شهدت تركيا، اليوم السبت، بدء ولاية جديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بعد تأديته اليمين الدستورية لولاية الثالثة، عقب فوزه في جولة إعادة انتخابات الرئاسة التي أجريت 28 مايو السابق، وحصوله على 52.2% مقابل 47,8% من الأصوات التي حصل عليها خصمه الخاسر كمال كليجدار أوغلو.
في الساعة 14.50 بالتوقيت المحلي لتركيا وصل الرئيس أردوغان إلى البرلمان بالعاصمة أنقرة، ولم تعوق الأمطار الغزيرة مراسم التنصيب والاحتفال، بل توالى مسؤولون رفيعو المستوى من 78 دولة ومنظمة دولية، من بينهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، لحضور الحفل المنعقد في القصر الرئاسي.
وتلقى أردوغان تفويضه من رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، الذي شغل منصب رئيس المجلس المؤقت بصفته العضو الأكبر سنًا، ووجّه الرئيس الشكر لجميع المواطنين الذين شاركوا في الانتخابات، لا سيما سكان مناطق الزلزال المُدمر الذي ضرب البلاد في 6 فبراير الماضي، وذلك بسبب حرصهم على المشاركة والإدلاء بأصواتهم.
كلمة أردوغان خلال تنصيبه رئيسًا لتركيا
وجاء القَسَم الرئاسي الذي قرأه أردوغان: "كرئيس للبلاد سأحمي وجود واستقلال الدولة وسلامة الأمة غير قابلة للتجزئة، وسألتزم بالدستور وسيادة القانون والديمقراطية ومبادئ وإصلاحات أتاتورك ومبدأ الجمهورية العلمانية، ولن أحيد عن المثل الأعلى المتمثل في أن يتمتع الجميع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في إطار فهم السلام والازدهار للأمة والتضامن الوطني من أجل حماية مجد وشرف جمهورية تركيا، أقسم في حضور الأمة التركية العظيمة وتاريخها أنني سأعمل بكل قوتي لتمجيد وأداء الواجب الذي اضطلعت به بحيادية".
وبعد أداء القسم وتنصيبه رئيسًا للبلاد، بدأ أردوغان حديثه قائلًا إن المواطنين تحدوا العديد من العقبات للمشاركة والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، لذا جاءت نسبة المشاركة بالجولة الأولى 88.92%، ووصلت إلى 85.72% في جولة الإعادة، مؤكدًا سعيه وعمله بكل جدية وحيادية ليحظى بثقة الشعب التركي والأصدقاء والحلفاء، وأنه سيكون رئيسًا للأتراك جميعًا دون تمييز.
وبعد القسم، غادر الرئيس البرلمان وتوجه إلى "آنيت كابير" لوضع إكليل من الزهور على ضريح مصطفى كمال أتاتورك، الذي أكد مواصلة حكم البلاد على أسسه ووفق عبارته القائلة "سلام في الأرض وسلام في العالم"، ممتهجًا مبدأ الدولة العلمانية.
أحزاب معارضة تحتج "بعدم وقوفها" وأردوغان يعلق: لا يتحلون بالروح التنافسية
لم يكن الحفل مفضلًا من قِبل المعارضة، فبعد انتهاء الرئيس أردوغان من حلف اليمين الدستورية داخل البرلمان التركي، رفض أعضاء من أحزاب "الشعب الجمهوري والخير واليسار الأخضر" الوقوف على أقدامهم والتصفيق، احتجاجًا على فوزه بالانتخابات، بينما وقف نواب أحزاب "السعادة، وديفا، والمستقبل" وصفقوا لأردوغان. حسبما نشر موقع "بير جون" الإخباري التركي.
وانتقد أردوغان المعارضة لأنها لا تتحلى بالروح التنافسية في عملية تقبل الهزيمة، ومد اليد لحزب العدالة والتنمية ورئيس البلاد للمصافحة والتهنئة بعد الفوز.
رؤساء في أنقرة من أجل حضور الاحتفال بتنصيب أردوغان
وفقًا لتوجهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم السبت، إلى العاصمة التركية أنقرة، لتمثيل مصر في مراسم حفل التنصيب
ونيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، شارك الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، اليوم، في الحفل، ونقل تهنئة وتحيات الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان لأردوغان، وتمنياتهما لحكومة وشعب تركيا الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
وحرص الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرج أيضًا على التوجه إلى العاصمة أنقرة من أجل حضور حفل التنصيب، وكان نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصينية دينج تشونجلي من بين الحاضرين.
انطلقت أولى جلسات البرلمان التركي أمس الجمعة، ومن المنتظر الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة على أن يكون الاجتماع الأول لها هذا الأسبوع، مساء اليوم السبت.