الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في الذكرى الأولى لاغتيال "شيرين أبو عاقلة".. من يحمي الإعلاميين بمناطق النزاعات؟

  • Share :
post-title
الصحفية الفلسطينية الراحلة "شيرين أبو عاقلة"

Alqahera News - محمود عبد الغني

بينما كانت تمارس مهام عملها الإعلامي وكنهاية درامية تليق بالحياة، فارقت المراسلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، الحياة في 11 مايو 2022، لتترك وراءها أسئلة لا تنتهي حول المصير الذي يلاقيه العاملون في المجال الصحفي والإعلامي.

في ذكرى اغتيال أبوعاقلة الأولي لم تتوقف الأخطار التي يتعرض لها الصحفيون والعاملون في العمل الميداني يوميًا، وهو ما يتطلب تشريعات قانونية دولية لحمايتهم حسبما أكدعدد من خبراء وممارسي العمل الإعلامي.

يقول إيهاب عمر، الكاتب الصحفي، من القاهرة، إن حادث المراسلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ليس الأول من نوعه، رغم وجود التشريعات الدولية القادرة على أن تضع محاكمة عادلة لكل القوات والجهات التي تستهدف الصحفيين والإعلاميين، وحتى الباحثين والمفكرين في مناطق النزاعات، لكن منذ عام 2001 حين بدأت حرب أفغانستان، ثم حرب العراق، وصولًا إلى حروب الربيع العربي في سوريا، وليبيا، كل هذه التشريعات أصبحت معلقة.

وأضاف "عمر" في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية، أن المجتمع الدولي الذي يفترض به أن يترجم حديثه عن الحرية والديمقراطية إلى حماية لحراس الديمقراطية والرأي الذين ينقلون الحقائق من ميادين الحروب إلى الرأي العام والمجتمع الدولي، منشغلًا عن حماية الصحفيين والإعلاميين.

وتابع، حينما نتحدث عن حقوق الإعلاميين والصحفيين أو الرأي أو الديمقراطية في المجمل، يكون ذلك نوعًا من التسيس لدى الغرب، مُتسائلًا أين الصحفيون والإعلاميون في حسابات الغرب؟، لافتًا إلى أن في هذا الملف لا يوجد أي تحرك غربي على الإطلاق، حتى في بعض الأحيان حين يتم استهداف صحفيين أو إعلاميين من الغرب أيضًا تصمت الحكومات الغربية.

وقال جميل ضبابات، الكاتب الصحفي من نابلس، إن الصحفيين والإعلاميين في مخاطر يوميًا، تبدأ من الحركة والتنقل من منطقة لأخرى، بالإضافة إلى المخاطر في التغطية الميدانية، وهي الاحتجاز والسجن، وأحيانًا إطلاق النار بشكل مباشر.

وأضاف "ضبابات" في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية، أن هناك العديد من الأمثلة التي كنا شهود عيان عليها، فمثلًا في منطقة نابلس في تغطية المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال تم إطلاق النار بشكل واضح ومكشوف على الصحفيين على سطح إحدى البنايات في قرية تقع شرق نابلس، وتم إصابة عدد من الصحفيين بأعيرة نارية.

وتابع، أنه يجب على الصحفيين التحرك بشكل جماعي أثناء التغطية، وارتداء ملابس عليها إشارات توضح هويتهم، لافتًا إلى أن الصحفيين تعلموا خلال السنوات الماضية أن يكونوا جزءًا من المنطقة الجغرافية للمعارك، أو المواجهات لذلك يأخذون حيزًا جغرافيًا بعيدًا عن التغطية، ويبدأون بقدر الإمكان في التغطية، وهذا ما حدث مع الشهيدة "شيرين أبو عاقلة"، إذ تم إطلاق النار عليها قبل عام في منطقة بعيدة عن المواجهات، وشاهدنا ما حدث في ذلك اليوم.

وأضافت تمارا حداد، المحللة السياسية من رام الله، إن هناك جرائم تتخطى الخطوط الحمراء بالنسبة للصحفيين، بالرغم أن كل الاتفاقيات الدولية وبالتحديد اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية حقوق الإنسان حتى على مستوى اتفاقية الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية كل هذه الاتفاقيات تحمي الصحفي.

وتابعت أن هناك انتهاكات واعتداءات على الجسم الصحفي حتى لا ينقل الحقيقة بشكل عام إلى الرأي العالمي والإقليمي أو المحلي، وبالتالي عندما يتم هذا الأمر فيجب أن يكون هناك توثيق لما يحدث للصحفي ورفع الأمر لمحكمة الجنايات الدولية.

وقال سعيد سلام، مدير مركز فيجن للدراسات من كييف، إن أمن الصحفيين في مناطق الحروب والنزاعات الدولية منصوص عليه في الكثير من المعاهدات الدولية والقانون الدولي، وللأسف لا يتم الالتزام بهذه القوانين والمعاهدات، وتنفيذها على أرض الواقع من جميع الأطراف المتحاربة عمليًا.