الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيلينسكي في انتظار إشارة الناتو.. متي يبدأ الهجوم المضاد؟

  • Share :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

Alqahera News - مروة الوجيه

في مقابلة خاصة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن قواته مُستعدة لشن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي المُحتلة من جانب روسيا.

ومن مدينة أوديسا الجنوبية الساحلية، أكد "زيلينسكي" للصحيفة الأمريكية أن القوات البرية لجيشه كانت "أقوى وأكثر تحفيزًا" من نظيرتها الروسية التي تسعى للحفاظ على نحو 20 % من الأراضي التي تُسيطر عليها موسكو في شرق أوكرانيا وجنوبها، لكنه أوضح أن السرعة في اتخاذ قرار موعد بدء الهجوم المرتقب يجب التريث بها، وأضاف "لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر، لأكون صريحًا، يُمكن أن يأتي بطرق مُختلفة، لكننا مستعدون".

التكلفة الباهظة

وأوضح الرئيس الأوكراني في حديثه، أن قوات كييف استطاعت أن تصد هجومًا روسيا على عاصمتها خلال فبراير من العام الماضي، واستعادت مساحات شاسعة من الأراضي في الشمال الشرقي والجنوب، وذلك ضمن هجومين مضادين سابقين عام 2022.

كما صعّدت أوكرانيا، خلال الأسابيع الأخيرة، من هجماتها بعيدة المدى بالصواريخ والطائرات المسيرة بهدف شل خطوط الإمداد الروسية قبل الحملة.

وشن متطوعون روس مدعومون من أوكرانيا غارات عبر الحدود؛ بهدف إجبار روسيا على إبعاد قواتها عن الخطوط الأمامية داخل أوكرانيا، بحسب "وول ستريت جورنال".

وفي الوقت الذي يظهر فيه الرئيس الأوكراني بكامل قوته، مازال الغرب ينتظر منه إعلان اللحظة الفارقة ببدء هجومه المضاد، إذ ستشكل نتيجة هذا الهجوم المتوقع ملامح نتيجة الدعم العسكري الغربي لكييف، وهل سيستمر هذا الدعم أم سينتهي؟

انتخابات 2024.. وقلق أوكراني

في الوقت الراهن يعتبر الهجوم المضاد هو الأمل الأخير للرئيس الأوكراني، ويجب أن يكون قبل نهاية العام الجاري، إذ تستعد الولايات المتحدة، أكبر داعم لأوكرانيا، لخوض الانتخابات الرئاسية في 2024، ومن الممكن في حال تغيير الإدارة الأمريكية، أن يكون الأمر أكثر صعوب لكييف، خاصة في حال فوز ترامب برئاسة البيت الأبيض.

وخصصت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكثر من 37 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب منذ أكثر من 16 شهرًا، وتعهدت بمزيد من المساعدات في وقت اتبع الحلفاء الأوروبيون اتجاهًا مماثلًا.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الأربعاء، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 300 مليون دولار، لتلبية الاحتياجات الأمنية والدفاعية لصد الغزو الروسي المُستمر منذ فبراير العام الماضي.

ولكن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي يسعى لخوض انتخابات 2024 الرئاسية، رفض الشهر الماضي القول إنه سيدعم أوكرانيا، قائلًا بدلًا من ذلك إنه سيسعى لإنهاء الحرب بسرعة دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.

وقال زيلينسكي لـ"وول ستريت جورنال"، إنه قلق من أن أي تغيير في الإدارة الأمريكية يُمكن أن يؤثر على المساعدات، مردفًا: "لست مُتأكدًا من الكيفية التي كان سيتصرف بها "ترامب" حال وصوله للبيت الأبيض".

ومع ذلك، قال الرئيس الأوكراني إنه شعر بالتشجيع من دعم الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) في الولايات المتحدة ودعم المواطنين العاديين، وأعرب عن أمله في أن يواصل الحزبان والكونجرس دعم أوكرانيا والضغط على أي إدارة جديدة لمواصلة تدفق المساعدات.

إشارة الناتو

وتبقى قضية الانضمام إلى حلف الناتو هي الأهم بالنسبة إلى الرئيس زيلينسكي، إذ يترقب الرئيس الأوكراني قمة حلف شمال الأطلسي المرتقبة، يوليو، المقبل في تحديد مصير بلاده للانضمام للقوى الدولية.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لأوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا في حال اختارت موسكو مواصلة الحرب.

وتقدمت أوكرانيا بطلب للعضوية العام الماضي، لكن الولايات المتحدة - الزعيم غير الرسمي للتحالف - تجنبت إلى حد كبير المناقشات حول كيف ومتى قد تنضم أوكرانيا إلى الحلف، وركزت بدلًا من ذلك على تعزيز الأمن والقوة العسكرية في كييف.

وقال زيلينسكي في تصريحاته للصحيفة الأمريكية، إن بعض أعضاء الناتو ليسوا مستعدين لقبول أوكرانيا، بسبب الخوف من روسيا، لكن الضغط يتزايد على الحلف لتقديم ضمانات أمنية ملموسة وطريق إلى العضوية، مُوضحًا أنه لا يتوقع انضمام أوكرانيا إلى الناتو أثناء استمرار القتال، لكنه أراد تعهدًا بالضم بعد الحرب، وأردف قائلًا: "إذا لم نحصل على إشارة في فيلنيوس، أعتقد أنه لا فائدة من أن تكون أوكرانيا في هذه القمة".

ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتقد أنه سيحصل على مثل هذه الإشارة، أجاب: "بصراحة لا أعرف".

موعد "الهجوم"

وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأوكراني عن جهوزية بلاده لشن الهجوم المضاد في أي لحظة، إلا أنه مازال الموعد المحدد لهذا الهجوم لم يُعلن بشكل واضح، لكن وفق تباين التصريحات، بين أعضاء الحكومة الأوكرانية يُمكن التوقع بأن هذا الهجوم ربما يكون خلال أشهر قليلة وقبل بدء فصل الشتاء على حد أكثر.

وفي تصريحات سابقة لمستشار وزير الدفاع الأوكراني، يوري ساك، قال فيها إن "الهجوم المضاد ليس حدثًا واحدًا يبدأ بصافرة ثم ينتهي بالضرورة في وقت ما متوقع".

وأضاف "ساك"، خلال حديثه لـ"بي بي سي نيوزنايت": "هذه حرب ديناميكية للغاية، إنها حرب مُكثفة بشدة وهناك الكثير من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار".

وأضاف مستشار وزير الدفاع الأوكراني، أن قوات بلاده ستتقدم في هجومها المضاد بمجرد أن تقرر أنها تستطيع "تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح" مع خسائر عسكرية أقل، مُوضحًا أن "لدى الروس ما يكفي من الوقت لإنشاء خطوط دفاع مُحصنة بشكل جيد".. لكن بعض الأحداث الأخيرة قد تدل على أن التحضيرات للهجوم قد بدأت.