الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين العزل والفيتو.. سيناريو الانتقام "الجمهوري - الديمقراطي" في انتخابات الكونجرس

  • Share :
post-title
انتخابات التجديد النصفي للكونجرس

Alqahera News - مروة الوجيه

أجواء غير مسبوقة من الاستقطاب الحاد والانقسام الشديدين في الشارع الأمريكي، تميز انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، حيث توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع، للمشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية للولايات المتحدة الأمريكية، التي تحدد نتائجها أجندة الرئيس الأمريكي، خلال الفترة المقبلة.

ويتمتع المعسكر الديمقراطي "الحزب الحاكم"، بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب وأغلبية أصغر بمجلس الشيوخ، بالتالي في موقف دفاعي أمام الحزب الجمهوري الذي يسعى لرؤية "التوغل الأحمر" يجتاح واشنطن في انتخابات ستحدد نتائجها المناخ السياسي، الذي سيخيم على البلاد على مدار العامين المقبلين، قبل الانتخابات الرئاسية في 2024.

وتشير استطلاعات الرأي إلى اكتساح الجمهوريين غالبية مقاعد مجلس النواب والبالغة 435 مقعدًا، بينما يسعى الديمقراطيون جاهدين لانتزاع غالبية مجلس الشيوخ أو على الأقل الاحتفاظ بالوضع الراهن الذي يتقاسم فيه الطرفان السيطرة على الشيوخ "50 مقعدًا لكل حزب"، وترجح كفتهم نائبة الرئيس كاملا هاريس بوصفها رئيسة المجلس.

أزمة الكونجرس لرؤساء أمريكا

ومن المتعارف عليه في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، فإن أغلبية مجلس النواب دائمًا ما يفوز بها الحزب المنافس لرئيس البلاد، منذ إجراء أول انتخابات نصفية عام 1945، حيث أُجري 19 انتخابًا للكونجرس، خسر فيها 17 مرة حزب الرئيس في أغلبية أعضاء النواب، كما حصل حزب الرئيس على مقاعد الأغلبية في مجلس الشيوخ 6 مرات فقط، كان آخرها عام 2018 حين خسر الحزب الجمهوري في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الأغلبية في الكونجرس بفقد 41 مقعدًا.

سيناريو الانتقام

وخلال معركة الانتخابات الشرسة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يسعى كل حزب لاستقطاب الشارع الأمريكي لفرض سيطرته على الكونجرس وعرقلة خطط الآخر قبل الانتخابات الرئاسية، سواء للرئيس جو بايدن، أو للرئيس السابق دونالد ترامب، التي تشير التقارير الإخبارية إلى أنه سيعلن ترشحه للرئاسة بعد التأكد من فوز حزبه بأغلبية الكونجرس.

وبحسب صحيفة "يو إس إيه توداي"، في حال سيطرة الجمهوريين على الكونجرس فإنه سيتم الدعوة لإجراء تحقيقات مع عدد من المسؤولين الديمقراطيين، إضافة إلى محاولة عزل الرئيس، ويرى الجمهوريون أنه منذ سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب في 2019، بدأت سلسلة من التحقيقات ضد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومعاملاته التجارية، بما في ذلك تحقيقات حول إقراراته الضريبية، وكذلك في انخراطه بأحداث الهجوم على الكابيتول 2021، وهو ما يرجح أن يفعله الجمهوريون بالمثل مع الرئيس جو بايدن وإدارته، خاصة بعد ما شهدته أمريكا من انتقادات، بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وكان أعضاء الكونجرس من الجمهوريين من أشد المطالبين بإجراء تحقيقات للرئيس حول هذا الموضوع.

عزل الرئيس 

ويوضح تقرير "يو إس إيه توداي" أن الجمهوريين أبدوا استعدادهم لإجراء الكثير من التحقيقات في برامج بايدن السياسية والاقتصادية، خاصة في المعاملات المالية لابنه هانتر بايدن، ومن جهة أخرى، قد يواجه الرئيس جو بايدن مطالبات بـ"العزل"، حيث قدم عدد من أعضاء النواب الجمهوريين طلبات بعزل الرئيس خلال العاميين الماضيين، وقدمت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، من جورجيا، أكثر من طلب لعزل بايدن، لكن يتوخى الجمهوريون الحذر في هذا الإجراء، لأن هذه الخطوة ستحظى باهتمام إعلامي كبير وقد تأتي بنتائج عكسية.

