الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هدنة بلا تهدئة في السودان.. الصحة العالمية: الاتفاق لم يساعد في الاستجابة الإنسانية

  • Share :
post-title
وضع صحي صعب في مستشفيات السودان

Alqahera News - سمر سليمان

على وتيرة سابقاتها من الاتفاقات، شابت هدنة وقف إطلاق النار قصير الأمد في السودان، خروقات وانتهاكات، خلال الثلاثة أيام الماضية، ويطرح غياب الوضع الآمن رؤية ضبابية لمستقبل الهدنة، خلال الأيام الأربعة المتبقية، ويحبط الأمال في تسهيل المساعدات الإنسانية الطارئة، بعد أن بلغ الوضع الإنساني مراحل متدهورة إثر قتال مستمر منذ 40 يومًا.

وفي ثالث أيام الهدنة، اليوم الخميس، شنت قوات الدعم السريع هجمات على مدينتي الجنينة وزالنجي، وواصلت إحكام سيطرة عناصرها على المستشفيات، والمرافق العامة والخدمية، بما يمثل خرقًا واضحًا لبنود الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ، ليلة الإثنين الماضي.

السبيل الأمثل

رغم ترحيب منظمة الصحة العالمية بإعلان جدة، قال الدكتور أحمد المنظري، مدير إقليم منطقة شرق المتوسط للمنظمة الأممية، في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف في السودان "لن يساعد في عمليات الاستجابة الإنسانية إلا إذا تم تنفيذه بشكل شامل، وباحترامه الكامل من قبل الأطراف الموقعة".

واعتبر "المنظري" أن وقف العنف، هو السبيل الأمثل لإنهاء الأزمة في السودان، وتمكين كل المنظمات المعنية بتوفير الرعاية الصحية وأعمال الإغاثة من القيام بدورها وإنقاذ المصابين ومساعدة المدنيين.

ومنذ 15 أبريل، يشهد السودان، معارك ضارية، بين الجيش النظامي، والدعم السريع، خلّفت خسائر مادية وبشرية ضخمة، ودفعت بالآف من السودانيين إلى النزوح داخليًا وإلى خارج حدود البلاد، وسط أكثر من 10 اتفاقات لوقف إطلاق النار شاب جميعها الخروقات، دون تهدئة تسمح باستقرار الوضع الأمني المتدهور، لا سيما في العاصمة.

تهيئة ممرات آمنة

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "نأمل أن يلتزم الطرفان باتفاق وقف إطلاق النار، الذي من شأنه أن يمنحنا الفرصة لأداء مهامنا وتهيئة ممرات آمنة ومنافذ وصول آمن للإمدادات واللوازم الطبية التي دخلت الموانئ وتنتظر ظروفًا مواتية لتوزيعها على المرافق الصحية في مختلف الولايات".

ووصلت الخسائر البشرية، جرّاء المعارك الدائرة في السودان، حتى 18 مايو، إلى 5424 إصابة و709 وفاة في عموم البلاد، بينها 2319 إصابة و207 وفاة في العاصمة الخرطوم، بحسب رصد وزارة الصحة الاتحادية.

استثمار أمثل للهدنة

وأكد المدير الإقليمي مساعي المنظمة المعنية بالصحة، بالتنسيق مع جميع المنظمات في الداخل والخارج، لاستثمار أمثل لهدنة الـ7 أيام، رغم ما يشوبها من خروقات، لتقديم العون الطبي اللازم.

قال الدكتور المنظري، إن التنسيق قائم ومستمر في كل الظروف سواء بين المنظمة والسلطات الصحية الاتحادية والسلطات الصحية في الخرطوم، أو بين المنظمة وجميع المنظمات الدولية والمحلية والشركاء العاملين في الداخل.

وأضاف "نسعى ما وسعنا الجهد لاستثمار مدة الهدنة لتحقيق أكبر قدر ممكن من النتائج الإيجابية على صعيد توفير الرعاية الصحية والإنسانية لمن يحتاجونها وإمداد المرافق الصحية التي نضبت فيها المستلزمات الطبية بما تحتاجه".

آمال معلقة باستقرار الخرطوم

أما عن الآمال في عودة المرافق الصحية إلى الخدمة مرة أخرى، خلال الهدنة، لا سيما في ظل وضع أمني وصحي صعب، لم يخف المسؤول الإقليمي ما يتطلبه الأمر من جهد وتمويل كبيرين، يسبقهما توقف دائم للعنف والوصول إلى قدر من الاستقرار والأمن، في تقديره.

وسلّط المنظري الضوء على الوضع الصحي الصعب في العاصمة السودانية التي تشهد أغلب المعارك، قائلًا: "في الخرطوم، يعمل أقل من خمس المرافق الصحية بكامل طاقتها. ويمنع انعدام الأمن المرضى والعاملين الصحيين من الوصول إلى المستشفيات. والإمدادات الطبية تنضب. وتتعرض المرافق الصحية والعاملون الصحيون للهجوم".

وأضاف: "من ثم يتطلب عودة هذه المرافق أو بعض منها إلى العمل الكثير من الجهد والتمويل وقبلهما توقف العنف والوصول إلى قدر من الاستقرار والأمن، بما يسمح بتأهيل المستشفيات المتضررة وعودة العاملين وإيصال الموارد والمستلزمات والأجهزة اللازمة وضمان سلامة المرضى".

ومنذ 15 أبريل الماضي، تحققت الصحة العالمية من 38 هجومًا على الرعاية الصحية أدت إلى 8 وفيات و18 إصابة.