الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرج الجنوب إفريقي وودسايد: شغفي بالحضارة المصرية قادني لأفلام عن تاريخ ملوكها

  • Share :
post-title
بوستر فيلم كليوباترا

Alqahera News - نورا سمير

فيلمي عن كليوباترا يدحض الخرافات والأساطير التي قيلت عنها
خبرات زاهي حواس وعالمة الآثار كاثلين مارتينيز ساعدتني على إنجاز العمل
عرضت أفلامي في 35 مهرجانًا سينمائيًا بجميع أنحاء العالم
صورت أفلامًا عن توت عنخ آمون ونفرتيتي والآثار المصرية

على مدار أكثر من 7 آلاف عام ظلت الحضارة المصرية مثار إعجاب العالم أجمع تسحر كل من يرى آثار قدماء المصريين أو يقرأ عن تاريخها القديم، ومثلما جذبت هذه الحضارة العالم من كل حدب وصوب ليطلعوا على تاريخها ويتعرفوا على معالمها، وقع في غرامها شاب من أقصى جنوب القارة، لكنه لم يكتف بهذا العشق فحسب بل قرر أن يترجم هذا الحب إلى أفلام وثائقية قصيرة يعرضها عبر منصته على "يوتيوب"، ليروي لمتابعيه من كل أنحاء العالم تاريخ ملوك وشخصيات مؤثرة في التاريخ الفرعوني، مثل كليوباترا ونفرتيتي، ويذهب إلى أماكن أثرية مصرية متعددة باحثًا عن كنوزها حتى تلك التي تتزين بها متاحف عالمية، ليسير وراء شغفه.

المخرج الجنوب إفريقي كورتيس ريان وودسايد، يحكي بأفلامه الوثائقية للعالم أجمع عن الحضارة المصرية، مستعرضًا قصص شخصيات تاريخية مؤثرة في الحضارة المصرية، إذ اعتمد في أفلامه على استخدام المُجسمات الحقيقية للملوك بدلًا من تجسيدها عبر ممثلين، تفاصيل كثيرة يرويها المخرج الشاب من خلال موقع "القاهرة الإخبارية" ليحكي عن عشقه لمصر وللحضارة القديمة وتفاصيل أخرى في السطور التالية.

المخرج كورتيس وودسايد مع عالم الآثار زاهي حواس وعالمة الآثار كاثلين مارتينيز

تحت عنوان "Discover the true Cleopatra" أو "اكتشف كليوباترا الحقيقية"، صدر للمخرج وودسايد مؤخرًا فيلمًا وثائقيًا عن الملكة كليوباترا، إذ يرى أن القصص المنتشرة عنها غير صحيحة وتستند إلى أفلام ومسرحيات، حسبما يشير صانع الفيلم، إذ يقول: "أردت أن أحكي القصة الكاملة لها، بداية من وصول عائلتها إلى مصر، مرورًا بحياتها ثم ما حدث لأطفالها بعد وفاتها، وركزت أيضًا على دحض العديد من الخرافات والأساطير التي قيلت عنها على مدار الـ2000 عام الماضية".

وعن إطلاقه الفيلم في هذا التوقيت، قال: "لم يكن من المخطط إطلاق المشروع حتى العام المقبل، لكن مع إعلان صدور فيلم آخر عن كليوباترا، أدركت أنه يتعين علينا الدفع بالمشروع إلى الأمام لإخبار القصة الحقيقية للملكة، إذ صورنا جزءًا كبيرًا من الفيلم العام الماضي، وتم تجميع كل شيء في غضون أسبوعين".

وتابع: "لقد كان الأمر مرهقًا وربما كنت لا أنام إلا 4 ساعات فقط في اليوم، وذلك من فرط حرصي على الواقعية، وشاركتني في إنتاج الفيلم عالمة المصريات الرائدة والباحثة في طب المصريين القدماء صوفيا عزيز، لقد كان لدينا تشابك احترافي لسنوات حتى الآن، وأردنا منصة للجمهور لمشاهدة المزيد من القصص الواقعية عن كليوباترا".

