الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نجمات يقدن صحوة التغيير ويناصرن المرأة في "دراما رمضان 2023"

  • Share :
post-title
نيللي كريم من مسلسل عملة نادرة

Alqahera News - إيمان بسطاوي

ـ نيللي كريم تُحارب من أجل ميراث "نادرة"
ـ منى زكي تنادي بوصاية المرأة لحماية أطفالها.. وولاية روبي في حضرة العمدة
ـ طارق الشناوي: تقديم هذه القضايا يُسهم في استنفار المجتمع وتحريك القوانين
ـ خيرية البشلاوي: تصدر المرأة بقضاياها يعود لدعم الدولة المصرية لها

تحرص مسلسلات رمضان في السنوات الماضية على أن تعكس قضايا المرأة بواقعية، وهو ما استمر في هذا العام أيضًا في عدد من الأعمال الدرامية التي قدمت في موسم رمضان الحالي، انطلاقًا من إيمان "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" بدور المرأة المهم في المجتمع، فمن خلال قصص نسائية نُسجت أحداثها من قلب مصر، من أقصى الصعيد جنوبًا لأقصى الشمال.

"وصاية" منى زكي

أعادت الفنانة منى زكي للأنظار قضية في غاية الأهمية، والتي تتمثل في "أحقية وصاية الأم على أبنائها"، بعدما طرحتها في قصة اجتماعية مشوقة بمسلسل "تحت الوصاية" لسيدة يتوفى زوجها، لتجد نفسها مسؤولة عن طفلين صغار، فتلجأ للتصرف فيما ترك زوجها لتلبية احتياجات أولادها، ولكنها تتفاجأ بقانون الوصاية لجدهم والذي يتحكم فيها وبأولادها ويحرمهم من التمتع بأموال والدهم؛ فتلجأ لترك بلدها والبحث عن رزق من خلال مركب صيد زوجها مثل الرجال وتدخل في صراعات من أجل أبنائها؛ بسبب عدم امتلاكها الوصاية عليهم.

استطاع المسلسل أن يحقق تفاعلًا كبيرًا، ويُحدث رد فعل مجتمعيًا واسع المجال، إذ جاءت ردود الفعل منصفة لبطلة العمل التي جسدتها باقتدار منى زكي، لتؤكد أنها موهبة استثنائية، تخلت عن الماكياج مُرتدية الحجاب وظهرت بصورة طبيعية لتجسد شخصية "حنان عبد الحميد"، فكانت هذه الواقعية سببًا في تصديق الجمهور للقصة وإيمانهم بقضيتها وكأنها أحد أفراد عائلتهم.

نيللي "النادرة"

وعلى الجانب الأخر وفي أقصى الصعيد تحارب "نادرة" التي تجسدها الفنانة نيللي كريم؛ من أجل حصولها على الميراث بعد وفاة زوجها، فتطرق من خلال مسلسل "عملة نادرة" قضية مهمة في المجتمع الصعيدي، وتحاول هدم أفكار وعادات خاطئة سيطرت على أهالي الصعيد لسنين طويلة، تتجسد في سيطرة الرجال على ميراث المرأة، بعد أن تملك الطمع من قلب الأخ الكبير (مسعود عبد الجبار) الذي يجسده الفنان أحمد عيد، وقتل شقيقه الأصغر (علي الطيب) زوج "نادرة"، واستولى على ميراثه.

لم يكن تحدي نيللي كريم في قدرتها على تقديم اللون الصعيدي لأول مرة والتصوير في أماكن وعرة بقلب الصحراء وتسلق الجبال، حيث تدور بعض المشاهد الدرامية والتي تختفي مع طفلها الرضيع مع " المطاريد" والخارجين عن القانون؛ خوفًا من بطش "عبد الجبار" والد زوجها المتوفي والذي يجسده الفنان جمال سليمان، ولكن كان التحدي الأكبر طرق قضية مسكوت عنها وكأنها أصبحت جزءًا من الإرث الاجتماعي وهي "عدم توريث المرأة ومنعها من الحصول على حقها الشرعي".

العمدة روبي

في رهان جديد، تنافس الدكتورة الجامعية (صفية) والتي تجسد دورها الفنانة روبي، على منصب العمدة في إحدى القرى والذي تفوز به لأول مرة سيدة، وتدخل في الكثير من الصراعات بمسلسل "حضرة العمدة" الذي يطرح الكثير من القضايا النسوية مثل تقلد المرأة لمنصب احتكره الرجال من قبلها، فضلًا عن مسألة "ختان الإناث" وغيرها، فانضم هذا العمل لمناصرة قضايا المرأة وإعطائها حقها، محاولًا تصحيح بعض المفاهيم المجتمعية الخاطئة.

تعبير صادق عن المرأة

يؤكد الناقد الفني، طارق الشناوي، أن الدراما المصرية هذا العام استطاعت التعبير بصدق عن عدد من قضايا المرأة، والتي اعتبر قضاياها بمثابة قضايا المجتمع ككل، مُشيرًا إلى أن المقاييس التي يقاس بها تقدم المجتمع هو القدرة على إعطاء المرأة حقها وحصولها على حريتها، معللًا أن تعرضها للظلم هو بمثابة ظلم للمجتمع ككل.

