"يوم التغير الجذري".. هكذا وصفت الصحف التركية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي انطلقت اليوم الأحد والتي تعتبر من أهم الانتخابات التي مرت على أنقرة منذ أكثر من عقدين.
ومع انقسام حاد واستقطاب قوي بين مؤيدي كل مرشح، رجب طيب أردوغان، وكليجدار أوغلو، ظهر ذلك جليًا على الصفحات الأولى للجرائد التركية ووسائل الإعلام سواء الحكومية أو المعارضة، بصورة غير مسبوقة من التنافس على كرسي الرئاسة التركية، وكما وصفتها الصحف "يوم التغيير الأكثر جذرية".
الجولة الحاسمة
تصدرت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الصحف التركية الصادرة اليوم الأحد، مشيرة إلى أن تركيا على موعد تاريخي مع الجولة التي ستحدد الفائز بمقعد الرئاسة، وذكرت الصحف أن أحدث استطلاع رأي توقع فوز كمال كليجدار أوغلو بالسباق الرئاسي بنسبة 50.8% في الجولة الثانية من التصويت الرئاسي، بينما حظي أردوغان على 49.2% من الأصوات.
ومن المقرر أن تستمر عملية التصويت حتى الساعة الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلي، بحسب "الهيئة العليا للانتخابات"، على أن تبدأ بعد ذلك عملية فرز الأصوات، والإعلان التدريجي عن النتائج.
وتعول أحزاب المعارضة ومرشحها الرئاسي، كليجدار أوغلو، على إنهاء حكم أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، المستمر منذ 21 عامًا، وبالتالي بدء "عهد جديد" في البلاد ، حيث دائمًا ما يصف المرشح الرئاسي العملية الانتخابية بـ"الاستفتاء" الشعبي.
وفي المقابل، يسعى الحزب الحاكم ورئيسه أردوغان إلى البقاء في الحكم، والحفاظ على المكتسبات وتتويج مسيرة 21 عامًا، والانتقال بها إلى القرن الثاني لتأسيس الجمهورية.
رسائل موجهة
تصدرت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الصحف التركية الصادرة اليوم الأحد، مشيرة إلى أن تركيا على موعد تاريخي مع الجولة التي ستحدد الفائز بمقعد الرئاسة.
وكتبت صحيفة "زمان" التركية أنه للمرة الأولى في التاريخ السياسي التركي تُعقد جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، مضيفة أن نحو 60 مليون مواطن من الأصوات التي يحق لها الانتخاب يتوجهون اليوم إلى 191 ألف صندوق اقتراع في 973 مقاطعة و1094 مجلس انتخابي محلي في جميع أنحاء البلاد، لاختيار رئيس تركيا لولاية مدتها 5 سنوات.
واستعرضت الصحيفة نتائج أحدث استطلاع للرأي أجرته شركة ALF للدراسات، أجرته بشأن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يصوت الأتراك بها اليوم.
وأوضحت النتائج تقارب أصوات كل من أردوغان وكليجدار أوغلو، وأن المرشح الذي سينجح في توجيه ناخبيه لصناديق الاقتراع هو من سيفوز بالانتخابات.
وخلال استطلاع الرأي، الذي تم إجراؤه في الفترة بين 25 و26 مايو الجاري بمشاركة 2500 شخص في 26 مدينة تركية، تم سؤال المشاركين عن المرشح الذي سيصوتون له خلال الجولة الثانية.
وحصل كيليجدار أوغلو على أصوات 50.3% من المشاركين، في حين حصل أردوغان على 49.7% من أصوات المشاركين.
ظاهرة جديدة للاستقطاب
في المقابل، كتبت صحيفة "جمهورييت" المقربة من "حزب الشعب الجمهوري" الذي يتزعمه كليجدار أوغلو على الصفحة الأولى من عددها الصادر الأحد: "من يحب الوطن يذهب للصندوق".
وعنونت صحيفة "سوجو" المعارضة بعبارة: "لا تقل لن أذهب.. اعط صوتك للشخص الذي يستحقه".
في المقابل، وصفت صحيفة "حرييت" المقربة من الحكومة، اليوم الأحد، بـ"يوم الصندوق" على الصفحة، وكذلك الأمر بالنسبة لصحيفة "ملييت" إذ كتبت: "تركيا تختار رئيسها الثالث عشر".
وعنونت صحيفة "يني تشاج" صفحتها الأولى "البلد على مفترق طرق.. اختر القرار الصحيح ولا تندم"، فيما كتبت "يني شفق" المقربة من الحكومة: "معك سنفوز"، في إشارة منها إلى صوت المواطن التركي.
وكتبت صحيفة "أحوال التركية" أن العديد من أنصار المعارضة التركية يتحركون بصورة منفصلة عن الأحزاب.
وأوضحت الصحيفة التركية أن قبل عملية التصويت اليوم كان هناك تحرك من قبل أنصار كليجدار أوغلو، يطرقون أبواب المنازل، ويوزعون الزهور والحلوى ورسائل إقناع، في ظاهرة جديدة من نوعها.
