الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مناورات ضخمة.. الدب الروسي يزعج الساموراي الياباني في المحيط الهادئ

  • Share :
post-title
المناورات الروسية في بحر اليابان

Alqahera News - محمود غراب

بدأت قوات الأسطول الروسي في المحيط الهادئ، مناورات عسكرية ضخمة ببحر اليابان، في أحدث مؤشر على احتدام التوتر القائم بالفعل في العلاقات بين موسكو وطوكيو.

ويشارك في المناورات الروسية التي تجرى في الفترة من 5 إلى 20 يونيو، بمياه بحر اليابان، غربي المحيط الهادئ، أكثر من 60 سفينة حربية روسية وسفينة دعم، ونحو 35 طائرة بحرية وأكثر من 11 ألف جندي من القوات البحرية يشاركون في تدريبات عسكرية، حسب ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان.

وخلال تلك المناورات، ستقوم المجموعات التكتيكية البحرية إلى جانب الطيران البحري بالبحث عن غواصات العدو الوهمية وتعقبها، وإجراء تدريبات قتالية على الأهداف الأرضية والجوية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والمدفعية، بالإضافة إلى التدريبات التي تتعلق بالإمدادات اللوجستية للقوات في البحر.

النزاع حول الكوريل

ولطالما كانت العلاقات بين اليابان وروسيا مُعقدة، ولم يوقع البلدان على معاهدة سلام بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب خلاف حول 4 جزر صغيرة تُكوّن أرخبيل الكوريل.

وتجدر الإشارة إلى أن الجيش السوفيتي سيطر على جزر الكوريل في الأيام الأخيرة من الحرب، ولم تتم إعادتها منذ ذلك الحين إلى طوكيو التي تسميها "الأقاليم الشمالية".

ولم تنجح المفاوضات بين البلدين منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، ورغم أن الخلاف بين اليابان وروسيا حول "جزر الكوريل" يزيد على 77 عامًا، إلا إن اليابان لا تزال ترفض أي تغيير في الوضع الاقتصادي أو العسكري للجزر، التي تمتد بطول 1200 كلم من جزيرة هوكايدو اليابانية حتى شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في المحيط الهادئ.

وفي ديسمبر الماضي، نشرت روسيا أنظمة دفاع صاروخية ساحلية متنقلة على جزيرة باراموشير في الجزء الشمالي من جزر الكوريل، ذي الموقع الاستراتيجي والممتد بين اليابان وشبه جزيرة كامشاتكا الروسية. 

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان آنذاك، إن قوات سواحل من أسطول المحيط الهادئ سيراقبون الوضع على مدار الساعة للسيطرة على المياه المجاورة ومناطق المضيق".

اليابان تنضم للمعسكر الغربي ضد روسيا

وتدهورت العلاقات بين روسيا واليابان منذ أن انضمت طوكيو إلى الدول الغربية، في فرض عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو، بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، التي بدأت 24 فبراير 2022.

وردًا على الموقف الياباني، انسحبت موسكو من محادثات لإبرام معاهدة سلام مع طوكيو، وجمدت مشروعات اقتصادية مشتركة تتعلق بجزر الكوريل المتنازع عليها، بسبب العقوبات التي فرضتها اليابان على موسكو، بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.

وقال أندريه رودينكو، نائب وزير خارجية روسيا، في تصريحات أدلى بها، يناير الماضي، إنّ اليابان لا تتخلى عن نهجها ومسارها المعادي لروسيا، و"لذلك يبدو الحوار بشأن توقيع معاهدة سلام معها أمرًا مستحيلًا".

وأضاف "رودينكو" أنّ من المستحيل تمامًا مناقشة توقيع مثل هذه الوثيقة مع دولة تتخذ مواقف غير ودية علانية، وتسمح لنفسها بتهديدات مباشرة ضد بلدنا"، مشيرًا إلى أنّه لا يرى بوادر لابتعاد اليابان عن المسار المعادي لروسيا، ولا "توجد أي محاولات لتصحيح الوضع القائم حاليًا".

وأشار إلى أنّ الجانب الروسي تفاوض سابقًا مع اليابان حول معاهدة شاملة كاملة بشأن السلام والصداقة وحُسن الجوار، كان يجب أن تحدد الاتجاهات الرئيسية لتسريع تطوير كل العلاقات الروسية اليابانية.

وأوضح نائب الوزير الروسي أنّه مع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، "انخرطت إدارة فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، بنشاط في تنظيم الحملة الغربية المعادية لروسيا"، وقامت عمليًا بتفكيك كامل لنتائج التعاون المتبادل على مدى سنوات عديدة.