الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محاولة لتزييف التاريخ الفلسطيني.. غضب عربي ينفجر في وجه "سموتريتش"

  • Share :
post-title
فلسطين

Alqahera News - آلاء عوض

"لا يوجد شيء اسمه الشعب فلسطيني".. هكذا تصدّر بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، محركات البحث في الساعات القليلة الماضية، لتنهال الاستهجانات والإدانات بداية من حلفاء إسرائيل سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا وحتى المنظمات الدولية، وبالطبع الدول العربية التي اتخذت موقفًا بدأه الأردن باستدعاء السفير الإسرائيلي في عمّان، وذلك بعد أسبوعين فقط من تصريحاته العبثية التي دعا فيها لمحو قرية "حوارة" الفلسطينية، وقوبلت برفض عربي ودولي شديد، كما ضاعفت مستوى إحراج إسرائيل على الساحة الدولية وعرى وجهها الاستعماري السافر أمام العالم أجمع.

تصريحات تحريضية

مثيرًا للجدل مرة أخرى حول قضية بالغة الحساسية في الصراع بين الإسرائيلي-الفلسطيني، شنّ وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، المتهم دائمًا بإثارة توترات بين طرفي النزاع، حملة تحريضية تستهدف الشعب الفلسطيني وتنكر وجوده، قائلًا: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة"، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وأدلى الوزير الإسرائيلي المتطرف وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" خلال مشاركته بأمسية، أقيمت بالعاصمة الفرنسية باريس، تكريمًا لجاك كوبفر، الناشط الصهيوني والرئيس السابق لحزب الليكود في فرنسا، وأمامه منصة مزينة بخريطة متداخلة بين فلسطين المحتلة والمملكة الأردنية، وهي الخريطة التي تحمل شعار "الإرجون" التابع للمنظمة العسكرية الوطنية في إسرائيل، وهي جماعة مسلحة تطالب بضم الأردن وفلسطين باعتبارهما أراضي يهودية.

ردود فعل غاضبة

وتسببت تصريحات وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش في موجة من ردود الفعل الدبلوماسية العنيفة، وصلت لاستدعاء المملكة الأردنية السفير الإسرائيلي لديها وأبلغته بضرورة قيام حكومته باتخاذ موقف صريح وواضح إزاء هـذه التصرفات المتطرفة والتصريحات التحريضية الحاقدة المرفوضة مـن وزير عامل في الحكومة الإسرائيلية، وطالبت المجتمع الدولي بإدانة تصرفات وتصريحات الوزير الإسرائيلي "المتطرفة التحريضية"، التي تمثـل أيضاً خرقًا للقيم والمبادئ الإنسانية، وفقًا لوكالة الأنباء الأردنية "بترا".

من جانبها، قالت الرئاسة الفلسطينية، إن التصريحات العنصرية لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش التي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، هي محاولة لتزييف التاريخ وتزويره، وتكشف عنصرية الحكومة الإسرائيلية التي تحاول إنكار وجود الشعب الفلسطيني على هذه الأرض منذ الأزل، وفقًا لوكالة "وفا" الفلسطينية.

وأضافت، أن المحاولات الإسرائيلية لاختراع روايات كاذبة تنكر وجود شعبنا يفندها التاريخ الذي يؤكد أن الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض التي تمتد جذوره فيها إلى أعماق التاريخ، ولا يحتاج أصلًا لأمثال "سموتريتش" للتعريف بتاريخه الممتد منذ فجر التاريخ.

وأشارت الرئاسة، إلى أن الرواية الفلسطينية الأصيلة تفند بقوة مثل هذه المحاولات المتطرفة التي تحاول سرقة التاريخ وتزييفه لصالح الخرافات والأكاذيب، متسائلة من أين جاء سموتريتش؟.. الذي يؤمن بالعنصرية والكذب كطريق لتكريس الاحتلال الذي سينتهي عاجلًا أم آجلًا ومهما طال الزمن.

وزير المالية الإسرائيلي

من جهتها، استنكرت مصر تصريحات الوزير الإسرائيلي بشأن إنكار وجود الشعب الفلسطيني، وقال أحمد أبو زيد، الناطق بلسان وزارة الخارجية المصرية، في تغريدة على موقع "تويتر": إن هذه التصريحات تحمل إيماءات عنصرية تنكر حقائق التاريخ والجغرافيا، وتؤجج مشاعر الغضب والاحتقان عند جموع الشعب الفلسطيني، بل وشعوب العالم الحر وأصحاب الضمائر الحية حول العالم.

وتابع: "تلك التصريحات تقوّض المساعي الرامية إلى تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك الذي يتزامن هذا العام مع الأعياد المسيحية واليهودية، وجميعها أعياد ترسي معاني التسامح والسلام واحترام الآخر".

اتجاه معاكس

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه الشديد لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووصفها بـ"الخطأ، وغير المحترمة، والخطيرة، وتؤدي إلى نتائج عكسية في وضع متوتر للغاية بالفعل".

وقال مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس المحتلة، لوكالة "وفا"، اليوم الاثنين، إن تصريحات الوزير سموتريتش "تذهب مرة أخرى في الاتجاه المعاكس ولا يمكن السكوت عليها".

ويرأس سموتريتش حزب "الصهيونية الدينية"، وقد أدين أكثر من مرة في السابق بالتحريض على العنصرية، ومنذ انضمامه إلى الحكومة الإسرائيلية الأخيرة برئاسة بنيامين نتنياهو، يسعى جاهدًا لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وقمعه، وهو معروف بتصريحاته المتطرفة والمثيرة للجدل، ويدعو لضم الضفة الغربية المحتلة وطرد العرب من بلادهم.