أكد العميد نبيل عبد الله، المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، اليوم الاثنين، أن مُدن السودان شهدت هدوءًا نسبيًا في الساعات الأخيرة باستثناء اشتباكات متفرقة في بعض مناطق العاصمة الخرطوم، حيث تتحصن ميليشيا "الدعم السريع" المتمردة في العديد من الأحياء بعد "استجلاب" كل قواتهم الموجودة في البلاد إلى العاصمة، ظنًا منها أن انتشارها العشوائي غير المنظم في الخرطوم، يضاهي السيطرة على السلطة.
إطلاق سراح المسجونين
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، في تصريحات خاصة لموقع قناة "القاهرة الإخبارية"، الثلاثاء: "أمس، بدأت ميليشيا الدعم السريع في أمر خطير جدًا، وهو إطلاق سراح نزلاء العديد من السجون، ومن المعلوم أن هذه السجون تضم أشخاصًا خطرين، وهذا جزء من الفوضى التي تنشرها هذه الميليشيا الإجرامية، وهي ظاهرة اتسمت بها تصرفاتهم خلال الأيام الماضية".
وأضاف، أن "ميليشيا الدعم" بالفعل لا تزال موجودة كما تقول، إلا أنها لا تسيطر كما يروج قائدها، لافتًا إلى أن انتشارها عشوائي وغير منتظم، وتقوم من خلاله بممارسة أنشطة الإجرامية، مثل استهداف دبلوماسيي ورعايا الدول الإقليمية والدولية ونهب ممتلكاتهم أثناء عمليات الإجلاء التي جرى الاتفاق عليها.
خرق الهدنة
وردًا عن سؤال آخر يتعلق بـ"الهدنة الإنسانية" التي بدأ سريانها، الجمعة الماضي، بمناسبة عيد الفطر، ووافق عليها طرفا النزاع، استنكر المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية حديث الميليشيا المتمردة عن "خرق الهدنة"، في ظل مواصلتها الهجوم على المقرات العسكرية بالمدفعيات الثقيلة وانتشار قناصتها في أركان العاصمة لاستهداف عناصر الجيش الوطني السوداني وكذلك المدنيون دون تفريق.
وتابع "عبد الله"، قائلاً: "اللافت أن هذه القوات المتمردة انتشرت في العاصمة الخرطوم بعد فشل محاولاتها في اقتحام مقرات القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وانتشرت في مناطق متفرقة من العاصمة، وبدأت في نشر الفوضى وترويع المواطنين الأبرياء، لكن القوات المسلحة السودانية لن تسمح لتلك الميليشيا بجر السودان بتاريخه العريق إلى هذا المنزلق، ليكون لقمة سائغة في أيدي أشخاص تتغذى على قتل الأبرياء وترويع الآمنين".
الميليشيا تواصل استهداف المقرات العسكرية
وذكر المتحدث خلال حواره لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية ومتمردي "الدعم السريع" كانت قد هدأت نسبيًا بعد الأيام الثلاثة الأولى من اندلاعها، لكن "الميليشيا" المتمردة واصلت استهداف المقرات العسكرية بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، ولا تزال تنشر قناصتها فوق أسطح المنازل والأبنية لاستهداف كل من يتحرك.
ومنذ أقل من أسبوعين، اندلعت اشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، بين الجيش السوداني النظامي بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وميليشيا "الدعم السريع" المتمردة التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير "حميدتي"، أدت إلى تفاقم الأزمة السياسية في البلاد.