الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مكالمة شى وزيلينسكى.. الدبلوماسية الصينية تخترق جدار الأزمة الأوكرانية

  • Share :
post-title
الرئيس الصينى شى جين بينج ونظيره الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى

Alqahera News - محمود غراب

صرح وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، أن المحادثة الهاتفية التي جرت أمس الأربعاء، بين الرئيس الصينى شي جين بينج، ونظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، هي خطوة مهمة بالنسبة لبكين، لتحقيق التسوية السياسية للأزمة في أوكرانيا.

جاء ذلك خلال اجتماع لوزراء خارجية دول آسيا الوسطى والصين في شيان، حيث نقلت وزارة الخارجية الصينية عن تشين جانج، قوله: "أجرى الرئيس شي جين بينج، محادثة هاتفية مع الرئيس زيلينسكي، وهذه خطوة مهمة اتخذتها الصين للمساعدة في حل الأزمة الأوكرانية، وهو ما يظهر مرة أخرى الموقف التفاوضي للصين".

ووفقًا لما قاله تشين جانج، فإن حقيقة تطور الأزمة الأوكرانية إلى وضعها الحالي لها خلفية تاريخية عميقة، وأسباب معقدة. وشدد وزير الخارجية الصيني على أنه بغض النظر عن مدى تعقيد الأزمة، يجب في النهاية حلها من خلال المفاوضات، ومهما كان الصراع معقدًا، يجب حله فقط من خلال الوسائل السياسية.

شى: التفاوض السبيل الوحيد للخروج من الأزمة

وخلال المكالمة الهاتفية مع نظيره الأوكرانى، أعرب الرئيس الصيني عن أمله في أن تفكر جميع الأطراف بجدية في الأزمة الأوكرانية، وأن تبحث بشكل مشترك عن طرق لإحلال السلام والاستقرار بشكل دائم في أوروبا عبر الحوار.

وشدد "شى" على أن الصين ستصر على الإقناع بأهمية عقد محادثات سلام، والقيام بجهود لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، على قاعدة أن التفاوض هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. وكشف أن بلاده سترسل ممثلا خاصا لأوكرانيا، وإجراء محادثات مع كافة الأطراف لحل الأزمة.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني إنه أجرى محادثة "طويلة وذات مغزى" مع شي، وأنه يأمل في أنها ستدفع العلاقات مع بكين نحو الأمام.

المكالمة تمت بطلب أوكرانى

وتباينت التفسيرات للمكالمة بين شى وزيلينسكى، هناك من يرى أن المكالمة التي تمت بطلب أوكراني، قد تعكس محاولة من كييف للتقرب من بكين القريبة من موسكو، وربما يفتح ثغرة دبلوماسية في جدار الأزمة. لكن هناك من يفسر المبادرة الأوكرانية، قد تكون بالعكس بدافع زعزعة تحالف موسكو وبكين.

ووصفت وسائل الإعلام الصينية، بكين بأنها وسيط ناجح في أزمة أوكرانيا. وقالت الصحيفة الحكومية الصينية "جلوبال تايمز" في تقرير لها، إن الصين أرسلت مبعوثًا خاصًا لدول القارة الأوراسية، بما في ذلك أوكرانيا، لتبادل الآراء بشأن الحل السياسي لأزمة أوكرانيا.

وقال يو جونج، نائب مدير قسم الدول في آسيا الوسطى وشرق أوروبا في وزارة الخارجية الصينية، للصحفيين أمس الأربعاء، إن الوفد الخاص بتسوية الأزمة الأوكرانية سيترأسه ممثل خاص للصين لشؤون آسيا الوسطى والدول الأوروبية السابق، السفير الصيني في روسيا لي هوي.

وذكرت "جلوبال تايمز" نقلا عن وان شياو تشوان الباحث في معهد دراسات روسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن المكالمة الهاتفية التي تمت بمبادرة من الجانب الأوكراني تدل على أن كييف تعطي أهمية كبيرة لعلاقاته مع الصين، ويعترف بالدور المهم الذي تلعبه الصين في تسوية الأزمة الأوكرانية.

قال الباحث: "أصبحت الصين وسيطًا مؤثرًا معترف به من قبل أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، ما يعني أن موقف الصين فيما يتعلق بالأزمة هو موقف عادل وموضوعي، وأن الصين هي قوة كبيرة مسؤولة لا تسعى إلى مصالحها الشخصية".

وأشار تسوي هونجزيان، مدير قسم الدراسات الأوروبية في معهد الدراسات الدولية الصيني، إلى أن الوفد الصيني المكلف بتسوية الأزمة الأوكرانية، سيسمح للصين بفهم الوضع بشكل أكثر تحديدًا وشامل، مما يساعد بكين على تعزيز الحل السياسي للأزمة بشكل أفضل".

وتشير "جلوبال تايمز" إلى أن زيارة الممثل الخاص للحكومة الصينية يمكن أن تؤدي إلى انفراج كبير في تسوية الأزمة الأوكرانية. وذكرت الصحيفة أن "الصين لم تلقح النار بالزيت، ولم تقدم الأسلحة لأي طرف، ولم تهاجم أي طرف، لذلك فلدى الصين قنوات حوارية مفتوحة مع كلا الجانبين"، مشيرة إلى أن الصين قد تحقق "انفراجًا كبيرًا في الحل السياسي لأزمة أوكرانيا"، بعد زيارة ممثل الحكومة الصينية.

بنود الوثيقة الصينية للسلام فى أوكرانيا

ويبدو أن بكين عازمة على لعب دور دبلوماسي أكبر في ملف معالجة الأزمة الأوكرانية، وتفعيل مبادرتها السلمية للصراع في أوكرانيا، وتعزيز دورها الهادف لوقف الحرب وإحلال السلام هناك.

وتجدر الإشارة إلى أن الصين قدمت، في فبراير الماضي، وثيقة مكونة من 12 بندًا، تعرض موقف بكين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية. ودعت الوثيقة إلى وقف القتال وإطلاق مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت. وشملت الخطة الصينية البنود التالية:

- احترام سيادة كافة الدول.

- التخلي عن عقلية الحرب الباردة.

-وقف الأعمال العدائية.

- استئناف محادثات السلام.

-حل الأزمة الإنسانية.

- حماية المدنيين وأسرى الحرب.

- الحفاظ على أمان وسلامة محطات الطاقة النووية.

- الحد من المخاطر الاستراتيجية.

- تسهيل تصدير الحبوب.

- وقف العقوبات الأحادية الجانب.

- الحفاظ على استقرار سلاسل التوريد الصناعية.

- تشجيع إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب.

ووفقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن العديد من بنود خطة السلام الصينية يمكن أن تشكل أساسا للتسوية، عندما يكون الغرب وكييف على استعداد لذلك.