الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عمر خورشيد.. أيقونة موسيقية وأنامل ذهبية

  • Share :
post-title
عمر خورشيد

Alqahera News - إيمان بسطاوي

موهبة فطرية وأنامل ذهبية تمسك بآلة الجيتار، فتصدح بموسيقى تعزف على القلوب وتطرب مسامع الحضور، لتحول الشاب عمر خورشيد في مقتبل حياته لواحدٍ من أشهر عازفي الجيتار في مصر والعالم العربي، وفنان وملحن، صنع قفزات في مجاله خلال مشواره القصير.

ثلاثة عقود ربما لا تصنع فارقًا كبيرًا في حياة شخص، بل إن البعض يصل لسن الثلاثين وهو لا يعرف وجهته، إلا أن هذا الأمر لم يحدث مع عمر خورشيد الذي اكتشف موهبته مبكرًا منذ كان عمره 9 سنوات، فطوّر من أدواته وأصبح في زمن قليل واحدًا من أهم المبدعين في مجال العزف والموسيقى، ووضع بصمته كأحد أهم المؤثرين في الموسيقى.

رحيل في عز الشباب

قبل 42 عامًا وتحديدًا عام 1981 رحل عمر خورشيد الذي تحل ذكرى وفاته اليوم "29 مايو"، نتيجة حادث سيارة، ويبدو أن القدر دفعه ليسرع من خطواته في مجال الموسيقى ليخلّد اسمًا لامعًا بعد الرحيل، ويترك علامات بارزة تكون جديرة بسرد سيرته.

واجه عمر خورشيد، المولود في 9 أبريل عام 1945، رفض أسرته وتحديدًا والدته في قرار العزف على الجيتار، لدرجة "كسر أول جيتار له وقذفه من شرفة المنزل" ليقول "خورشيد" عن ذلك: "أول جيتار امتلكته كان في عمر 9 سنوات ولكن والدتي عارضت موهبتي وحبي للجيتار لأنني كنت متفرغًا له طوال الوقت، فكسرته وقذفته من البلكونة، ولكن بعد أن أصبحت عازفًا مشهورًا أصبحت تتباهي وتفتخر بي في كل مكان".

تعاون مع النجوم

تعاون عمر خورشيد مع كبار النجوم ومنهم عبد الحليم حافظ، الذي شهدت أغنية "سواح" وقوف "خورشيد" للمرة الأولى على خشبة المسرح كعازف مع مطرب، إلا أن صوت الجيتار لم يظهر بشكل كبير باعتبارها مرحلة تجريب، ومع استمرار التعاون بينهما أصبح الجيتار عنصرًا مهمًا في أغاني عبد الحليم وخاصة في أغنية "زي الهوى" التي يؤكد عمر خورشيد أنها أكثر أغنية لمع فيها صوت الجيتار مع العندليب.

هذا الشاب الوسيم الذي يثق في قدراته، أصابته حالة من الارتباك مع وقوفه جنبًا إلى جنب على خشبة المسرح مع كوكب الشرق خلال مشاركته كعازف جيتار لإحياء ليلة طربية، ليتذكر عمر خورشيد كواليس هذا الموقف: "عزفت مع أم كلثوم أغنية "دارت الأيام"، وكنت مرعوبًا وقتها لدرجة أنني أخذت حبوب مهدئة، وبعد أن بدأ العزف وجدت تصفيقًا حارًا من الجمهور وهو ما أصابني بالارتباك أيضًا، ولكن أم كلثوم نظرت لي بامتنان فشعرت بالطمأنينة".

لحن عمر خورشيد الكثير من الأغاني، وقدّم أول لحن في حياته بأغنية "صاحبي يا مسكين"، كما قدّم ألحانًا بأفلام سينمائية مثل "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"الحب الذي كان" و"شلة المحتالين"، و"الأخوة الأعداء"، وغيرها.

مشواره السينمائي

كان للسينما نصيب من حياة عمر خورشيد، فظهر فيها بفيلم "ابنتي العزيزة" الذي قدّم فيها أول موسيقى تصويرية في حياته، وعلى الرغم من أن خورشيد يعتبر موسيقى فيلم "أين عقلي" أجمل ما قدمه في مشواره، لكنها لم تأخذ نصيبها ليقول عن ذلك في لقاء تلفزيوني سابق: "كنت أتوقع حصول موسيقى "أين عقلي" على الكثير من الجوائز، لكن هذا لم يحدث رغم أنني أعتبره من أجمل الموسيقى التصويرية التي قدمتها في حياتي".

قدّم خورشيد أول بطولة سينمائية مع الفنانة ناهد شريف في فيلم "غراميات خاصة جدا"، بينما سجّل مسلسل "الآنسة" أول بطولة تلفزيونية له مع الفنانة سناء جميل الذي قدمه عام 1979.

قضى خورشيد نحو 10 سنوات في العمل بها خلال الفترة من 1971 حتى 1981، قدم خلالها 20 عملًا فنيًا، ففي العام الواحد كان يقدم أكثر من فيلم وكان من بينها أفلام "العرافة"، "الدنيا نغم"، "جيتار الحب"، و"شفاه لا تعرف الكذب"، وغيرها الكثير.

تجربة الإنتاج

دخل عمر خورشيد مجال الإنتاج وقدّم فيلم "العاشقة" كأول إنتاج له في السينما، وسجّل هذا الفيلم غناءه للمرة الأولى بعد أن طلب المخرج عاطف سالم، وشارك بالتمثيل فيه بدور مدرس للأطفال، مشيرًا إلى أنه لم ير نفسه مطربًا، معللًا السبب: "ليس لدى الجرأة على الغناء على خشبة المسرح، ولا أتحكم في صوتي مثل تحكمي في الجيتار".

حياة عمر خورشيد الحافلة بالعطاء الفني، دفعته ليضع اسمه بين عمالقة التلحين، بعد ما لحن تترات فوازير نيللي وشريهان.

تزوج عمر خورشيد 4 مرات ومن بينها زواجه من فنانتين بالوسط هما "مها أبو عوف، وميرفت أمين"، لكن زواجه بهما لم يدم طويلًا.