الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سهير المرشدي: لا أفكر في الاعتزال.. وأحمد العوضي سبب موافقتي على "ضرب نار" (حوار)

  • Share :
post-title
سهير المرشدي وأحمد العوضي

Alqahera News - إيمان بسطاوي

ـ "أم جابر" لا تشبه "أم طايع".. والأم هي من تغذي المجتمع وتبني أو تهدم
ـ "سماسم وإيزيس وعدولة" علامات في حياتي صعب تكرارها.. وأشعر بأزمة بعد أسامة أنور عكاشة
ـ حنان مطاوع موهوبة وكل خلية في جسدها تُمثل.. وخفت عليها وحذرتها من "سخية"
ـ أرفض ورش الكتابة والنقل من الأعمال الأجنبية

عودة الممثلة المصرية سهير المرشدي إلى الدراما التلفزيونية لم يكن بالقرار السهل، فهي تبحث عن دور تواصل به مشوارها الفني، وفي الوقت نفسه تحافظ على اختياراتها الدقيقة، وبعد غياب 5 سنوات منذ عرض مسلسل "طايع" ذو الأجواء الصعيدية، عادت مرة أخرى من خلال دور امرأة صعيدية أيضًا بمسلسل "ضرب نار" لتجسد دور والدة أحمد العوضي.

قرار العودة للجمهور بمسلسل رمضان جاء بعد إقناع من أحمد العوضي، إذ كشفت سهير المرشدي في حوارها لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، أنه أصر بقوة على مشاركتها في المسلسل حتى بدور ضيفة شرف، وأن شخصية "أم جابر" لن تقدمه أي ممثلة غيرها، إذ قال لها: "أريد ممثلة سند"، وبالفعل تأثرت الفنانة القديرة بحديثه معها خصوصًا أنها تحب مؤازرة الأجيال الجديدة في الفن.

دور محوري

تصف المرشدي دورها في المسلسل بـ"المحوري"، إذ تقول: "عندما قرأت الدور وجدت الشخصية بها قصة، حتى إن وفاتها كانت مقصودة، فوفاة (أم جابر) التي أجسد دورها بالعمل محور الأحداث، إذ كان موتها مقصودًا لتغيير الخطوط العريضة لدراما العمل".

وتحرص المرشدي على أن يكون لكل دور تطل به على جمهورها رسالة، ويبدو أن قضية الثأر استهوتها لمحاربته من خلال شخصية "صديقة"، التي تحاول طوال الوقت إبعاد نجلها عن فكرة الثأر أو أخذه بالقوة لتقول عن ذلك: "تحمست للدور لأنني ضد الثأر، فأم جابر التي أجسد دورها كانت ترفض ذلك لأننا لسنا في غابة، فأنا ضد أخذ الحق بالذراع، لكن تؤمن أنه لا يضيع وراءه مطالب".

قضية الثأر

عن تشابه قضية الثأر في مسلسلها الحالي مع مسلسل "طايع" للفنان عمرو يوسف، تقول: "دوري في "طايع" كان أساس الدراما لأني قدمت دور أم تطالب بأخذ الثأر من قاتل زوجها وتحرّض عليه، لكنها أدركت أن ابنها الأول مات والثاني في طريقه للموت، فانتبهت وتخلت عن الفكرة، وأرى أن الأم هي التي تغذي المجتمع وهي من تبني وتهدم، وإن لم يكن هناك أم ليس لها قضية فلن يكون هناك أمة، بينما دوري في مسلسل "ضرب نار" كانت الأم ترفض الثأر رغم بساطتها، وترى أن الحق يُأخذ بالقانون".

أزمة سيناريوهات

عن سبب غيابها خلال السنوات الماضية عن الدراما والاكتفاء بالمتابعة فقط من خلال مقعد المشاهد، تقول سهير المرشدي: "أزمة الكتابة والسيناريوهات سبب غيابي، إذ أشعر أن الأعمال التي تُعرض عليّ لم يُبذل فيها جهدًا، ولديّ بالفعل أزمة كبيرة في هذا الأمر، لقد قدمت أعمالًا كتبها مؤلفين كبار مثل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن وأساتذة الدراما التلفزيونية، ثم أجد سيناريوهات ليست بهذه القيمة، أشعر بالخجل من تقديمها، لذا من الصعب أن أظهر في أدوار ليست بالجودة نفسها التي قدمتها من قبل، فهذا أمر صعب ولذلك اعتذر عن العمل".

وحول نقاط الضعف التي تراها في السيناريوهات المعروضة عليها توضح: "للأسف أغلب النصوص مأخوذة من قصص عالمية وليست أصلية، وهنا لا أمانع أن يأخذ الكاتب نصًا عالميًا، لكن يهمني أن أشعر أنه قرأ وفهم وبذل جهدًا وصاغ عملًا يتناسب مع المجتمع المصري، لكن للأسف أرى أن غالبية الكتّاب تعمد إلى الاستسهال".

وترى "المرشدي" أن ورش الكتابة كانت سببًا في رداءة الأعمال لتقول عن ذلك: "أنا ضد ورش الكتابة تمامًا لأن من المفترض أن يكون مؤلف العمل شخصًا واحدًا فقط مثل المخرج، فليس من المعقول أن يؤلف 3 أشخاص عملًا واحدًا".

