الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عادل أدهم.. الطيب الذي رفض لقب "شرير السينما المصرية"

  • Share :
post-title
الفنان عادل أدهم

Alqahera News - محمد عبد المنعم

"السينما بعد أمي وعايش علشانها".. هكذا عبّر الفنان الراحل عادل أدهم عن عشقه للفن، الذي حلم منذ صغره بالوقوف أمام الكاميرا، لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود، إذ تعرّض للإحباط في بداياته بعد أن قيل له إنه لا يصلح، لكن الإحباط لم يوقفه أو يجعل اليأس يتملّك منه، إذ ظل يُعافر للوصول إلى حلمه وهدفه حتى أصبح واحدًا من كبار المهنة الذين تركوا علامة بارزة في مصر والوطن العربي.

لم يسلك عادل أدهم ابن مدينة الإسكندرية، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1928، طريق الفن بسهولة، إذ كان يحاول من حين لآخر دخول هذا العالم، لكنه ظل لفترة لا يستطيع دخول عمل يبرز فيه موهبته، واستغل تلك الفترة في العمل بالتجارة، مما جعله يتعرف على عدد كبير من الموظفين والشخصيات، ساعدته مراقبة تفاصيلهم اليومية في تجسيد الأدوار التي قدمها فيما بعد.

انطلاقة عادل أدهم كانت عام 1945، من خلال فيلم "ليلى بنت الفقراء"، الذي قدّم من خلاله دور راقص، فلم يكن يهتم بالدور الذي يقدمه في البداية، إذ يقول في لقاء تلفزيوني: "كان من المهم بالنسبة لي التواجد والانتشار من أجل إثبات موهبتي، ومحظوظ أنني قابلت في بداية حياتي، الأستاذ نيازي مصطفى، الذي صدّقني ومنحني فرصًا، وشكّلني وجعلني أقدم أنماطًا مختلفة من الفن، أسهمت في انطلاقتي وإبراز موهبتي.

عادل أدهم الذي قدّم ما يقرب من 150 فيلمًا لم يشارك كثيرًا في أعمال تلفزيونية، كما أن لديه تجربة مسرحية وحيدة ويبرر هذا قائلًا: "التلفزيون له فضل كبير بالنسبة لي ودخلته منذ كانت الأعمال بالأبيض والأسود، لكنه مرهق جدًا، خاصة وأنني عملت في وقت لم يكن به مونتاج، وتجربتي الأولى في السينما احتضنتني وأخذتني ليس من التلفزيون فقط ولكن من المسرح أيضًا، لذلك قررت أن أكرث حياتي لها.

عادل أدهم في فيلم "ليلى بنت الفقراء"

رغم حب الفنان الراحل للسينما لكنه ابتعد عنها لفترة، وتحديدًا بعد فيلم "ثمن الغربة"، حتى تساءلت الصحافة في هذا الوقت، حول سبب غيابه ليوضح فيما بعد في لقاء تلفزيوني عن سبب غيابه، قائلًا: "تعرضت لحادث سيارة في المشهد الأخير من فيلم "ثمن الغربة"، واضطررت لعمل جراحة أبعدتني قليلًا عن الساحة، ومررت بأزمة نفسي تطلبت مني الراحة".

كان عادل أدهم من الفنانين الذين لا يهتمون بترتيب أسمائهم على الأفيش أو الأموال التي يجنيها من وراء العمل، إذ يقول: "الرزق ليس في المكسب المادي، بل في الدور الذي أقدمه سواء كان دور أول أو ثانٍ وفي النهاية نحن مجموعة نتحد من أجل النجاح".

تتضح ملامح شخصية عادل أدهم في السطور السابقة، إذ إن الفنان الذي اشتهر بأدوار الشر، ولقّب بـ"بشرير السينما المصرية" لم يكن كذلك في الحقيقة، إذ كان الصديق الوفي صاحب القلب الطيب، القريب من كل محبيه، فبشهادة المقربين منه لم يكن الراحل قاسي القلب أو شريرًا كما أظهرته الأعمال التي جسدها بل كان طيب القلب، تدمع عيناه إذا رأى طفلًا يبكي، أو أحباب ينفصلون، ولا يحب لحظات الوداع، ورغم النجومية التي وصل إليها إلا إنه كان يرفض كلمة "نجم"، ويقول: "أنا ممثل وسأظل ممثلًا وأحب أن أبقى ممثلًا".

وكان يرفض تلقيبه بشرير السينما المصرية أو وصف الأدوار التي يقدمها بالشر، ويبرر ذلك قائلًا: "أنا لست مُصرًا على أدوار الشر وأرفض هذه التسمية، لأنها نماذج بشرية من الناس ونحن نتناولها، والشر ممكن أن يبقى في طفل أو شاب أو كهل، ومن الممكن أن تصنع إنسانًا عاديًا أو شريرًا".

تجاوزت شهرة عادل أدهم الحدود، إذ إنه قدّم عددًا من الأعمال ذات الإنتاج المشترك في إيطاليا وإسطنبول ولبنان، وحقق بهم نجاحًا كبيرًا وشهرة، حسبما قال في لقاءاته التلفزيونية.

رحل عادل أدهم في فبراير عام 1996 متأثرًا بمرضه، تاركًا وراءه شخصيات مميزة برع في تجسيدها لتظل باقية لا تُمحى، مثل "الفرن، اتنين على الطريق، الراقصة والطبال، وجحيم تحت الماء" وغيرها من الأعمال التي لا تزال تخلد اسمه حتى الآن.