يذكر أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، واجه نفس هذه الخطوة خلال فترة رئاسته في تسعينيات القرن الماضي، عندما أدت إجراءات عزل كلينتون إلى خسارة الحزب الجمهوري بعض مقاعد الكونجرس وعززت شعبية الرئيس.

سلاح الفيتو

يحصن الرئيس جو بايدن نفسه، من سيطرة الحزب الديمقراطي على الكونجرس وعرقلة خططه لتنفيذ أجندته الرئاسية، أو لخطط الديمقراطيين للوقوف أمام سياسته سواء في الداخل أو الخارج.

وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، في تقرير لها أن الرئيس الأمريكي حذر بصورة واضحة عن عرقلة كل خطط الحزب الجمهوري في الكونجرس، وأضاف التقرير ، أنه خلال حفل عشاء خيري، الأسبوع الماضي في شيكاغو، قال بايدن أمام حشد صغير في قاعة مُنعت منها كاميرات الصحفيين: "إن خسرنا مجلسي الشيوخ والنواب، فإننا سنمر بعامين في غاية الفظاعة"، مضيفًا "النبأ الجيد هو أني أملك قلم الفيتو".

وتشير الشبكة إلى بدء المسؤولون بالبيت الأبيض في الاعتراف بأن خسارتهم قد لا تكون بنفس السوء الذي اتسمت به الانتخابات النصفية السابقة، من ضمنها تلك التي جرت عام 2010، إلا أن تقرير "سي إن إن" ذكر أن مستشاري بايدن أكدوا بعيدًا عن الأضواء عدم وجود طريق واضح للحفاظ على مجلس النواب، وفي الوقت ذاته أبدى الرئيس الأمريكي والمسؤولون في إدارته تفاؤلًا بالحفاظ على مجلس الشيوخ، حتى لو تطلب الحصول على نتائجه النهائية أيامًا أو أكثر.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى تصعيد حدة الخطاب السياسي المتوقع، خلال الأسابيع المقبلة، ما دفع البيت الأبيض، إلى إرسال مذكرة خاصة بيوم الانتخابات لحلفاء الرئيس، ركزت على إنجازاته خلال العامين الماضيين، بدءًا من أسلوب الاستجابة لجائحة كورونا، وحتى قروض الطلبة. وتأتي "محاولات استباق الهزيمة" وفقًا لتعبير الشبكة الأمريكية، بعد أشهر من محاولة الديمقراطيين درء أنفسهم عن بايدن، لعدم فقد الأغلبية الديمقراطية في الولايات، خاصة بعد هبوط شعبية بايدن، عقب بدء الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من أزمات اقتصادية.

قلم التغيير

ويعتبر التغيير في السلطة لصالح الحزب الجمهوري أزمة أخرى تواجه بايدن، لتمرير أجندته التشريعية الطموحة، على رأسها حزم الدعم الاقتصادي وحزمة البنية التحتية.

وفي حال سيطرة الجمهوريون على أحد مجلسي الكونجرس، فمن المرجح أن ينتهي عصر مشروعات القوانين الضخمة المدفوعة من الحزب الديمقراطي، وفقًا لشبكة "سي إن إن"، التي توقعت أن بايدن سيصبح في موقف دفاع دائم، وأن الجمهوريين قد يدفعونه إلى التراجع عن الكثير مما أنجزه في العامين الأولين من ولايته. 

أما المجالات الأخرى التي تعهد الرئيس بالتركيز عليها، مثل ترسيخ الحق في الإجهاض على مستوى البلاد، قلن يكون لها فرصة للتقدم إذا سيطر الجمهوريون، وفقًا لتحليل الشبكة الأمريكية.

وتخضع البرامج الأخرى، مثل إعفاء قروض الطلاب، لعرقلة من الحزب الجمهوري، لكن في كل هذه المجالات، يستعد بايدن لاستخدام "قلم الفيتو" الخاص به في رفض محاولات الجمهوريين المحتملة لتقويض أجندته.