الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الذكاء الاصطناعي".. يهدد الانتخابات الرئاسية الأمريكية

  • Share :
post-title
خطر الذكاء الاصطناعي- أرشيفية

Alqahera News - مروة الوجيه

بدأ صراع الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، والتي من المُنتظر أن تكون الأصعب في التاريخ الأمريكي، إذ تتزامن الانتخابات المُنتظرة في 2024 مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية، الأزمة الاقتصادية العالمية، حرب البترودولار وأزمة الغاز والبترول.. وغيرها من الأزمات التي تُؤكد دخول العالم في مرحلة جديدة من صراع القوى الدولية، لكن هناك تطورًا آخر بدأ ظهور آثاره في الأفق، وهو التطور الذي يشهد الذكاء الاصطناعي بصورة "شرسة" وفق خبراء التكنولوجيا.

ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أوضحت فيه أن استخدام الذكاء الاصطناعي دون مراقبة حتى الآن، يجعل صناعة المحتوى المزيف أسهل مما كان الوضع عليه في السابق، وهو تهديد كبير للعديد من العمليات الانتخابية حول العالم.. لكن من المرجح "وفق وول ستريت جورنال" أن تشهد الانتخابات الأمريكية خطر الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه خلال الفترة الماضية، تم نشر صور ولقطات بتقنية الذكاء الاصطناعي على مدار الأشهر الأخيرة، لاقت رواجًا كبيرًا، مثل مقطع فيديو حرب الصين على تايوان، وآخر لتدفق مجموعات من المهاجرين عبر الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، في تحذير مُفترض من أصحابه لما يرونه قد يحدث بعد انتخاب الرئيس جو بايدن مجددًا.

كما ظهرت صور للرئيس السابق دونالد ترامب، يركض وتلاحقه قوات أمنية، وصورة أخرى لمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تشتعل فيه النيران، وجميعها مُزيفة تم تنفيذيها بتقنية الذكاء الاصطناعي، لكنها تبدو حقيقية بصورة مُخيفة.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مثل هذه المواد المُزيفة التي بدأت في إغراق الإنترنت، تمثل تهديدًا كبيرًا للحملات السياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وليست الصور والمقاطع المُزيفة بالأمر الجديد على الحملات الرئاسية، فقد انتشرت صورة مُزيفة لـ"بايدن" خلال السباق الانتخابي عام 2020، بجانب فيديو آخر مُفبرك لرئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، جمع ملايين المشاهدات عام 2019.

وتضيف الصحيفة أن المُشكلة هي أنه في ظل التطور الرهيب لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المُختلفة، بات من الأسهل تزييف محتوى بواسطة مدخلات بسيطة، لتتحول إلى مقاطع فيديو أو صور أو موسيقى أو نصوص مُعقدة، من الصعب كشف زيفها حتى من قبل خبراء.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن تيدي جوف، المسؤول عن المحتوى الرقمي خلال حملة إعادة انتخاب الرئيس الأسبق، باراك أوباما، الذي أوضح أن هذا النوع من التكنولوجيا يخلق عوالم جديدة من المعلومات المضللة التي لم يكن من الممكن تخيلها، وأضاف "جوف"، أن تبعات هذا الأمر ستكون كبيرة، ويجب الحذر من هذه الأمور، خاصة خلال هذه الفترة الحرجة قبل انتخابات الرئاسة 2024.

بداية المنافسة

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن خبراء (من الحزبين الديمقراطي والجمهوري) أكدوا أنهم يختبرون الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المختلفة مثل Chat GPT باعتباره أداة يُمكن استخدامها في صياغة الخطابات، ورسائل البريد الإلكتروني المخصصة لجمع التبرعات، والرسائل، وصناعة ملفات الناخبين.. وغيرها من العمليات قبل بدء الموسم الانتخابي "إن هذه التكنولوجيا يُمكنها المساعدة بشكل كبير في تقليص الوقت المستخدم في التواصل اليومي مع الناخبين."

وبينما تُحذر مؤسسات رقابية على الإنترنت، من أن هذه التكنولوجيا يُمكن استخدامها لأغراض أخرى، مثل نشر المعلومات المُزيفة بشأن ساعات التصويت وأماكنها، ومواعيد التسجيل، وحتى كيفية التصويت، إلا أنه حتى الوقت الراهن لم تُصدر أي من الدول أي قوانين تحد من استخدام الذكاء الاصطناعي أو تقنين استخدامه.

ولطالما أعلنت منصات التواصل الاجتماعي أن لديها سياسات تسمح لها بحذف المواد المضللة والمُزيفة، لكن يُمكن أن يكون تنفيذ هذه السياسات بطيئًا أو غير مُناسب، كما أن بعض المنصات تتيح في بعض الأحيان بعض المواد المُزيفة باسم السماح بمناقشات سياسية حولها، بحسب "وول ستريت جورنال".

وبدأت دول العالم في اتخاذ خطوات من أجل صياغة لوائح وقواعد مُتعلقة بتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن قانون "الذكاء الاصطناعي" المُتوقع تمريره لاحقًا العام الجاري.

وسبق للرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن حض الكونجرس على إقرار قوانين تضع قيودًا أكثر صرامة على قطاع التكنولوجيا.

تحذيرات عالمية

وفي السياق نفسه، نشرت وكالة "أسوشيتدبرس" تقريرًا حول مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في الحمالات الانتخابية، إذ رصدت الوكالة الأمريكية تحذير علماء سياسة وخبراء تقنيين من المخاطر التي يمثلها الذكاء الاصطناعي على الانتخابات والحملات الانتخابية.

وأوضح تقرير أسوشيتدبرس أن تداعيات هذا الأمر على انتخابات 2024 وما يسبقها من حملات كبيرة بقدر ما هي مؤرقة، فالذكاء الاصطناعي يُمكنه ليس فقط إنتاج رسائل بريد إلكتروني، مُستهدفة من الحملات أو نصوص أو مقاطع فيديو، لكن يُمكن أيضًا استخدامها في تضليل الناخبين وانتحال صفات مرشحين، وتقويض الانتخابات على نطاق وبسرعة لم يشهدهما أحد من قبل.

وقالت الوكالة في تقريرها إن مخاطر الذكاء الاصطناعي قد تتعدى تزييف الصور أو مقاطع الفيديو، بل الأمر دخل في مرحلة أخرى خطيرة والتي تسمى بـDeep Fake( التزييف العميق) إذ بدأ هذا النوع من التكنولوجيا تنتج الآن أصواتًا بشرية مُستنسخة وصورًا ومقاطع صوتية وأخرى مُصورة تبدو حقيقية للغاية، وذلك خلال ثوانٍ، وبتكلفة بسيطة، ويُمكن أن ينتشر هذا المحتوى بسرعة وقوة على السوشيال ميديا إلى جمهور منتقى بعناية شديدة، الأمر الذي يُمكن أن يدفع الألعاب الانتخابية إلى مستوى جديد من التهديد لمصداقية الانتخابات.