الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سوريا في قمة جدة.. خطوات لعودة حقيقية وآمال لتفعيل التضامن العربي

  • Share :
post-title
مقعد سوريا في جامعة الدول العربية- أرشيفية

Alqahera News - سمر سليمان

بحرص وخطوات ثابتة، تعكف سوريا على عودة فاعلة تسهم من خلالها بعد غياب أكثر من 11 عامًا في إنجاح القمة العربية المرتقبة بجدة، الجمعة المقبل، والوصول إلى توصيات بحضورها، لاسيما في ظل تراكم تحديات خطيرة يتعرض لها البنيان العربي.

 عمار وقاف المُحلل السياسي السوري، ومدير مركز غنسوس للأبحاث، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"قال: "إن سوريا حريصة على المشاركة بشكل جيد بالقمة العربية المرتقبة في جدة الجمعة المقبل، ليس فقط لإثبات وجودها كعضو كامل العضوية بالجامعة العربية، وإنما ربما للمساهمة ببذل جهدها لإنجاح القمة.

وتنطلق يوم الثلاثاء، الاجتماعات التحضيرية لجامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين؛ تمهيدًا لاجتماع وزراء الخارجية؛ لمناقشة التوصيات ومشاريع القرارات التي سيتم رفعها إلى اجتماع وزراء الخارجية، المقرر انعقاده الأربعاء المقبل.

مستعدة لإنجاح القمة

بيّن "وقاف" وجاهة تحليله بشأن مشاركة سوريا بالقمة العربية المرتقبة في جدة بعد أكثر من 11 عامًا من الغياب، أنها ومن خلال إرسال الوفود "الكبيرة نسبيًا" –وفق تقديره- تؤكد استعداداها للقيام بما يلزم لإنجاح هذه القمة، ولإثبات وجودها ضمن نطاق العمل العربي المشترك.

وأشار إلى تصريحات وزير الاقتصاد السوري، الاثنين، والتي دعا من خلالها الجميع – يقصد الدول العربية- للمشاركة في إعادة بناء سوريا، ما يتيح على سبيل المثال بيئة لعودة كريمة للسوريين النازحين عن البلاد قبل سنوات، معلقًا "وهذا يتفق مع هدف وضعته الدول العربية وخصوصًا الدول العربية اللصيقة لدمشق".

وشارك وفد سوري برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، الدكتور محمد سامر الخليل، يوم الاثنين، في اجتماع تحضيري يسبق القمة العربية المقررة الجمعة في جدة، يضم كل من رانيا أحمد معاونة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية للشؤون الدولية، ومدير إدارة الشؤون العربية السفير رياض عباس ومدير العلاقات الدولية أنس البقاعي.

ووصل مساء الاثنين، وفد سوري، إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقرر إقامتها يوم 19 من مايو الجاري، يضم كلًا من وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، ووزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان، ومدير مكتب وزير الخارجية جمال نجيب، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

سوريا عضو أساسي

يرى مدير مركز غنسوس للأبحاث أن دمشق تنظر لعودتها إلى الجامعة العربية باعتبارها "عضو مساهم" في حل قضايا المنطقة.

قال المحلل السياسي إن سوريا تمتلك دورًا ضمن قضايا عديدة في المنطقة، وإن هناك توترات ما بين دول عربية ودول محيطة، بإمكان سوريا أن تلعب دورًا في ذلك.

وضرب "وقاف" بالقضية الفلسطينية شائكة التعقيد، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير، مثالًا "لدور أساسي في مقدور سوريا أن تلعبه"، مضيفًا "دمشق تنظر إلى مشاركتها في هذه القمة كميسر لحل مثل هذه القضايا ضمن نطاق قاعدة التضامن العربي".

وأكد على ما جاء في بيان الخارجية السورية في أعقاب قرار الجامعة العربية بعودة دمشق، بشأن أنها تأمل الاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أن سوريا تتطلع إلى مشاركتها في القمة وتتوقع من الدول العربية أن تنظر لها كدولة.

خطوات ملموسة للتضامن العربي

وبينما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمة له، الاثنين، أمام الاجتماعات الوزارية التحضيرية للدورة العادية الـ32 للقمة العربية، أن عودة سوريا لشغل مقعدها مرة أخرى في الأمانة العامة للجامعة من شأنه أن يعيد التضامن العربي. عدّدّ المحلل السياسي السوري خطوات عربية كان من شأنها تفعيل التضامن العربي، سبقت قرار الجامعة بشأن عودة سوريا، أبرزها كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا قبل أشهر.

قال "وقاف" إن كارثة الزلزال في سوريا شكلت مناسبة لدول عربية لتحاول كسر حصار من نوع معين على قاعدة التدخل الإنساني، واعتبر أن هذا الحدث مهّد فرصة لبدء الحديث حول عودة سفارات بعض الدول لدمشق، وزيارات متبادلة بين الوزراء، تخللها حديث كان يدور في محوره تمهيدًا لعودة سوريا للجامعة العربية.

أضاف أن بعض دول المنطقة وجدت أن موقفها خلال 12 عامًا من الأزمة الخانقة في سوريا، لن يقود لحل المشكلة أو أي مشكلة أخرى بالمنطقة، وبالتالي التعاطي مع الدولة السورية وعودتها لتكون طرف فاعل فرض نفسه.

عودة غير شكلية

رجح المحلل السياسي أن عودة سوريا لن تكون شكلية في الجامعة العربية، لتمثل حضور الاجتماعات وغيرها من الفعاليات الروتينية، ولكن "إنما ليكون لها مساهمة فعلية، وأن يكون للدول العربية موقف واحد في قضايا سواء سابقة أو مستقبلية".