الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خبراء يجيبون.. هل تحدد زيارة الرئيس الصيني لروسيا مستقبل الحرب؟

  • Share :
post-title
الرئيس الروسي مع نظيره الصيني

Alqahera News - محمد أبوعوف

بعد ما يقرب من 13 شهرًا من اندلاع الحرب "الروسية - الأوكرانية"، بات مصير الحرب يؤرق العالم خصوصًا بعد الأزمات الاقتصادية التي أصابت العديد من الدول، إلا أن الأسابيع الأولى من مارس 2023 شهدت مفارقات كبيرة بعد ظهور الصين علي الساحة الدولية وانتقالها من موقع القطب الجيوسياسي المراقب إلى القطب الفاعل في منظومة العلاقات الدولية، وطرحها لمبادرة تسعي من خلالها إلى حلَّ الأزمة الأوكرانية، فضلًا عن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى موسكو التي تؤكد أنَّ بكين لديها الرغبة الحقيقية في الوصول إلى حلول جذرية من أجل استعادة الهدوء إلى العالم. 

أبرز بنود المبادرة الصينية

اقترحت وزارة الخارجية الصينية العديد من البنود لتحقيق السلام في أوكرانيا ونصت البنود التي أعلنتها الصين جاءت كالتالي: 

ضرورة احترام سيادة الدول وتطبيق القانون الدولي

نبذ عقلية الحرب الباردة بين أطراف الصراع

حماية المدنيين والحفاظ على حقوق الأسرى

الحفاظ على سلامة المحطات النووية

التقليل من المخاطر الاستراتيجية 

تصدير الحبوب امتثالًا لاتفاقية تصديرها عبر البحر الأسود

التخلي عن فرض العقوبات أحادية الجانب

ضمان استقرار سلاسل الصناعة

عدم تسيس النظام الاقتصادي العالمي

إعادة الإعمار بعد النزاع 

استئناف مباحثات السلام

شراكة على المستويات كافة

الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قالت إنَّ العلاقات "الصينية - الروسية" وصلت لمستويات استراتيجية كبيرة وتعتبر تحالفًا متكاملًا على مستوى الأصعدة كافة، بما يشمل أبعاد الأمن القومي.

وأوضحت نورهان الشيخ، أنَّ أحد أهم ما تقوم عليه الشراكة "الصينية - الروسية" هو البُعد الاستراتيجي ودفع التنمية حتي 2030، ما يُسهم في حدوث طفرة بصادرات الطاقة الروسية إلى الصين، وذكرت أن الرئيس الصيني اجتمع مع مسؤولين وقيادات روسية ما يؤكد أنها ليست قمة على المستوى العام بل قمة تدخل في تفاصيل العلاقات بين الدولتين، ما يشير لوجود رغبة حقيقية للارتقاء بالعلاقة إلى أعلى مستوياتها.

وأكدت، أنَّ الزيارة تأتي في إطار خطة استراتيجية بين البلدين لتطوير التعاون فيما بينهما على مستوى المجالات كافة، خصوصًا مجال الطاقة والتبادل التجاري والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي ثم تنمية القطب الشمالي والمشروعات الخاصة بالبنية التحتية والممرات الخاصة بربط الصين وروسيا فيما يتعلق بمشروع "الحزام والطريق".

الرئيس الصيني ونظيره الروسي
تقوية اقتصاد روسيا

الصين تُعتبر إحدى الدول الاقتصادية القويةـ ومن الطبيعي أن تبني علاقات دولية، خصوصًا مع دولة عظمى مثل روسيا، وفقًا للدكتور إيفان يواس، مستشار معهد الدراسات الاستراتيجية في كييف، الذي أكد أنَّ الصين تستورد 16% من الحبوب الروسية وهي بحاجة إلى موسكو من أجل استيراد الحبوب وتقوية موقفها الاقتصادي، كما تحتاج بكين للطاقة والوقود الروسي، وأوضح "يواس"، أنَّنا ننتظر النتائج المحتملة بشأن الأزمة الأوكرانية بعد التقارب "الصيني - الروسي".

وذكر "يواس" أنَّ الصين ظلت عامًا صامتة من أجل دراسة الموقف في الأزمة "الروسية - الأوكرانية" ووضع خطة للسلام، مؤكدًا أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن المبادرة صينية وليست أمريكية.

وتوقَّع مستشار معهد الدراسات الاستراتيجية، أن يكون هناك مباحثات صينية مع كييف قد تكون مثمرة وتأثيرها إيجابي على عملية السلام بشرط أن تكون عادلة، خصوصًا في ظل تفاقم الوضع الحالي، موضحًا أن الرئيس الروسي غير متحمس حتى الآن لإنهاء الحرب ويتحدث عن الإمداد الغربي لـ"كييف".

قلق غربي أمريكي

وفي إطار طرح الصين لمبادرة سلام لحل الأزمة في أوكرانيا، قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إنًّ المبادرة بمثابة تنقية للعلاقات بين دول العالم المتعدد القطبية، لذلك رأينا الرفض الأمريكي القاطع لهذه المبادرة، مشيرًا إلى أن المصالح الغربية تتضارب فيما بينها من حيث عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي ويسعون إلى عرقلة كل الحلول السلمية والسياسية ووقف إطلاق النار من خلال التصريحات المتناقضة التي تتعارض مع المنطق.

وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أكد "قناة" عدم وجود حلول سياسية أو مبادرة لدى الطرف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت الصين تنتقل من موقع القطب الجيوسياسي المراقب إلى القطب الفاعل في منظومة العلاقات الدولية.

وأوضح أنَّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يؤكدون بشكل مستمر علي ضرورة خروج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، ما يوضح أن جوهر الصراع ليس مع "كييف"، وأن الصين بدأت تدخل تدريجيًا عن طريق الحفاظ على حيادها بناء على مرتكزات جديدة بدايتها الشراكة الاستراتيجية المتبادلة بين بكين وموسكو، الأمر الذي أقلق الغرب وواشنطن خصوصًا بعد مرحلة التبادل التجاري الذي استخدمت فيها العملات المحلية، ما يعد ضربة للمنظومة الدولارية الذي تخشاه أمريكا وانسحاب هيمنتها على الاقتصاد العالمي.