"الوصاية" عمل إبداعي

يُشير طارق الشناوي في تصريحه لموقع "القاهرة الإخبارية"، إلى أن مسلسل "تحت الوصاية" من أجمل المسلسلات الرمضانية، ليس كعمل يناصر المرأة فحسب، ولكن كعمل إبداعي مكتمل العناصر محققًا نجاحًا جماهيريًا بقيادة المخرج محمد شاكر خضير، وسيناريو للشقيقين خالد وشيرين دياب، اللذين طرقا قضية مهمة للغاية في المجتمع، وقدمت منى زكي الدور باقتدار وواقعية، فكانت شخصية حقيقية بدون أي ماكياج لتعكس معاناة المرأة التي تُعاني من سيطرة الوصي في ظل احتياجات طفليها، لذلك لمس كل الناس صدق أدائها وإبداعها في تجسيد الدور.

يوضح "الشناوي" أن منى زكي تعمل كثيرًا على نفسها على مستوى الأداء ولا يهمها الظهور بشكل جميل على الشاشة، بقدر ما يشغلها أن تكون طبيعية وواقعية، وأيضًا الفنانة نيللي كريم في دور "نادرة"، فهي واقعية أيضًا ولديها إبداع، ولذلك جاء الثنائي في مقدمة دراما رمضان".

تغيير القوانين

يُشير طارق الشناوي إلى أن مثل هذه النوعية من المسلسلات التي تقدم قضايا مهمة يُمكن أن تحرك المجتمع كله وتستنفره لتغيير قوانين من أجل قضايا المرأة، إذ يقول: "لنا تجارب في الدراما المصرية التي حدثت من قبل من خلال فيلم "جعلوني مجرما" عام 1954 والذي تسبب في تغيير قانون السابقة الأولى، حتى لا تسبب أول جريمة ارتكبها في تعطيل حياته، وأيضًا فيلم "أريد حلًا" للفنانة الراحلة فاتن حمامة، والتي ساهمت في التدخل التشريعي السريع لعدم ترك المرأة مُعلقة، وبعدها بسنوات خرج قانون الخلع، وأيضًا أتذكر فيلم "كلمة شرف" للفنان الراحل رشدي أباظة في تغير قانون السجن".

ويُؤكد الشناوي أن الدراما والأعمال الفنية تلعب دورًا كبيرًا في تغيير مفاهيم وقوانين، لقدرتها على تحريك قضايا مهمة وتقدم لها حلولًا، وقضية "الوصاية" التي تناقشها منى زكي من القضايا المهمة والتي تشغل الكثيرين، إذ تستند إلى مفهوم ديني خاطئ خاصة أن المرجعية القانونية هي مرجعية دينية ويتم تفسيرها خطأً، ولكن قانون الوصاية يتسبب في إجحاف حق المرأة؛ لأن الدين ليس ضد المرأة بل بالعكس كرمها وأعطاها حقوقها.

"نيللي" ورقة رابحة

وعن قيادة عدد من الفنانات لمثل هذه القضايا قال: "الدراما منحت النجمات البطولة المُطلقة على عكس السينما التي قلصت من فرصهن في البطولة، بدليل أننا نرى نيللي كريم استطاعت أن تقود البطولة المُطلقة لمدة 10 سنوات، وكل عام لها مسلسل ناجح من بداية تقديمها مسلسل "ذات" عام 2012، ومنذ ذلك الحين ونيللي كريم ورقة رابحة وفي المقدمة".

دعم الدولة للمرأة

من جانبها، قالت الناقدة خيرية البشلاوي، إن مصر تشهد حالة من الزخم في تقديم موضوعات تخص المرأة في الدراما، إذ تقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "علينا أن نرى السياق الاجتماعي الذي قدمت فيه الأعمال، مثل "تحت الوصاية" و"عملة نادرة" و"حضرة العمدة" وغيرها؛ لأنها تجسيد لإرادة سياسية وحالة من النشاط التي تبذله المرأة مع اهتمام الدولة بها؛ لأنه في السابق كان حق المرأة مهضومًا طوال الفترة الماضية مع تفشي الإحساس بالذكورية وسيطرته على المجتمع".

وأشارت إلى أن مثل هذه المسلسلات ستسهم بشكل كبير في تغيير مفاهيم وقوانين في المجتمع؛ لأن الدولة تدعم وتساند المرأة، ولذلك نرى مثل هذه الأعمال على الشاشة، لتؤكد أن هذه الأعمال تعمل على إيقاظ المرأة للانتباه لحقوقها.

وتطرقت خيرية البشلاوي إلى الدور الذي قدمته نيللي كريم والقضية التي حملتها على كتفها في العمل، إذ قالت: "المرأة في الصعيد لا تورث وليس لها حقوق، ونرى من خلال شخصية "نادرة" التي جسدتها نيللي كريم، أنها حملت راية التغيير ومحاولاتها لاستعادة حقوقها بعد أن سُلبت منها، في حين أن الدين يُناصر المرأة ونص صراحة أن للذكر مثل حظ الأنثيين، فأرى أن "نادرة" اسم على مسمى في يد ممثلة تعتبر عملة نادرة".