قال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، اليوم السبت، إنه يتوقع أن يتعرض للاعتقال الثلاثاء المقبل في ولاية نيويورك.
ودعا الرئيس الأمريكي السابق أنصاره إلى الاحتجاج على الاتهام الوشيك الذي سيوجه إليه، وفق ما أوردته شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وقال "ترامب" عبر منشور كتبه على صفحته الرسمية بمنصة "تروث" المملوكة له: "أنا المرشح الجمهوري الذي يتجاوز الآخرين بمراحل والرئيس السابق للولايات المتحدة سيجري اعتقاله الثلاثاء المقبل.. احتجوا، استردوا أمتنا".
وهاجم "ترامب" المدعي العام في مانهاتن، بولاية نيويورك ألفين براج، إذ يعتقد أنه سيتم توجيه الاتهام إليه فقط لأنه يعتقد أن براج "يكرهه"، وفقًا لمصدر مطلع لشبكة "سي إن إن".
ولم يقدم "ترامب" أي تفاصيل حول سبب توقع توجيه الاتهام إليه الأسبوع المقبل، وكان فريقه القانوني يتوقع أن يحدث ذلك قريبًا ويستعد وراء الكواليس للخطوات التالية.
ومن المتوقع أن يقدم "ترامب" نفسه في مانهاتن بعد التهم الرسمية له، ومن المتوقع أن يلقي الرئيس رئيس البيت الأبيض السابق خطابًا لأنصاره بعد المحاكمة، حيث ينظر مكتب المدعي العام في مانهاتن في اتهامات جنائية تلاحق الرئيس السابق تتعلق بدفع أموال لنجمة إباحية خلال حملة ترامب في 2016 مقابل الصمت عن علاقة مزعومة بينهما. لكن ترامب وحلفاءه يقولون إنها بدوافع سياسية.
وكان بعض مستشاري ترامب قد حثوه بشكل خاص على عدم الدعوة إلى الاحتجاجات، خوفًا من ظهور مظاهرة احتجاج حاشدة في شوارع مانهاتن خارج نطاق السيطرة أو تشبه هجوم السادس من يناير على مبنى الكونجرس.
ويدعو ترامب إلى إلغاء مواد الدستور الأمريكي لإلغاء انتخابات 2020 واعادته إلى السلطة، في المقابل أدان البيت الأبيض تصريحات ترامب المتكررة على وسائل الإعلام، موضحًا أن الانتخابات الأمريكية لم يشبها أي تزوير كما يدعي ترامب، وأن الدستور الأمريكي محمي بقوة الشعب.
100 هدية
من جهة أخرى، كشف تحقيق برلماني أمريكي، أمس الجمعة، أن الرئيس السابق دونالد ترامب وعائلته لم يصرّحوا عن هدايا تزيد قيمتها الإجمالية على 250 ألف دولار تلقوها من حكومات أجنبية أثناء وجوده في البيت الأبيض.
وأماط التحقيق اللثام عن نحو 100 هدية تلقاها ترامب، من بينها لوحة ضخمة لدونالد ترامب أهدتها له السلفادور ولم يعثر لها على أثر.
وتشير وثائق حصل عليها النواب الديموقراطيون الذين يقودون التحقيق إلى أن هذه اللوحة ربما نقلت إلى المقر الفاخر للملياردير في فلوريدا.
كما لم تعثر الإدارة المسؤولة عن هذه الهدايا ومن بينها هدية عبارة عن مضارب جولف ذهبية هدية من رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي.
وقال مسؤول التحقيق البرلماني جيمي راسكين إنه "ملتزم بتحديد مكان الهدايا المفقودة"، مشيرًا إلى أن عدم التصريح عن هذه الأشياء مخالف للقانون.
تضم قائمة الهدايا الطويلة أيضًا صورة لإيفانكا ترامب مُشكّلة من عرق اللؤلؤ، أهداها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2017 لابنة الرئيس.
"لقد عدت"
من جهة أخرى، ظهر ترامب اليوم السبت في منشور مفاجئ على موقعي "فيس بوك" و"يوتيوب" كتب فيه: "لقد عدت" في إشارة لعودة الرئيس الأمريكي السابق إلى منصات التواصل الاجتماعي التي استخدمها لتعزيز صعوده السياسي حتى تم تعليق حساباته بعد هجوم السادس من يناير 2021 على الكونجرس.
وفي المقطع الذي جاء بعنوان "عدت"، قال ترامب: "آسف لجعلكم تنتظرون"، ونشر ترامب مقطع فيديو عن خطاب في إحدى جولاته لحشوده الانتخابية.
ورفعت منصة التواصل الاجتماعي "يوتيوب" التابعة لشركة جوجل المملوكة لشركة "ألفابت" في وقت سابق القيود المفروضة على قناة الرئيس الأمريكي السابق.
كما أعادت شركة ميتا بلاتفورمز حسابات ترامب على فيسبوك وانستجرام في وقت سابق من هذا العام، وأعاد إيلون ماسك، المالك الجديد لشركة تويتر، حساب الرئيس السابق أيضًا على منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة في نوفمبر.
كان ترامب يستخدم مواقع التواصل الانتخابي كدعاية قوية لحملته الانتخابية 2016، وبعد عودته إلى منصات التواصل الاجتماعي، أصبح بمقدور ترامب الآن التمتع بإمكانية استخدام الأدوات الرئيسية لجمع التبرعات السياسية والتواصل مع متابعيه البالغ عددهم 146 مليونًا إجمالًا عبر منصات التكنولوجيا الرئيسية الثلاث مع سعيه لترشيح نفسه مرة أخرى للرئاسة في عام 2024.
وقالت "يوتيوب" في تغريدة: "قيمنا بعناية المخاطر المتواصلة للعنف في العالم الحقيقي مع موازنة فرص الناخبين للاستماع على قدم المساواة من المرشحين الوطنيين الرئيسيين في الفترة التي تسبق الانتخابات".
يذكر أن منصات التواصل الاجتماعي الأشهر "تويتر، فيس بوك، يوتيوب"، حظرت دونالد ترامب عام 2021، لانتهاكه سياسات المنصة بالتحريض على العنف بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكونجرس الأمريكي أثناء اجتماع للتصديق على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.
وأسس ترامب منصة Truth "الحقيقة" في 2021 بعد حظره من مواقع التواصل الاجتماعي، ولديه عليها نحو خمسة ملايين متابع.
ويستند معارضو عودة ترامب إلى مواقع التواصل الاجتماعي على الرسائل التي نشرها على منصته كدليل بأنه ما زال يمثل "الخطر نفسه الذي دفع منصات كثيرة للتواصل الاجتماعي إلى تعليق حساباته أصلًا".