مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، برز اسم يفجيني بريجوجين كثيرًا، ربما أصبح الاسم الأكثر تداولًا، والمتحدث عن تقدم قواته في الأراضي الأوكرانية، يهاجم وزير الدفاع الروسي، وينشر فيديوهات من أرض المعركة، ليصبح مصدرًا أساسيا لإثارة الجدل وخطف الأضواء.
مع احتدام معركة باخموت، ظهرت الاعتراضات العلنية، والشكوى من نقص الأسلحة والذخيرة، وربما وصل الأمر لسب وزير الدفاع الروسي، وحتى تهديد بالانسحاب، ثم مهاجمة قوات الجيش الروسي لانسحابها من بعض المناطق، حتى وصل الأمر إلى الحديث عن انقلاب عسكري يخطط له زعيم فاجنر، ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بداية مايو الجاري، شهدت انفجارًا في التوتر بين وزارة الدفاع الروسية، وزعيم فاجنر، للحد الذي جعله ينشر مقطعًا مصورًا، وهو محاط بالجثث، ويكيل الشتائم والسباب لوزير الدفاع الروسي، ليعلن للملأ أن الصدع بين قواته ووزارة الدفاع على الأقل في ازدياد.
تصريحات رئيس فاجنر وإثارته للجدل، ربما تثير تساؤلين؛ الأول عن مدى تماسك جبهة روسيا في الحرب، والثاني عن سر تغاضي الرئيس الروسي عن هجوم زعيم فاجنر المتكرر، وإحراجه للقيادة العسكرية الروسية، بتصريحاته في أكثر من موقف، لعل أبرزها ظهوره بين جثث مقاتليه، مهددًا بالانسحاب من باخموت الأوكرانية، التي أعلنت روسيا السيطرة عليها لاحقًا.
هاجم يفجيني بريجوجين صراحة، وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، وكال له الشتائم، كما هاجم رئيس هيئة الأركان الروسية، فايري جيراسيموف، وهي التصريحات التي رآها محللون ومتابعون، على أنها تعكس حالة الصراع داخل الصفوف الروسية، خاصة بين فاجنر ووزارة الدفاع الروسية.
نفي للانقلاب
لم يقف الجدل الذي يثيره زعيم "فاجنر"، عن التصريحات، ووصل الأمر إلى اتهامه بالتخطيط لانقلاب عسكري، ضد الرئيس الروسي فلادمير بوتين، إذ قال إيجور جيركين، وهو قائد روسي سابق ومدون عسكري، إن بريجوجين وجماعته شبه العسكرية يستعدون لانقلاب في روسيا، ووصف هجوم زعيم فاجنر الكلامي الأخير ضد القيادة العسكرية الروسية، بأنه يشير إلى حدوث خلاف سيستغله زعيم فاجنر.
بريجوجين حرص على نفي تخطيطه للانقلاب على بوتين، بحسب مجلة "نيوزويك"، قائلًا إن "فاجنر ليس لديها جيش كبير يكفي لتنفيذ انقلاب، وأن مجموعته علاقتها جيدة بالرئيس الروسي".
وحاول بريجوجين تبرير موقفه، قائلًا إن الانقلاب كقاعدة عامة، يقوم الجيش بتنفيذه بواسطة جزء من الجيش المنشق، لكن فاجنر ليست جيشًا على الإطلاق.
توقعات بحدوث ثورة في روسيا
ونقلت "نيوزويك"، عن معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إشارته في تقريره الأخير أمس الإثنين، أن زعيم فاجنر، أشار ضمنيًا، إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يمكن أن ينظم انقلابًا.
وقال زعيم فاجنر، إن هناك توقعات في روسيا بحدوث ثورة، إلا أن مجموعته الخاصة، تدعو فقط إلى تصحيحات في النظام الروسي.
ويرى معهد دراسة الحرب الأمريكي، أن زعيم فاجنر، زاد بشكل كبير من عدد الإشارات المباشرة التي يرسلها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدءًا من 9 مايو الجاري، بعد انتقاده بطريقة غير مباشرة، خلال عطلة عيد النصر.
انتقاد جديد للقيادة العسكرية الروسية
وبعد التقرير ونفي زعيم فاجنر، خرج مجددًا لينتقد المسؤولين العسكريين الروس، وذلك في أعقاب هجوم بطائرات دون طيار على موسكو اليوم الثلاثاء، وتساءل لماذا يسمحون لهذه الطائرات بدون طيار بالتحليق فوق موسكو؟
وتعرضت موسكو لضربات بطائرات بدون طيار، في الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، بنحو 30 طائرة، تم تدمير 10 منها، وألحقت الطائرات الأخرى أضرارًا بالمباني السكنية، ولم تقع إصابات حتى الآن.
وتساءل بريجوجين قائلًا: "ماذا يجب أن يفعل الناس العاديون عندما تصطدم المسيّرات المحملة بالمتفجرات بنوافذهم، قائلًا في تصريحات مليئة بالشتائم، ترجمتها "رويترز"، أنه كمواطن يشعر بغضب عميق لأن هؤلاء الحثالة يجلسون بهدوء، وأن المواطنين لديهم كل الحق في طرح الأسئلة عليهم.