لا تتوقف المنافسة في موسم رمضان على الدراما التليفزيونية فقط، بل هناك منافس آخر قوي، هو المسلسلات الإذاعية، التي تواصل نجاحها منذ نشأة الإذاعة المصرية في مايو عام 1934، ويعتبرها النقاد جزءًا مهمًا لاكتشاف النجوم، كما أنها جاذبة لكبار الفنانين الذين قدموا مسلسلات ناجحة، مثل فؤاد المهندس، توفيق الدقن، فريد شوقي، عبد الحليم حافظ، عبد الله غيث، حسين رياض، ومديحة سالم، والكثير من الأسماء التي لا يمكن حصرها ليشكّلوا جزءًا أساسيًا من الهوية المصرية والتأريخ للأحداث عبر الزمن.
منافس قوي
تشكّل الدراما الإذاعية جانبًا مهمًا من المنافسة، نظرًا لأنها تصل إلى كل فرد، حتى في سيارته، لتقوم بدورها كوسيلة مهمة للترفيه في وقت الصيام وبعد الإفطار، وهو ما يضيف له ميزة لا تتاح في الشاشة الصغيرة.
تعويض للنجوم
مع غياب عدد من النجوم عن الدراما التليفزيونية في رمضان المقبل، سواء بسبب عامل الوقت أو عدم وجود سيناريو مناسب، إلا أنهم سيطلون لجمهورهم بأصواتهم من خلال الإذاعات المختلفة، بأعمال كوميدية وأخرى تراجيدية، إذ يقدم الفنان أحمد حلمي هذا العام من خلال مسلسل "مطلوب عريس"، رفقة الفنانين هنا الزاهد وسامي مغاوري، وتدور أحداثه في إطار كوميدي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها الثنائي حلمي وهنا الزاهد في عمل إذاعي، إذ سبق وجمعهما مسلسل "لف وارجع تاني" في عام 2020، كما اشتركا العام الماضي في مسلسل "العصمة في يدي".
صلاح التلميذ
بعد النجاح الكبير الذي حققه الفنان أكرم حسني، في العام الماضي، بمسلسله "مكتوب عليا"، مع الفنانة هنادي مهنا، ومع غيابه عن الشاشة الصغيرة، إلا أنه يطل للجمهور بصوته من خلال مسلسل كوميدي يحمل اسم "صلاح التلميذ"، ويشارك في بطولته شيري عادل، إبرام سمير، عمرو عبد الجليل، مصطفى غريب، ولا تعد هذه المرة الأولى التي يقدم فيها أكرم حسني عملًا إذاعيًا، إذ شارك من قبل في عمل كوميدي يحمل اسم "إحنا بتوع الأوزوريس"، مع الفنانة آيتن عامر.
عودة بعد غياب
ويشارك النجم الكبير يحيى الفخراني، الذي اعتاد الجمهور على وجوده في موسم رمضان بمسلسل إذاعي يحمل اسم "أحلام شهرزاد"، تأليف لميس جابر، وقصة الأديب المصري طه حسين، وذلك بعد انقطاع 12 عامًا عن الدراما الإذاعية، حيث كانت آخر أعماله مسلسل "لازم بابا يحب" عام 2011.
تلبية طلب الجمهور
ونستمع لصوت الفنان حسن الرداد وزوجته إيمي سمير غانم، من خلال أثير الإذاعة بمسلسل يحمل اسم "رأس رجاء وصالح"، ليحققا لجمهورهما طلبهم خلال الفترة الماضية بالعمل سويًا، ويشاركهما البطولة الفنان بيومي فؤاد الذي سبق له المشاركة في العديد من المسلسلات الإذاعية، من بينها العمل الكوميدي "آدم وحورية".
ويتواجد بيومي فؤاد في الموسم نفسه بمسلسل "كارت أحمر"، ويشاركه البطولة رنا رئيس، عمرو وهبة.
نيللي كريم بوجهين
أما الفنانة نيللي كريم فلم تكتف بالظهور في الموسم الرمضاني من خلال مسلسلها التليفزيوني "عملة نادرة" فقط، بل ستطل على محبيها من حلال صوتها بالراديو بمسلسل "اعترافات خوخة"، الذي يشاركها بطولته الفنان محمد فراج.
سحر ميكروفون الإذاعة
يرى الإذاعي المصري والناقد إمام عمر، أن مشاركة النجوم حاليًا في الدراما التليفزيونية يخضع للعرض والطلب، قائلًا: "الأبطال المشاركون في الأعمال الإذاعية إذا لم يجدوا النجاح المطلوب أو الجانب المادي الذي يريدونه فلن يستمروا في هذا النوع من الأعمال، ولكن الحقيقة أنهم يستمتعون بما يفعلونه، لأن الوقوف أمام ميكرفون الإذاعة له سحر خاص، كما أن النجوم يحصلون على عائد مادي جيد قريب مما يحصلون عليه في الدراما التليفزيونية".
طبيعة خاصة
فيما أشار الناقد المصري طارق الشناوي إلى أن المسلسلات الإذاعية لها تاريخ فني كبير على مدار سنوات طويلة، ويرى أن لها طابع خاص مختلف عن الدراما التليفزيونية من حيث المحتوى، خاصة أن تلك الأعمال تعرض إما قبل الإفطار أو بعده مباشرة، وهذا يحتاج لمحتوى فكاهي خفيف يستمتع به الجمهور، كما أنها مريحة بالنسبة للفنان فبدلًا من تصوير عمل درامي في أشهر طويلة، يمكن أن يسجل مسلسلًا إذاعيًا في أسبوعين.
وأضاف الشناوي: استمرار وجود هذه الأعمال وهؤلاء النجوم في الدراما والإذاعة يعد دليلًا واضحًا على نجاحها، لأن المنتج لن يضع أموالًا في منتج لا يجلب له الربح".