ارتكزت العلاقات "المصرية - السودانية" على تاريخ ممتد منذ القدم، وتنوعت وشملت مجالات الحياة كافة، إذ تُعد السياسة المصرية تجاه السودان داعمة وقائمة على تاريخ مُشترك جمع البلدين منذ 1820، وتُعد الزيارات المُتبادلة بين القيادات السياسية بين البلدين دليلًا على عمق العلاقات، وتؤكد على إصرار قيادة البلدين على استمرار التشاور بينهما فيما يخص القضايا الإقليمية.
تعاون اقتصادي
الكاتب الصحفي، أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، قال إنَّ هناك علاقات إعلامية مقبولة وجيدة بين مصر والسودان، لكنها تحتاج إلى ترسيخ دعائم كثيرة للحضور في مشهد تلاقٍ بين البلدين.
وأضاف "العشري" في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ البلدين لديهما خصوصية شديدة الأهمية، وانفتاح وتكامل في العلاقات منذ مئات السنين، فظلا البلدين لأكثر من 130 عامًا دولة واحدة، ينصهران في بوتقة واحدة، فمصر والسودان كذلك كانا معًا في الانتصارات والنجاحات.
وتابع: "الانسجام كان يجب أن يُترجم في كثير من الموجات الإعلامية التي تلعب دورًا كبيرًا في تسليط الأضواء على نجاحات البلدين في كثير من التحديات التي واجهها كلا البلدين".
وأكد أن مصر والسودان يمكنهما تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، خصوصًا أن السودان يضم بحرًا كبيرًا من المواد الخام، لافتًا إلى أن مصر تستثمر 10 مليارات دولار في مجالات البنية التحتية والتعدين والنهضة الزراعية والسمكية، فضلًا عن مشروعات النقل الكهربائي.
ملفات عديدة
ويرى السماني عوض الله، رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز السوداني، أنَّ العلاقات المصرية- السودانية، تشهد تطورًا كبيرًا منذ تولى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زمام الأمور؛ لأنه دفع بتطوير العلاقات مع الخرطوم.
وفي حديثه لـــ"القاهرة الإخبارية"، قال إنَّ توجيهات الرئيس"السيسي" أسهمت في تقديم كل السُبل والتسهيلات كافة، لجميع السودانيين المقيمين في مصر، ما يؤكد حرص القيادة المصرية على تقوية أواصر العلاقات بين الشعبين القائمة منذ مئات السنين.
وأكد على وجود إرادة قوية من الدولتين؛ من أجل تأسيس خط سكك حديدية بين القاهرة والخرطوم، ما يؤكد على حرص القيادة على سهولة التواصل بين الشعبين، لأن العلاقة على الصعيد الشعبي هي الدائمة، رغم محاولات بعض المأجورين الذين يريدون تأزيم العلاقة وتحطيمها.
ولفت "السماني" إلى أنَّ الشارع السوداني يحترم موقف مصر الحيادي والمتميز بشأن المشهد السياسي داخل السودان، ويكن له كل التقدير، مُوضحًا أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا مُضنية من أجل لم شمل الأطراف السودانية، وتوحيد كلمتهم وإيجاد أرضية للحوار "السوداني -السوداني"، باعتباره الأنسب لحل قضية دولة مثل السودان، والجلوس على طاولة واحدة لإيجاد حلول لكل القضايا التي يُعاني منها السودان.