد المسؤولون في البلدين على أن السلام عبر مضيق تايوان ضروري لأمن المنطقة.

ونقلت "سي. إن. إن" عن بارك جين، وزير الخارجية الكوري الجنوبي، مؤخرًًا، إن "السلام والاستقرار في مضيق تايوان ضروريان لتحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، ولا غنى عنهما لأمن وازدهار المنطقة ككل".

سول قلقة من بيونج يانج

وهناك قلق في سول من أنه إذا انجرفت القوات الأمريكية إلى أي صراع مع الصين بشأن تايوان، فإن كوريا الجنوبية ستبدو مُعرضة لخطر الهجوم من كوريا الشمالية المسلحة نووياً، وأدى ذلك إلى دعوات لكوريا الجنوبية لتكون أكثر اعتمادًا على دفاعها عن النفس، بما في ذلك دعوتها إلى امتلاك أسلحة نووية خاصة بها.

في الوقت نفسه، تعمل سول وطوكيو معًا بشكل وثيق في الشئون الدفاعية، بما في ذلك التدريبات البحرية المشتركة مع الولايات المتحدة.

وأصبحت شبكة التعاون أكثر تعقيدًا، إذ تجري الفلبين محادثات مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، من أجل تسيير دوريات مشتركة في بحر الصين الجنوبي.

كما أصبحت سنغافورة وفيتنام أكثر انفتاحًا لمزيد من النفوذ الأمريكي في المنطقة، ولا يريد البلدان سيطرة الصين على جنوب شرق آسيا، كما قال جيفرى أوردانيل، مدير الأمن البحري في منتدى الهادي، الأستاذ المساعد في جامعة طوكيو الدولية.