الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خالد دياب: "تحت الوصاية" عمل صعب من كافة النواحي

  • Share :
post-title
مسلسل "تحت الوصاية"

Alqahera News - إنجي سمير

>> حرصنا على كتابة رسائل غير مباشرة للعمل.. وألا يكون مشهد المحاكمة خطابيًا بل إنسانيًا
>> وفاة "عم ربيع" ضرورة درامية كي تنتصر البطلة وحدها دون سند
>> ندمنا على عدم زيادة مشاهد الأطفال بعد أدائهم المميز
>> لمست بنفسي الظروف التي تواجه الأرامل وللفن دور بارز في تغيير قوانين

دائمًا ما تمثّل الأعمال الفنية المستوحاة من قضايا واقعية وإنسانية حالة خاصة وفريدة لدى المشاهد، ليندمج مع أبطال العمل الذين يجسدون النماذج الحياتية ويتوحد مع قضاياهم وينحاز لطرف على حساب الآخر، ما يقود العمل الفني إلى تحقيق نجاح لافت، وهو ما حدث مع أكثر من عمل في موسم رمضان المُنقضي، كان من أبرزهم مسلسل "تحت الوصاية" الذي حقق تفاعلًا قويًا من جانب الرأي العام العربي وإدراكه للقضية المثارة، وتعاطفه مع قصة "حنان" وأبنائها التي تعاني من وصاية الجد على الأبناء بعد وفاة الأب، ومحاولة عم الأبناء الاستيلاء على ميراث شقيقه، ونجح الثنائي الشقيقان خالد وشيرين دياب في صياغة القصة دراميًا وتقديم حالة مختلفة ومتفردة تحت قيادة المخرج محمد شاكر خضير، والأبطال منى زكي ومحمد دياب وأحمد خالد صالح، وغيرهم من النجوم.

معايشة للواقع

يؤكد المؤلف المصري خالد دياب أنه قبل خوضه تجربة مسلسل "تحت الوصاية" وكتابته للعمل، كان يعي جيدًا طبيعة القضية التي يخوضها نظرًا للعلاقة الوطيدة التي تربطه بعدد من الأرامل، مشيرًا إلى أنه احتك بالظروف والملابسات التي تواجه هؤلاء الأرامل اللائي يضطررن لمواجهة إجراءات المجلس الحسبي، إذ يرى أنها تحتاج إلى تعديلات حتى وإن كانت الوصاية مع الأم، وليست المسلسل كما في حالة "حنان"، فالواقع الحقيقي في ظل هذا القانون يصعّب من حياة الأرملة.

يدرك خالد دياب مدى تأثير الأعمال الفنية في المجتمع، ودورها البارز في تغيير بعض القوانين في العالم مدللًا على كلامه بأفلام مصرية مثل "أريد حلا" لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، و"جعلوني مجرما" للفنان الكبير فريد شوقي، وبعض الأفلام الأمريكية مثل التي تناولت قضية "القتل الرحيم"، ورغم مدى صعوبة القضية لكن هناك مَن يستجدي الموت لأنه الأفضل في ظل وضع صحي سيئ، مشيرًا إلى ضرورة طرح الأفكار التي تغير المجتمع، ومسلسل "تحت الوصاية" قدّم حالة من الوعي المجتمعي بطبيعة القضية حتى لو لم يتم تغيير القانون.

نهاية حزينة

ورغم ما حققه المسلسل من ردود فعل مهمة وسعادة الجمهور بانتصارات "حنان" حتى وإن كانت صغيرة، لكن نهاية العمل جاءت محبطة لمتابعي المسلسل المصري، وهو ما يؤكده المؤلف خالد دياب، ويقول: هي نهاية لابد منها، وعلينا أن نطرح سؤالًا: ماذا إذا كانت "حنان" قد حصلت على حكم بالبراءة من السجن؟.. فكان العمل سيبدو وكأنه يشجع السيدات على ألا يحاربن تغيير القانون والتحايل عليه ومحاولة إيجاد ثغرات وخرق القانون وهذه ليست رسالتنا، لكننا نريد التكلم مع القانون بطريقة قانونية".

وتابع قائلًا: "من الممكن أن تكون النهاية سعيدة عندما يتغير القانون، ولا أنكر أن رغبة الجمهور في وجود جزء ثان من العمل ناتج عن حبهم لجميع شخصيات العمل سواء الطيبة أو الشريرة مثل محمد دياب والصيادين ورشدي الشامي، وسعيد بكل هذا حب للشخصيات التي تم تجسيدها".

رسائل غير مباشرة

رغم أن أحداث العمل تدور في 15 حلقة فقط، لكن هذا الأمر لم يمثّل رفاهية لمؤلفي العمل خالد وشيرين دياب، نظرًا لصعوبة القضية التي يطرحها العمل، لذا لا يتردد خالد دياب في التأكيد أن العمل كان صعبًا من جميع النواحي، ويقول: صعوبة السيناريو تكمن في عدم المباشرة، فخلال أحداث العمل لم نذكر في أي مرة أن قانون الوصاية ظالم، أو أنه يحتاج إلى إعادة نظر، فكانت لدينا فرص كثيرة أن نوجه رسائل مباشرة أو بها خطابة مثل مشهد المحكمة عندما سُجنت "حنان"، فالمشاهد كان يتوقع أنها ستقول مشكلاتها مع الجد والعم، لكن بعد مناقشة طويلة مع المخرج محمد شاكر خضير للصورة النهائية وجدنا ضرورة ألا يكون المشهد خطابيًا بل إنسانيًا، فنحن لسنا بحاجة في هذا المشهد للحديث عن القضية لأنها موجودة طوال أحداث المسلسل، وأرى أن دور الفن هو إيصال الرسائل أو هدف العمل من خلال أحداث وليس من خلال جمل يقولها الشخصيات، لذا بحثنا عن قصة شيّقة نناقش فيها القضية بشكل غير مباشر".

