الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وضع كارثي.. سكان جزيرة "توتي" السودانية يئنون تحت حصار "الدعم السريع"

  • Share :
post-title
مواطن سوداني يقف بجوار حطام أحد المنازل جراء الاشتباكات ـ أرشيفية

Alqahera News - سمر سليمان

تقع جزيرة توتي (شمالي العاصمة السودانية الخرطوم)، منذ أيام، تحت حصار قوات الدعم السريع، ويواجه سكانها خطر الجوع، وسط توقف الإمدادات عن الجزيرة المعزولة، وإجبار سكانها على التزام منازلهم.

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بنداءات استغاثة لمساعدة سكان الجزيرة وفك الحصار عنها، بعد أن أغلقت قوات الدعم السريع الجسر الرابط بين الجزيرة والعاصمة الخرطوم.

ودخلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأسبوع الثامن، مخلفة مئات القتلى والجرحى، وأجبرت مئات الألاف من السودانيين على النزوح، وسط فشل أكثر من 10 اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الطرفين، شابتها أعمال سلب ونهب وتخريب، دون تهدئة.

وضع إنساني صعب

ورصدت وسائل إعلام سودانية، وضعًا إنسانيًا في غاية السوء في الجزيرة، وسط الحصار وتواجد عناصر تلزم الجميع منازلهم بقوة السلاح.

قالت "نهى"، إحدى سيدات الجزيرة المحاصرة، إن سكان الجزيرة يحصلون على بعض السلع بـ"شق الأنفس"، وبلغ الوضع الإنساني في بعض الأحياء حد الكارثة، إلى جانب وقوع غالبية السكان تحت "مخاطر عالية جدًا" في ظل الحصار.

وأضافت "نهى" أن السلع نفدت من المتاجر ومراكز التوزيع، ومحاولات الحصول على طحين القمح أو الخبز باءت بالفشل بعد أيام من الحصار، وفق صحيفة "ألترا سوداني".

توقف سلاسل الإمداد

وأدى الحصار المفروض على الجزيرة الواقعة في قلب العاصمة إلى عزلها عن الخرطوم، وتوقف سلاسل الإمداد من الغذاء والسلع الاستهلاكية والأدوية عنها منذ أيام.

ونقلت وسائل الإعلام السودانية عن أحد متطوعي لجان المقاومة في الجزيرة يدعى "منذر" قوله "توتي.. باتت معزولة عن بقية أنحاء العاصمة بسبب الحصار العسكري للجسر الوحيد الرابط بين الجزيرة ومدينة الخرطوم".

وقال "منذر" لصحيفة "ألترا سودان" إنه في ظل ضيق الحصار فكر السكان في العبور إلى المناطق الأخرى عبر مراكب خشبية، لكن الأوضاع الأمنية غير المستقرة، لا سيما في الخرطوم بحري"، تجعل من المخاطرة غير مجدية، مؤكدًا حاجة الجزيرة إلى ممرات آمنة لإدخال الغذاء والسلع الاستهلاكية والوقود والأدوية.

مخاوف تهجير السكان

ويتشارك سكان "توتي" مخاوف حول تهجيرهم قصرًا من منازلهم، واستخدام الجزيرة لأغراض عسكرية.

وقال أحد متطوعي لجان المقاومة الشعبية في الجزيرة: "نخشى أن يكون الغرض من حصار قوات الدعم السريع للجزيرة هو تهجير السكان وإجبارهم على النزوح، لاستخدامها في الأغراض العسكرية".

وتفاوتت آراء السودانيين ومخاوفهم حول غرض "الدعم السريع" من حصار "توتي"، إذ رجح البعض أن السبب في ذلك الموقع الجغرافي المميز للجزيرة ووقوعها وسط مراكز استراتيجية قريبة من العاصمة، بينما استبعد آخرون جدوى استخدام الجزيرة كموقع عسكري، لسهولة حصارها واعتبروا محاولة الدعم السريع بمثابة انتحار لهم وأن الهدف الأول لهم هو سرقة ونهب البيوت.

وارتكبت قوات الدعم السريع منذ بداية المعارك مع الجيش النظامي في 15 أبريل الماضي، الكثير من وقائع النهب والسرقة وأعمال التخريب لمنازل المدنيين، والبنوك، والمصالح الحكومية والمراكز الصحية والمقرات الدبلوماسية.