الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجميع يتبادل الاتهامات.."الحروب السيبرانية" بين أمريكا وروسيا والصين خسائر بالتريليونات

  • Share :
post-title
الأمن السيبراني

Alqahera News - محمد صبحي

بعيدًا عن الحروب العسكرية المعتادة، والحروب التجارية بين البلدان، هناك حرب دائرة في الفضاء الإلكتروني، وعلى مدى سنوات تبادلت الصين وأمريكا الاتهامات بشأن الهجمات الإلكترونية، ولعل آخرها ما أعلنت عنه شركة تابعة لجوجل، بأن قراصنة صينيين شنوا أكبر هجوم إلكتروني منذ عام 2021، وتمكنوا من اختراق البريد الإلكتروني لموظفين مهمين يعملون على ملفات تهم الصين. 

وقالت شركة تابعة لـ"جوجل"، في بيان، إن مجموعة مهاجمين سيبرانيين مرتبطين بشكل واضح بالصين، شنوا حملة تجسس معلوماتية واسعة النطاق، استهدفت بصورة خاصة وكالات حكومية في عدة دول توليها بكين اهتمامًا استراتيجيًا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عالمية. 

ووصف مدير التقنية بشركة "مانديانت"، المتخصصة في الأمن السيبراني، العملية بأنها أكبر حملية تجسس إلكتروني معروفة تشنها مجموعة مرتبطة بالصين، منذ عملية القرصنة التي استهدفت "مايكروسوفت إكستشنج" أوائل 2021. 

وقالت الشركة، في تقرير نٌشر على الإنترنت، أنها تعتقد -بدرجة عالية من الثقة- أن المجموعة المسؤولة عن الهجوم قامت بأنشطة التجسس لصالح الصين، وأن المهاجمين استهدفوا بيانات محددة، بغية تسريبها، من الضحايا وهم في 16 دولة على الأقل، وأن الهجوم شمل منظمات في القطاعين العام والخاص، في كل أنحاء العالم. 

ثلث الضحايا وكالات حكومية

ووفقًا لـ"مانديانت"، الهجوم غرضه التجسس، لأن نحو ثلث الضحايا كانت وكالات حكومية، وعلى ارتباط مباشر بقضايا ذات أولوية قصوى لبكين، وبينها ملفات تخص تايوان، واستغل المهاجمون ثغرة في برمجيات شركة باراكودا، لمعاينة الرسائل الإلكترونية والملفات المرفقة بها، للتثبت من أنها آمنة، ورغم أن الاختراق الذي بدأ في أكتوبر 2022، تم رصده في مايو الماضي، قالت الشركة إنها تواصل رؤية أدلة على أنشطة خبيثة في بعض الأنظمة، في وقت تحاول فيه معالجة الثغرة. 

رفض صيني 

ومن جهتها؛ رفضت الحكومة الصينية، اليوم الجمعة، التقرير الصادر عن الشركة التابعة لجوجل، وقالت إنه "بعيد عن الواقع وغير احترافي"، وكرر متحدث باسم الخارجية الصينية الاتهامات بأن واشنطن هي من ينفذ هجمات قرصنة، وشكا من أن صناعة الأمن السيبراني نادرًا ما تعرض تقارير عن الهجمات الأمريكية.

اتهامات متبادلة
هجمات سيبرانية

وفي 25 مايو الماضي، كشفت وكالات استخبارات غربية، وشركة مايكروسوفت، عن هجوم سيبراني واسع النطاق، استهدف بنى تحتية حيوية في الولايات المتحدة، وقالت إن من نفذه جهة سيبرانية مدعومة من بكين، تعرف باسم "فولت تايفون"، بحسب "بي بي سي".

وأصدرت مجموعة "العيون الخمسة" الاستخباراتية، المعروفة بـ"FVEY"، والتي تضم "الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا"، تحذيرًا من هجمات مماثلة قد تحدث في جيمع أنحاء العالم".