100 حلقة

تؤكد المرشدي أن تاريخ الدراما المصرية يذخر بالكتاب المصريين أصحاب النفس الطويل ولديهم القدرة على الحكي وسرد قصص رائعة ومتكاملة، إذ تقول: "منذ أيام التلفزيون الأبيض والأسود كنا نقدم 100 حلقة في عمل واحد، ولا ننسى أننا قدمنا مسلسل "1000 ليلة وليلة"، فكتّاب مصر أصحاب الكتابة المنهجية السليمة، والواقع المصري مليء بالحكايات والقصص، وإذا أخذ المؤلف من هذا الواقع وصاغه وقدمه بشكل جيد وقتها سيقدم عملًا ممتعًا".

الصراعات

تضيف المرشدي: أرفض تقديم أعمال سطحية و"تافهة" وليس بها قضية ورسالة، في حين ليس لديّ مانع في تقديم أعمال ربما تحتوي على الصراع أو أحداث عنف، إذ تقول: "الحياة قائمة على الصراع منذ بدء الخليقة والنفس البشرية فيها فُجر وتقوى وبينهما دراما، والدنيا قائمة على الحركة، ويمكن تقديم ذلك في الكثير من الأعمال".

الاعتزال

ورغم أن سهير المرشدي لديها الكثير من الملاحظات حول النصوص، لم تفكر يومًا في قرار الاعتزال لتقول عن ذلك: "لم أفكر في الاعتزال ولا يوجد فنان يحب فنه ويعتبره قضيته الأولى يعتزل، أنا أقف في صفوف المشاهدين حتى يأتي لي نصًا أرضى عنه، وطالما أتمتع بصحة سأسهم في الحياة، وإذا لم تكن هناك فرصة للمشاركة بأدوار وأعمال فنية، أحرص على أن يكون لي مساهمات اجتماعية أو إدارية، وتكون اختياراتي متوائمة مع أفكاري وقدرتي على العمل".

محطات فنية

وفي مشوار سهير المرشدي العديد من المحطات التي تعتبرها علامة فارقة في حياتها، منها شخصية "سماسم" في مسلسل "ليالي الحلمية" وتقول: "دور مميز في حياتي لا أنساه، ولن أستطيع تكراره لأن صانعاه رحلا وهما المؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ، وسعدت بالمشاركة فيه مع كتيبة النجوم صلاح السعدني ويحيى الفخراني وهدى سلطان وصفية العمري ودلال عبدالعزيز، فهذا العمل كان مبنيًا على كل هؤلاء وهو علامة في حياتي، وحتى عندما اقترح تقديم أجزاء أخرى منه رفضت المشاركة".

وتضيف: كما أن دور "إيزيس" في المسرحية التي تحمل الاسم نفسه، اعتز به جدًا وهو صعب تكراره لأن صلاح جاهين لم يعد موجودًا لتقديم أشعاره، فهذه الأعمال قوامها الحب والمعرفة والإرادة".

أم جابر

ومع اعتزاز سهير المرشدي بهذا المشوار المميز والأدوار التي تقول إنها لن تتكرر في مشوارها الفني، تحاول المضي قدمًا واختيار ما يلائمها من أدوار قائلة: تحديت نفسي وضغطت عليها لكي أقدم دور "أم طايع" وشخصية "أم جابر"، فأنا أضغط على نفسي لأن الحياة لا بد أن تستمر، وأحاول أن أرى هل أستطيع أن أتوائم مع الأجيال الجديدة، وما أريد تقديمه، فأنا لم أقدم كل ما أريده سواء في "طايع" أو "ضرب نار"، بينما أدوار "سماسم" و"إيزيس" وأيضًا "عدولة" في "أرابيسك"، قدمت فيهم كل ما أريده ولا أستطيع أن أكرر هذه الأدوار، فكتّاب زمان أساتذة، وأعتبر العمل الدرامي بناء معماري يحتاج لمهندسين ودراسة صحيحة وإلا سيهدم، وأنا لا أريد العمل "مقاولين أنفار"، على حد وصفها.

حنان مطاوع

ومن مقعد المشاهد وأيضًا الأم، تتابع سهير المرشدي خطوات ابنتها حنان مطاوع لتكشف عن رأيها في خطوات ابنتها الفنية، إذ تقول: "حنان كل خلية في جسمها بتمثل وهي موهوبة وشاطرة، وهي تحتاج للمؤلف والمخرج الكبير، ومن يقف بجوارها مثلها مثل أم كلثوم، فالدولة لا بد أن تقف مع المواهب، فدولتنا عظيمة وفنها عظيم".

وعن رأيها في الدور الذي جسدته حنان مطاوع في مسلسل "وعود سخية"، الذي ظهرت في شخصية مؤذية وانتقامية وقاتلة خلال الأحداث تقول: "تخوفت على حنان من هذا الدور ونصحتها ألا تقدم الشخصية التي تأخذ حقها بذارعها، ولذلك وجدنا في نهاية أحداث المسلسل أن "سخية" شعرت بالذنب وتابت ولجأت لخالقها، ومع ذلك في نهاية الأحداث لم تُرحم وقتلت لأنها زرعت شر فحصدت الشر".