مجسم المكلة كليوباترا
رؤوس تماثيل وعملات قديمة

لم يعتمد المخرج الإفريقي كورتيس ريان وودسايد على أي مشاهد تمثيلية في فيلمه، لكنه أظهر رؤوس تماثيل وعملات قديمة اكتشفت في مصر تحمل صورة كليوباترا السابعة، وعن سبب ذلك يقول: "بعد مناقشة الفيلم مع صوفيا عزيز وعالم الآثار زاهي حواس وآخرين، أردنا فقط عرض الصور القديمة من زمن كليوباترا، للحفاظ على الأصالة واحترامًا لها، لأن عرض أشخاص يتصرفون مثل آخر ملوك الأسرة المقدونية في الفيلم الوثائقي كان من شأنه صرف الانتباه عن القصة الواقعية لشخص حقيقي للغاية نريد أن نعرضه للجمهور".

ورغم ذلك، هناك بعض المشاهد لم يكن لدينا صور قديمة لها على الإطلاق، لذا كان علينا أن نكون أكثر إبداعًا كما هو الحال مع معركة أكتيوم، وإظهار الأمواج المتلاطمة وشواطئ اليونان لنقل القصة، وأعتقد أننا قدمناها بشكل جيد، كما أن عدم وجود أشخاص يجسدون الشخصيات سمح بإحضار الكثير من الرمزية من خلال المرئيات ووضع الجمهور أنفسهم في الموقف.

وأضاف: "أردنا أن نظهر فقط التاريخ الواقعي لكليوباترا واستعراض إنجازاتها وعائلتها، وليس التركيز فقط على حياتها العاطفية أو علاقتها بمارك أنتوني، فهي نجمة القصة فوق كل شيء، وكليوباترا ليست مجرد قصة في كتاب نقرأه، لقد كانت شخصًا حقيقيًا".

بوستر فيلم كليوباترا
احترام تاريخ الملكة

لم يعتمد المخرج الإفريقي في دراسته للحضارة المصرية القديمة على الكتب والمراجع، بل استعان بمتخصصين بارزين، منهم عالم الآثار زاهي حواس، إذ قال: "تجمعني علاقة صداقة قوية معه منذ سنوات وتعاونا في مشروعات أخرى من قبل، ويعد قبل كل شيء واحدًا إن لم يكن أكثر الشخصيات البارزة في علم الآثار المصري، ويشعر بشغف شديد تجاه كليوباترا".

علاقة وودسايد بالدكتور زاهي حواس بدأت برغبة لدى المخرج الإفريقي منذ سنوات ليقابله، إذ قال: "عندما كان عمري 16 عامًا، أجريت مقابلة ما، وسألوني عن المشروع الذي ما زلت أرغب في العمل فيه، وأجبت أنني أردت الذهاب إلى مصر وتصوير فيلم وثائقي مع الدكتور زاهي حواس، أنه بمثابة أيقونة لي، ولم أتخيل قط أن هذا سيحدث، وبعد 10 سنوات التقيته بالفعل في الجيزة، وأصبحنا أصدقاء منذ 6 سنوات حتى الآن، وقبل أن نلتقي اعتدنا تبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني، لقد عملنا معًا على إنتاج أفلام وثائقية ومشروعات خيرية، والدكتور حواس من ألطف الناس الذين أعرفهم، لقد كان مرشدًا وداعمًا جدًا لعملي، سأكون دائمًا ممتنًا جدًا له على لطفه معي.

كما اعتمد كورتيس ريان وودسايد على عالمة الآثار كاثلين مارتينيز، وقال عنها إنها تقود عمليات بحث كثيرة عن مقابر كليوباترا، وأمضت سنوات عدة في دراسة تاريخ الملكة، واكتشفت رفقة الدكتور حواس أشياء مذهلة عنها، والاثنان يشعران بشغف شديد تجاه التاريخ واحترام كرامة الملكة، لذا كان من الضروري أن نسمع منهما من واقع خبراتهما الممتدة عن واحدة من أبرز الملكات في التاريخ المصري القديم.

عالم الآثار زاهي حواس مع المخرج كورتيس وودسايد
زاهي حواس

تتعلق معظم أفلام المخرج الإفريقي كورتيس ريان وودسايد بالحضارة المصرية، لكنه في الوقت نفسه لديه أفلام ليس لها علاقة بها، وأوضح من خلال هذا قائلًا: "معظم أفلامي تدور حول تاريخ مصر القديم، لكنني صنعت العديد من الأفلام الوثائقية الأخرى بعيدًا عن الحضارة المصرية، لقد كنت محظوظًا جدًا للعمل مع سيلين ديون في العديد من الأفلام الوثائقية والمشروعات، فأنا أصنع أفلامًا قصيرة مختلفة، لكن شغفي الدائم هو روي قصص قدماء المصريين".

