الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هل خسرت روسيا معركة الطاقة؟

  • Share :
post-title
الغاز الروسي - أرشيفية

Alqahera News - هبة وهدان

منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية الأوكرانية قبل عام من اليوم، وسلاح الغاز كان مرافقًا لسلاح المعركة، حتى باتت أزمة الطاقة كابوس العواصم الأوروبية، التي تعتمد على الغاز الروسي في التدفئة.

وبحسب الإعلامي إبراهيم الجارحي، فإن أوروبا كانت تستورد نحو 40% من احتياجاتها من الغاز من روسيا، وتعد ألمانيا المستورد الأكبر بنحو 5.6 مليار متر مكعب، الأمر الذي دفع القارة العجوز للتحرك بسرعة والاتفاق على مجموعة من الخطط الاستباقية لتجاوز برد الشتاء، ومحاولة الاستعاضة عن الغاز الروسي بالغاز الطبيعي المسال.

وأوضح "الجارحي"، من خلال برنامجه "بالمنطق" المذاع على شاشة "القاهرة الإخبارية" أن 25 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال يصل أوروبا بشكل شهري من 3 دول، هي الولايات المتحدة وقطر والجزائر، بالإضافة إلى 20 مليار متر مكعب من النرويج، ليتذيل الغاز الروسي ترتيب مصادر الغاز القادم نحو أوروبا بنحو 4 مليارات متر مكعب كل شهر.

الاعتماد على الغاز الروسي انتهى في أوروبا

وأضاف، أن فكرة الاعتماد على الغاز الروسي انتهت في أوروبا على الأقل في الوقت الحالي، وكان قد سبق ذلك قرار من الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي عبر التزام دول الاتحاد بتقليص واردات الغاز الروسي بنحو الثلثين على أساس التخلي عنه مستقبلًا.

وذكر "الجارحي"أن الوقت الذي فرض فيه سقف سعري لبيع النفط الروسي وحظر استيراد المشتقات النفطية المكررة من روسيا انتقلت الحرب من "سلاح الغاز" إلى "سلاح النفط" فكان رد موسكو مفاجئًا للجميع بأن أعلنت منذ بداية مارس الحالي خفض إنتاجها من النفط طواعية بمقدار نص مليون برميل يوميًا.

وأشار إلى أن بعض المحللين قالوا إن إعلان موسكو عن خفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا تحصيل حاصل، إذ إن صادرات النفط الروسية تراجعت بالفعل نتيجة توقف دول أوروبا عن استيراد الخام الروسي منذ أكثر من شهرين وبدء التوقف عن استيراد المشتقات أيضًا.

وتابع: "مع أن بعض المشترين في آسيا زادت وارداتهم من النفط الروسي إلا أن ذلك لا يستوعب كل ما توقفت أوروبا عن استيراده، لكن وفقًا للمعطيات الحاصلة الآن، فهل نقدر القول بأن روسيا خسرت معركة الطاقة؟..".

وقال "الجارحي" إن فاتح بيرول، مدير وكالة الطاقة الدولية، أجرى مقابلة مع صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، أعلن فيها أن بالفعل روسيا خسرت معركة الطاقة، وأن العالم لم يشهد أبدًا أزمة طاقة بهذا العمق والتعقيد.

استبدال السوق الآسيوية بدلًا من الأوروبية

وأوضح قائلًا: "ولو حاولت روسيا أنها تستبدل أوروبا بآسيا، وهو خيار صعب في الوقت الحالي، لأن بناء خطوط الأنابيب من غرب سيبيريا إلى الصين يحتاج لسنوات واستثمارات كبيرة".

واستعان "الجارحي" بتعليق المفوض السامي للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في هذا الشأن، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد خسر معركة الطاقة بالفعل، وأن العقوبات الأوروبية أضعفت الاقتصاد الروسي.

كما تابع نقلًا عن "جوزيب بوريل": "صحيح الاقتصاد الروسي لم ينهر، ومعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي أعلى من المتوقع، لكن الأمور بدأت تتغير بفضل العقوبات، خاصة فيما يتعلق بسقف سعر النفط، لأن البيانات تؤكد تراجع إيرادات المحروقات والعجز العام والاتجاه السلبي للميزان التجاري، كما يقول ممثل الاتحاد الأوروبي إن العقوبات مثل السم، بطيئة المفعول، لكنها تتسبب حتمًا بآثار لا رجعة فيها، ومع الوقت الاقتصاد الروسي سيدفع ثمنًا باهظًا لهذه الحرب".