الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بكين تتوعد بالانتقام.. ماذا يغضب الصين من اجتماع مكارثي ورئيسة تايوان؟

  • Share :
post-title
مناورات عسكرية بحرية صينية قرب تايوان

Alqahera News - محمودغراب

تعهدت الصين برد انتقامي ضد تايوان، بعد اجتماع بين رئيس مجلس النواب الأمريكي ورئيس الجزيرة، قائلة إن الولايات المتحدة تسير على طريق خاطئ وخطير.

ونددت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، باجتماع كيفين مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي، برئيسة تايوان تساي إينج وين، في كاليفورنيا، وقالت إنها خطوة تنتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة، مُبدية معارضتها الشديدة وإدانتها للقاء.

وفي البيان، أكدت الصين أنها ستتخذ إجراءات حازمة وقوية للدفاع عن السيادة الوطنية، وسلامة أرضيها، وحثت أمريكا على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، وببنود البيانات المشتركة الأمريكية الصينية الثلاثة، وتنفيذ الالتزامات التي تعهد بها قادة الولايات المتحدة بعدم دعم "استقلال تايوان".

وطالبت الصين الولايات المتحدة بالتوقف فورًا عن أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية، مع تايوان، ووقف تطوير العلاقات الجوهرية بين الولايات المتحدة وتايوان، وإثارة التوتر في مضيق تايوان، وألا تواصل المضي قدما في هذا الطريق الذي وصفته بـ"الخطأ والخطير".

والتقى رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، برئيسة تايوان تساي إينج وين، في كاليفورنيا، أمس الأربعاء، رغم التهديد بأعمال انتقامية من جانب الصين.

ورحّب "مكارثي" برئيسة تايوان خلال اجتماعهما في مكتبة رونالد ريجان الرئاسية بـ"سيمي فالي" في ولاية كاليفورنيا بالقرب من لوس أنجلوس.

ويأتي مكارثي ثالثًا في ترتيب السُلطة بالولايات المتحدة بحكم منصبه، وبلقائه تساي إينج وين، يعتبر أكبر شخصية أمريكية تلتقي برئيس لتايوان على الأراضي الأمريكية منذ عام 1979.

وفي بداية الاجتماع الذي ضم نوابًا جمهوريين وديمقراطيين آخرين، وصف "مكارثي"، "تساي" بأنها صديقة عظيمة لأمريكا. وأضاف "أنا متفائل بأننا سنستمر في إيجاد سُبل لشعب أمريكا وتايوان؛ للعمل معًا لتعزيز الحرية الاقتصادية والديمقراطية والسلام والاستقرار"، وفق "رويترز".

وشكرت "تساي"، "مكارثي" على كرم الضيافة، وقالت إنها حظيت باستقبال دافئ مثل دفء أشعة شمس ولاية كاليفورنيا، وشكرت أيضًا باقي أعضاء وفد الكونجرس قائلة "أنا سعيدة جدًا".

وأضافت رئيسة تايوان إن الحشد الكبير من سياسيي الحزبين الأمريكيين الديمقراطي والجمهوري الذين التقوها في كاليفورنيا يؤكد أن تايبيه "ليست معزولة وليست وحيدة" في مواجهة الغضب الصيني.

وردا على لقاء تساى ومكارثى في كاليفورنيا، بدأ الأسطول الصيني تقوده سفينة الدوريات البحرية "هايكسون 6"، أمس الأربعاء، عملية خاصة للاستطلاع والتفتيش المشترك في الأجزاء الوسطى والشمالية من مضيق تايوان.

وقال وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشنج، إن حاملة طائرات صينية تقترب من سواحل الجزيرة على بعد 200 ميل. وأضاف وزير الدافع التايواني، أن حاملة الطائرات الصينية ومجموعتها المقاتلة تجري تدريبات في تلك المنطقة، لكن في وقت حساس، بحسب تعبيره.

ورسميًا، فإن رئيسة تايوان ليست في زيارة للولايات المتّحدة، إنها مجرد محطة عبور "ترانزيت"، في طريق عودتها إلى بلادها من جولة في أمريكا اللاتينية.

وسعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق، أمس الأربعاء، إلى التقليل من أهمية هذا الاجتماع، إذ كرّر وزير الخارجية أنتوني بلينكن قوله إنّ رئيسة تايوان لا تقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة بل وجودها هو مجرد ترانزيت. ودعا بلينكن، الحكومة الصينية، إلى عدم استخدام الاجتماع بين مكارثي وتساي "ذريعة لإثارة التوتّرات".

وتظل مسألة تايوان بالنسبة لبكين "الخط الأحمر" الذي لا يجب أن تتجاوزه واشنطن في العلاقات بين البلدين. وأجرت الصين مناورات عسكرية موسعة، بالقرب من تايوان، بالتزامن مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي في أغسطس من العام الماضي، للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تنظر بكين إليها على أنها أراضٍ صينية خارج سيطرتها ويجب لم شملها مع البر الرئيسي للصين.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات رسمية مع الجزيرة، ومع ذلك، تحافظ واشنطن على علاقة قوية مع تايبيه، بموجب قانون أقرته الولايات المتحدة عام 1979 في عهد الرئيس جيمى كارتر، يعرف باسم "قانون العلاقات مع تايوان"، والذي ينص على أنه يجب على الولايات المتحدة مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، وهذا هو السبب في استمرار الولايات المتحدة في بيع الأسلحة إلى تايوان.

وعلى مدى عقود، كان على رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين أن يتعاملوا مع أمر شديد الحساسية يعرف بسياسة "الصين الواحدة"، الذي يعد اعترافًا دبلوماسيًا أمريكيًا بموقف الصين بأن هناك حكومة صينية واحدة فقط.

وبموجب هذه السياسة، تعترف الولايات المتحدة وتقيم علاقات رسمية مع الصين بدلًا من جزيرة تايوان، التي تعتبرها الصين مقاطعة انفصالية سيعاد توحيدها مع البر الرئيسي يومًا ما.

وتعد سياسة الصين الواحدة حجر الزاوية الرئيسي للعلاقات الصينية - الأمريكية، كما أنها حجر الأساس في صنع السياسة والدبلوماسية الصينية. وعلى الرغم من حملهما الاسم ذاته، تختلف سياسة "الصين الواحدة" عن مبدأ الصين الواحدة، الذي تصر الصين بموجبه أن تايوان جزء لا يتجزأ من صين واحدة سيعاد توحيدها يومًا ما.

فالسياسة الأمريكية ليست تأييدًا لموقف بكين، إذ تحافظ واشنطن على علاقة قوية غير رسمية مع تايوان، بما في ذلك استمرار مبيعات الأسلحة للجزيرة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها. كما تحتفظ واشنطن بوجود غير رسمي في تايبيه عبر المعهد الأمريكي في تايوان، وهو شركة خاصة تمارس من خلالها أنشطة دبلوماسية.