اضطربت أسعار النفط متأثرة بالصراع القائم بين الدول المصدّرة والرئيس الأمريكي الذي يحاول الضغط على الشركات المنتجة في بلاده لخفض سعر البرميل، مع إعلان الصين (أكبر مستورد للنفط) ارتفاع وارداتها النفطية خلال شهر أكتوبر، في محاولة لإنعاش اقتصاد البلاد المتضرر من " كوفيد-19".
حيث سجل خام برنت نحو 98 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 91.90 دولار للبرميل، على الرغم من تحذيرات الرئيس الأمريكي، جو بايدن لشركات النفط بالبلاد، إذا لم تخفّض الأسعار للمستهلكين فسوف تدفع ضريبة أعلى على أرباحها الزائدة وستواجه قيودًا أخرى.
وكشفت تقديرات وكالة "ستاندرد آند بورز"، تحقيق شركات إنتاج النفط الأمريكية أكثر من 200 مليار دولار أرباحاً خلال الربعين الثاني والثالث من العام الحالي، منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، بعدما دفعت الاضطرابات السياسية والاقتصادية إلى ارتفاع أسعار الطاقة، مع توجه المستهلكين في أوروبا لتعويض نقص الواردات من النفط والغاز بعد خفض إمدادات روسيا.
ومع دخول فصل الشتاء لأوروبا مع نقص الإمدادات نتيجة العقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة على روسيا، اتجهت الدول الأوروبية لاستيراد شحنات من الغاز والنفط لتخزينها لتعويض العجز الناجم عن تراجع إمدادات موسكو.
بكين تعيد الثقة في الطلب على الطاقة
ومع التوترات السياسية وتكهنات الأسواق عن تراجع حجم الطلب على النفط خلال الفترة المقبلة، بسبب استمرار إجراءات "صفر كوفيد" بالصين، أعلن أكبر مستوردي النفط عن تعاقده على شحنات مع شركة أرامكو السعودية، مما يعيد الثقة في الطلب على الطاقة عالمياً مرة أخرى.
ووقّعت شركة تشيجيانج للبترول والكيماويات الصينية، اتفاقًا مع شركة أرامكو السعودية لشراء 7.88 مليون برميل من النفط الخام، بقيمة 5.3 مليار يوان.
وأعلنت الصين عن زيادة وارداتها النفطية خلال شهر أكتوبر الماضي، بدعم من تعزيز الحكومة لحصص تصدير الوقود، في محاولة لإنعاش اقتصاد البلاد المتضرر من وباء كوفيد-19.
قدرت واردات بكين أكبر مستورد للنفط في العالم 43.14 مليون طن في أكتوبر، وهى أعلى بنسبة 4 في المئة عن مستويات سبتمبر والأكبر منذ مايو الماضي، وفقًا لبيانات إدارة الجمارك الصينية.
الجدير بالذكر أن تحالف الدول المصدّرة للنفط "أوبك+"، أعلنت سابقًا عن خفض الإنتاج مليوني برميل يوميًا مع بداية نوفمبر الجاري، وذلك بخلاف خفض نحو 100 ألف برميل يوميًا في أكتوبر.
ورفعت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" توقعاتها للطلب العالمي على النفط الخام لـ 103 ملايين برميل يوميًا خلال عام 2023 .