مشاهد مؤثرة

مع ذكر مشهد المحكمة الذي أثّر في المشاهدين، على الرغم من أنه لم يكن الوحيد، إذ شهد العمل العديد من المشاهد القوية التي أثرت في المشاهد ومنها مشهد وفاة "عم ربيع" الذي جسّد دوره الفنان رشدي الشامي، ويقول المؤلف خالد دياب: "كان مشهدًا ضروريًا ولابد منه، فالبطلة يجب أن تنتصر وحيدة، فهي تحولت من سيدة غير قادرة ولم تستثمر في حياتها أي شيء إلى بطلة قادرة، وهذه القدرة والقوة لابد من أن تكمل فيها بمفردها، لذا كان من الضروري أن يضيع السند، وقد شاهدت العديد من ردود الفعل المختلفة ولمست تفاعلًا غير طبيعي مع وفاته".

وتابع قائلًا: "أما بالنسبة لمشهد حرق المركب فهو من المشاهد المؤثرة للغاية، وبذلنا فيه جهدًا كتابيًا كبيرًا، أما بصريًا فبرع فيه المخرج محمد شاكر خضير، وكذلك الفنانة منى زكي وكل من شارك في المشهد، والحقيقة أن تحضيره كان صعبًا، خاصة أن التصوير في البحر أمر ليس سهلًا، وما يقال إن تصوير يوم في البحر يوازي يومين عاديين من ناحية الصعوبة، والمعايشة كانت مهمة، وكل ذلك بفضل المخرج الذي دقق في جميع التفاصيل".

الأطفال

حققت مشاركة الأطفال بالمسلسل إضافة قوية للعمل، إذ تميزوا بأدائهم المختلف، وتوظيفهم الجيد لخدمة الأحداث، وحول ذلك يقول المؤلف خالد دياب: "حاولنا أثناء كتابة السيناريو أن نقلل بقدر الإمكان مشاهد الأطفال والجمل الحوارية الخاصة بهم، لأن أصعب المشاهد هي تلك التي يشارك فيها أطفال، لأنه من الصعب توجيههم لأنه لا يستوعبون كل شيء، لكن المخرج محمد شاكر خضير نجح في أن يخرج منهم تمثيلًا عبقريًا، وهو ما أشعرنا كمؤلفين بالندم أننا لم نزيد مشاهدهم لأنهم بالفعل أبدعوا".

كان للطفلة الصغيرة التي لعبت دور ابنة منى زكي قصة اكتشفها الجمهور مع مرور الأحداث، وهي أنها ليست طفلة واحدة لكنهما توأم وهما "فرح وفريدة" ويقول خالد دياب: "اختيار طفلتين توأم في الأحداث هو قرار ذكي من الجهة المنتجة لأنه عندما يتم الاستعانة بطفل واحد يتم عمل قطعتين من كل الملابس حتى يتم تفادي أي شيء وقت التصوير، أما هنا هما توأم وبالتالي تم تصميم عدة قطع من الملابس، وهذا قرار عبقري لأنها طفلة رضيعة والتصوير منهك ومتعب، لذا كان لابد من الاستعانة بشقيقتها التوأم حتى يتم تفادي أي شيء يحدث لهما، لأنهما في النهاية أطفال وليس لهما قدرة تحمل كالكبار سواء في الرضاعة والنوم والبكاء".

إحباط

يشير المؤلف خالد دياب إلى أن العمل في بداية الأمر كان يتناول قصة "الحاجة صيصة" قبل أن تُلغى الفكرة، وهو ما شكّل صعوبة بالغة، وأصبنا بقدر من الإحباط، بعد ما كتبنا أول ثلاث حلقات من المسلسل وكانت حول البطلة "حنان" التي تذهب لعالم البحار لتجد أنه عالم خاص بالرجال فقط، فتقرر التحول مثل "الحاجة صيصة" تعيش وكأنها رجل، ثم تشعر إنسانيًا أنها رجل بالفعل فتكمل حياتها كذلك وتعيش حياة الذكورة، وتذهب أنوثتها خلال العمل، لكننا تخلينا عن الفكرة لتشابهها مع فكرة مسلسل "ستهم" للفنانة روجينا، وهذا كان قرارًا صعبًا لأننا قمنا ببناء الفكرة لوقت طويل فـ"الحاجة صيصة" نموذج يحتذى به، وفي حياتها بُعد درامي مهم، لكن للأسف لم ننفذها، وفي الوقت نفسه كان لدينا إيمان كبير أننا سننهض مرة أخرى، وأذكر هنا دور الفنان أحمد حلمي الذي كان داعمًا كبيرًا لنا ولزوجته منى زكي".

وتابع قائلًا: "عندما طُرح البوستر وتعرّض المسلسل لهجوم وجدل كبير قررنا ألا نرد بالكلام، وأن يكون ردنا عمليًا، لأن كل ما قيل ليس له علاقة بالمحتوى وبالفعل بعد عرضه أدرك الناس الذين هاجموه أنهم كانوا يتحدثون في زوايا خاطئة، وبالتالي أتمنى ألا يحكموا مستقبلًا بالظاهر وهو البوستر والبرومو لأنهما لا يعبران عن محتوى العمل بالشكل الكافي".