الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

COP27.. قمة البقاء

  • Share :
post-title
صورة أرشيفية

Alqahera News - سامح جريس

مع ارتفاع حصيلة الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية في البلدان المثقلة بالديون في جميع أنحاء إفريقيا، تطالب حكومات القارة السمراء الملوثين الأثرياء في القارات الأخرى بدفع ثمن الضرر الذي تسببت فيه انبعاثاتهم.

وقالت الناشطة المناخية الأوغندية فانيسا ناكاتي، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "تاريخيًا، إفريقيا مسؤولة عن أقل من أربعة في المئة من الانبعاثات العالمية، لكن الأفارقة يعانون أكثر الآثار وحشية لأزمة المناخ، ونحن في احتياج إلى دعم مالي للتعامل مع الخسائر والأضرار التي نواجهها في جميع أنحاء القارة، ونحتاج إلى الملوثين للتعويض عن الدمار الذي تسببوا فيه".

أشارت تقارير المناخ إلى أن الحكومات الغنية رفضت دعوة لآلية مالية لمعالجة الخسائر والأضرار في محادثات المناخ العام الماضي في جلاسكو، وبدلًا من ذلك وافق المفاوضون على بدء "حوار" بشأن التعويض المالي.

ولكن في الوقت الذي تجتاح فيه الفيضانات وموجات الحر والجفاف جميع أنحاء الكوكب، وتضرب أكثر الفئات ضعفًا، يأمل النشطاء في أن تحتل القضية مركز الصدارة خلال فعاليات COP27.

"من الأقوال إلى الأفعال"

في مقال رأي نشر في صحيفة "الجارديان" البريطانية، حثّ قادة فرنسا وهولندا والسنغال، على دعم أكبر، وأكثر واقعية لإفريقيا، خاصة التكيف مع التغيرات المناخية.

وأشار القادة إلى أنه بالنسبة لإفريقيا، يُعدُّ تغير المناخ حقيقةً لا رجوع فيها، مشيرين إلى أنه فات الأوان لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، مؤكدين أن مؤتمر المناخ COP27 يُعدُّ فرصةً حيوية للعالم لدعم إفريقيا في مواجهة تأثير تغير المناخ، ويجب أن يحرز المؤتمر تقدمًا في تمويل التكيف مع التغيرات المناخية والانتقال من الأقوال إلى الأفعال.

أدَّت الظواهر المناخية المتطرفة في إفريقيا وحدها، إلى مقتل ما لا يقل عن 4000 شخص، وتشريد 19 مليونًا حتى الآن هذا العام، وفقًا لدراسة أجرتها الأمم المتحدة.

يؤثر الجفاف المستمر في شرق إفريقيا على سبل عيش أكثر من تسعة ملايين شخص، ونزح 1.4 مليون شخص في الأسابيع الأخيرة في أسوأ فيضانات مسجلة في نيجيريا.

عشرات الملايين في إفريقيا يواجهون الجفاف

حذّرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة في فبراير الماضي، من أن عشرات الملايين من الأفارقة يواجهون مستقبلًا يتسم بالجفاف والمرض والنزوح بسبب الاحتباس الحراري.

وأشارت اللجنة إلى أنه من المتوقع أن تواجه بلدان إفريقية عدة مخاطر مضاعفة متمثلة في انخفاض إنتاج الغذاء عبر المحاصيل والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك، وزيادة الوفيات المرتبطة بالحرارة، وفقدان إنتاجية العمل بسبب الحرارة، والفيضانات الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر في القارة.

أكد نشطاء المناخ أن الدول الإفريقية ستطالب بإجراءات أكبر من الدول المسببة للتلوث في طريقها للتكيف مع تغير المناخ.

إزالة الكربون بسرعة 

وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن الدول الإفريقية تعرضت لتغييرات كبيرة لأنها الأكثر تعرُّضًا لتأثير تغير المناخ، وأن أفضل طريقة لدرء التأثير في القارة هي من خلال إزالة الكربون بسرعة.

اتفقت الدول في محادثات المناخ التي أجرتها الأمم المتحدة العام الماضي في جلاسكو على رفع مستوى طموح خطط خفض الانبعاثات، ومع ذلك، تقول الأمم المتحدة إن هذه الإجراءات الإضافية ستؤدي إلى خفض التلوث بنسبة أقل من 1٪ بحلول عام 2030.

أنتجت قمة جلاسكو أيضًا استراتيجية جديدة لتمويل انتقال الطاقة، حيث التزمت مجموعة من الدول الغنية بتقديم 8.5 مليار دولار لجنوب إفريقيا المعتمدة على الفحم على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، في شكل منحٍ وقروض، لمساعدة خطتها المناخية وتحفيز القطاع الخاص.

وقال البنك الدولي إن جنوب إفريقيا، وهي واحدة من كبرى الدول المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ستحتاج إلى 500 مليار دولار على الأقل لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

دفع الاستثمار بالطاقة الخضراء في إفريقيا 

وأكدت سوزان تشومبا، مديرة المنظمة الإفريقية غير الحكومية الحيوية، أن الحكومات يجب أن تستخدم COP27 لدفع الاستثمار في التنمية الخضراء في القارة.

وقالت: "نحن في حاجة إلى التنمية لشعبنا، ونحتاج إلى استخدام الموارد الموجودة في متناول أيدينا في القارة"، مشيرة إلى أن الحرب في أوكرانيا كشفت الخطر الصريح المتمثل في الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري، حتى بالنسبة لأغنى الاقتصادات، ولكنها كشفت أيضًا التأثير المضاعف الذي تحدثه على الأسمدة وأسعار المواد الغذائية في القارة.

يتعثر التقدم المحرز في مؤتمرات الأطراف الأخيرة بسبب عدم الوفاء من جانب الدول الغنية بتقديم ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنويًا للدول النامية للمساعدة في إزالة الكربون مع التكيف مع تأثيرات المناخ، حيث أشار نشطاء المناخ إلى أن COP27 سيكون مؤتمرًا معولًا عليه من أجل بناء الثقة.