الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تفويض استخدام القوة العسكرية بالعراق.. هل يقلص الكونجرس صلاحيات بايدن؟

  • Share :
post-title
بايدن في الكونجرس الأمريكي

Alqahera News - محمد أبوعوف

يوم الخميس الماضي، أجرى مجلس الشيوخ الأمريكي أول تصويت إجرائي لإلغاء الموافقة على "تفويض استخدام القوة العسكرية" لحرب الخليج عام 1991 وحرب العراق عام 2002، في محاولة أن يستعيد الكونجرس صلاحياته، ويأتي ذلك تزامنًا مع الذكرى الـ20 من غزو العراق الذي بدأ في 19 مارس 2003، إلَّا أن بوادر مواجهة جديدة ظهرت بين الكونجرس والبيت الأبيض، وسط ترحيب الرئيس جو بايدن بالتصويت واعتبار أنه لن يكون له تأثير على سير العمليات العسكرية الأمريكية الحالية. 

ما معنى إنهاء تفويض حرب العراق؟

يرى الكونجرس الأمريكي أن تفويض استخدام القوة العسكرية لن يكون "شيكًا على بياض" يمنحه للرئيس جو بايدن، ويعد إنهاء التفويض بمثابة إنهاء حالة الحرب المتواصلة دون تحديد توقيت نهائى، بعد أن شاع استخدامه في آواخر القرن العشرين، لانتقاد تدخل الجيش الأمريكي في شؤون الدول. 

حالة حرب مفتوحة

من جهته، قال الدكتور سمير التقي، مدير معهد الشرق الأوسط للدراسات، إنَّ البنية التشريعية في الولايات المتحدة الأمريكية لم تضع شروطًا في تنظيم العلاقة بين الرئيس والكونجرس بشأن اتخاذ قرار الحرب، وهي غير واضحة، خصوصًا وأنَّ الرئيس هو المفوض من حيث الأساس في رسم السياسات الخارجية. 

وأوضح "التقي"، في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ الدور الرئيسي للكونجرس هو تمويل العمليات فقط، أما الرؤساء على مدار التاريخ خاضوا حروبًا ووضعوا مبررات تسمح لهم من خلال صلاحياتهم التنفيذية الدخول في هذه الحروب، ثم عرضها على الكونجرس من أجل وضعها في الميزانية.

وذكر أنَّ الهدف من إنهاء التفويض ألّا تبقى الفكرة بأن الولايات المتحدة جاهزة لحرب مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا وأن واشنطن تقاوم محاولات جرَّها بأن تصبح طرفًا فى صراعٍ، سواءً ضد إيران أو قوى أخرى، وبالتالي يُؤكد للحلفاء بأن أمريكا لا تنوي الانخراط في الصراع بالشرق الأوسط، ما لم تكن هناك أضرار مباشرة على المصالح الأمريكية. 

الواجبات الرئيسية للكونجرس

حصول الرئيس الأمريكي على "تفويض الحرب" بديلًا عن الكونجرس، يراه الخبير العسكري والاستراتيجي إسماعيل السوداني، موضوع قانوني ودستوري بين السلطات الثلاثة في الإدارة الأمريكية، التي تتكون من سلطة التشريع الممثلة في الكونجرس والسلطة التنفيذية الممثلة في الرئيس والسلطة القضائية.

وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، قال "السوادني" إنَّ الواجبات الرئيسية للكونجرس تتضمن إعلان الحرب وإعطاء التفويض عن مواعيد استخدام القوات المسلحة الأمريكية للدفاع عن الأمن القومي، لكن من أجل تقليل الروتين أُعطي التفويض للرئيس الأمريكي، ويرى الخبير العسكري ضرورة أن يحدد الكونجرس من يقاتل الجيش الأمريكي وصلاحية استخدام التفويض.

وأشار إلى أن التفويض الأول كان في 2001 عقب أحداث 11 سبتمبر، من أجل محاربة الإرهاب والقاعدة ومنع أعمال إرهابية مستقبلية، مؤكدًا أن الحكومة الأمريكية تريد إنهاء هذا التفويض حتى لا يُساء استخدامه.

صلاحيات الكونجرس

المستجدات التي طرأت في العراق والمنطقة والمستجدات الأمنية كانت تستوجب استخدام رؤساء أمريكا لهذا التفويض الذي لم يعد بالنفع على العراق، خصوصًا في عام 2014 عندما سيطرت التنظيمات الإرهابية على أماكن واسعة، بحسب الدكتور وسام القصير الكاتب والمحلل السياسي.

وأضاف "القصير"، لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ التفويض كان ضروريًا في بعض الأوقات، لكن الآن بات الوقت مناسبًا لإنهائه، موضحًا أن إلغاء التفويض يأتي في إطار الصدام المستمر بين الكونجرس -الذي يسعى إلى استعادة صلاحياته باعتباره جهة تشريعية- والبيت الأبيض.

ويرى المحلل السياسي، أنَّ وضع القوات الأمريكية في بغداد حاليًا مرتبط باتفاقيات خارج "التفويض"، فالقواعد العسكرية الموجودة الآن ضمن اتفاق أمني وليس حربيًا، فضلًا عن ذلك يطلب العراق في مراحل كثيرة وضع جدول لخروج القوات الأمريكية، لكن الحكومة العراقية لم تطلب ذلك حتى الآن.