يشهد السودان في الوقت الحالي، اشتباكات محتدمة في العديد من أرجائه، في مشهد يُنذر بمخاطر جسيمة للعملية السياسية، والتي بدأت تجني أولى ثمارها من خلال التوقيع على اتفاق إطاري يمثل مبادئ خارطة طريق سياسية لخروج السودان من أزمته.
وسلّط عرض تلفزيوني على شاشة "القاهرة الإخبارية"، الضوء على المشهد السوداني الحالي، والذي يتضمن اشتباكات في معظم أرجاء البلاد، كانت بداية شرارتها في "مروي"، والتي شهدت تحرك ميليشيا "الدعم السريع" إليها السبت الماضي، ليتناوب الطرفان إعلان السيطرة عليها، إلى أن أنهى الجيش السوداني هذه المناوشات بإعلانه سيطرته التامة على المطار والقاعدة العسكرية بالمدينة الواقعة شمال السودان.
وشهدت مدينة "أم درمان" اشتباكات مختلفة بين الجيش السوداني والميليشيات، خاصةً في المناطق القريبة من مبنى الإذاعة والتلفزيون هناك، إلى أن أعلن الجيش سيطرته التامة عليه، وهو الأمر الذي يمثل أهمية كبرى في مجريات الصراع، خاصةً في ظل ما تتمتع به هذه المنطقة من قيمة استراتيجية.
وعلى مستوى العاصمة الخرطوم، فقد شهدت اشتباكات متواصلة بين الجانبين، أسفرت عن نشوب نيران بأحد المباني القريبة من مقر قيادة الجيش السوداني، الأمر الذي استدعى تحركًا سريعًا من آلياته ودباباته للتواجد في مناطق الاشتباكات، وذلك قبل تدخل القوات الجوية على خط المواجهة.
وخلال اليوم الثاني، وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وميليشيا "الدعم السريع" في بورتسودان شرق البلاد، كما شهدت "الفاشر" غربًا مقتل 13 شخصًا من المدنيين جراء الاشتباكات التي وقعت هناك.
واستمرت المناوشات بين الطرفين بعدد من المواقع، حيث طالب الجيش السوداني المدنيين في "نيالا" بالخروج من منازلهم، لاحتمالية تجدد المواجهات مع ميليشيا "التدخل السريع"، كما أعلنت القوات السودانية سيطرتها الكاملة على مقرات "الميليشيا في "الدمازين".
وشهدت "الأُبيّض" سقوط عدد من القتلى، لم يتم تحديد عددهم بشكل واضح جراء الاشتباكات، فيما زعمت ميليشيا "الدعم السريع" سيطرتها على مطار الشهيد صبيرة الدولي بـ "الجنينة"، إلا أنها لم تدعم ذلك بما يفيد سيطرتها الفعلية على الأمور هناك، على عكس ما يتبعه الجيش السوداني، والذي يُدعم بياناته بصور ومقاطع فيديو تؤكد سيطرته على المواقع المختلفة.