نالت أفلام المخرج الإفريقي الشاب إعجاب العديد من الجمهور المصري وحازت على ردود فعل رائعة، إذ قال: "يعجبني للغاية ما ألاحظه على وجوه الجمهور، خصوصًا عندما يشاهد شخص لا يعرف شيئًا عن علم المصريات أفلامي ويبدي إعجابه بها ويتطلع لمعرفة المزيد، وقابلت سائحين في مصر أخبروني أنهم جاءوا إلى مصر بعد مشاهدة أحد أفلامي الوثائقية، كما أن والدتي كانت مهتمة دائمًا بمصر وداعمة بشكل لا يصدق، وأفضل مكافأة لإنتاج هذه الأفلام الوثائقية، مشاركة الناس وإلهامهم ليقعوا في حب التاريخ".

بوستر فيلم The Daughters Of Tutankhamun
أفلام عن توت عنخ آمون ونفرتيتي

قدّم المخرج الإفريقي العديد من الأفلام الوثائقية عن الحضارة المصرية، إذ لا توجد لديه معايير محددة لاختيار القصص التي يرويها، قائلًا: "أريد دائمًا حكي أي قصص لا تحظى باهتمام كبير، وعلى سبيل المثال عندما صورنا فيلم SECRETS OF GIZA أو "أسرار الجيزة"، الذي عملت عليه مع الدكتور زاهي حواس، أردنا إظهار التاريخ الحقيقي لمنطقة الأهرامات بالأدلة التي تكشف الحقائق وترد على الأكاذيب التي يسوقها بعض الأشخاص.

أما عن الفيلم الوثائقي Wonders Of Fayoum أو "عجائب الفيوم" فقال: "صورته لأن الكثير من الناس لا يعرفوا الكثير عن هذا المكان الرائع والمعابد التي به، وليس هناك فيلم وثائقي عن ذلك، وأردت توثيق كل ذلك حتى تتمكن الأجيال القادمة وتتعلم المزيد عن شيء لم يحكى عنه كثيرًا، وأنجزت The Daughters Of Tutankhamun أو "بنات توت عنخ آمون" مع الدكتورة سحر سليم المتخصصة في علم الأشعة القديمة، الذي يهتم بدراسة المومياوات، لسرد القصة المأساوية لأطفال توت عنخ آمون، وهي قصة تستحق الاهتمام".

صور من مجسم الملكة نفرتيتي

وأضاف: "صورت فيلم Nefertitis Daughters أو "بنات نفرتيتي" لأنه لم تكن هناك أفلام كثيرة عن نفرتيتي وبناتها في شكل وثائقي، كنت أرغب في رؤيتها، لذلك كنت متأكدًا من أن الآخرين يريدون رؤيتها أيضًا، بينما صورت Egypts Stolen Treasures أو "كنوز مصر المسروقة" لحكي قصة العديد من القطع الأثرية التي لا ينبغي أن تكون موجودة في برلين، والبعض لا يعجبه أن أسلّط الضوء على هذه الحقيقة، لكنه تاريخ ويجب مناقشته".

أما عن عرض أفلام المخرج الإفريقي في السينما، قال: "أفلامي متوفرة مجانًا على موقع youtube ولأي فرد يمكن الوصول إليه ليتعلم منها، وهذا هو الأهم، لكنني أعرضها أيضًا على منصات أخرى، لدي وكيل رائع تمكن من إيصال أفلامي الوثائقية إلى فئات مختلفة من الجمهور، وعرضت أفلامي في 35 مهرجانًا سينمائيًا بجميع أنحاء العالم".

وأوضح: "بالطبع أرغب في عرض أفلامي الوثائقية بالسينما وقنوات أخرى، لكن كل هذا يعود إلى التمويل، خصوصًا أنني أتولى مهمة تمويل جميع أعمالي بميزانية تكاد تكون معدومة، ولا أربح منها شيئًا تقريبًا، إذ أحاول دائمًا إنتاج أفلامي الوثائقية لتظهر بمستوى عالٍ، وأصنع هذه الأفلام الوثائقية لأنني أحب مشاركة تاريخ مصر".