اختراق شبكة البنية التحتية في أمريكا

أما شركة مايكروسوفت فقالت في بيان منفصل، إنها رصدت نشاطًا سيبرانيًا، تنفذه مجموعة صينية، تحاول التسلل واختراق شبكة البنية التحتية الحيوية في أمريكا، محذرة من أن الهجوم يهدد بإحداث "اضطرابات في البنى التحتية الحيوية للاتصالات بين الولايات المتحدة والمنطقة الآسيوية في الأزمات المستقبلية".

وقالت إن المهاجمين، يريدون التجسس لأطول فترة، والحفاظ على قدرتهم للولوج إلى البنية التحتية دون اكتشافهم، مشيرة إلى أنهم استهدفوا قطاعات الصناعة والنقل والبناء والبحرية والتعليم، وأنهم ركزوا على جمع المعلومات الاستخباراتية والتجسس، وإحكام السيطرة على أنظمة المواقع الحيوية لأطول فترة ممكنة، بدلاً من التسبب في التعطيل الفوري.

فيما قالت مجموعة التكنولوجيا الأمريكية إن المتسللين، استهدفوا منذ منتصف عام 2021، البنية التحتية الحيوية في جزيرة جوام الأمريكية، وهي قاعدة عسكرية أمريكية لها أهمية استراتيجية في المحيط الهادئ، وهو إعلان نادر من جانب المجموعة. 

هجمات سيبرانية
نفي صيني

مجددًا، نفت الصين، الاتهامات الغربية، ووصفت التحذير المشترك الصادر من الولايات المتحدة وحلفائها، بأنه "حملة تضليل جماعية"، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينج، بحسب "رويترز"، إن التحذيرات هدفها الترويج لتحالفهم الاستخباراتي المعروف باسم "العيون الخمس"، مضيفة: "الولايات المتحدة هي إمبراطورية القرصنة".

الصين تتهم أمريكا

واتهمت الصين، في 27 مايو الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية بشن هجمات إلكترونية ضدها "منذ فترة طويلة"، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إن القيادة الإلكترونية الأمريكية كانت تعرض بلادها "لخطر كبير من خلال شن هجمات شبيهة بحادثة خط أنابيب نورد ستريم في المجال السيبراني".

ووصفت ماو القيادة الإلكترونية الأمريكية بأنها "غير مسؤولة"، قائلة إن "لدى واشنطن سياسة تقوم على استهداف البنية التحتية الحيوية للدول الأخرى"، مؤكدة أن الصين ستواصل اتخاذ التدابير اللازمة لوقف جميع أنواع الهجمات الإلكترونية، التي تعرض بنيتها التحتية للخطر.

800 مليون هجوم يوميًا

وقالت الصين، إنها تعرضت لأكثر من 800 مليون هجوم إلكتروني يوميًا في عام 2018، ووصلت إلى أكثر من 4.9 مليار هجمة إلكترونية في اليوم الواحد، بحسب شركة الأمن السيبراني الصينية "Knownsec".

خسائر الهجمات السيبرانية

وعن خسائر الهجمات السيبرانية، قال الدكتور أشرف العربى، رئيس معهد التخطيط القومي في مصر، إن تقرير المخاطر العالمية لعام 2023 أكد أن الأمن السيبراني، يأتي ضمن أهم المخاطر التى تواجه الاقتصاد العالمى وتحديدًا في المرتبة الرابعة، مشيرًا إلى أن خسائر الهجمات السيبرانية بلغت 8.4 تريليون دولار فى عام 2022 وتصل إلى 24 تريليون دولار فى عام 2027.

وأوضح العربي، الثلاثاء الماضي، ضمن فعاليات مؤتمر أمن المعلومات والأمن السيبرانى Caisec 23 فى دورته الثانية، إن العالم يحتاج أكثر من 100 مليار دولار استثمارات لتحقيق الخدمات المطلوبة للأمن السيبراني.

بوتين
روسيا والحرب السيبرانية

ولا تقتصر الحرب السيبرانية، على الصين وأمريكا، ففي 2022 احتلت روسيا المكانة الرابعة في قائمة البلدان الأكثر تعرضًا لهجمات سيبرانية، تستهدف شركات خاصة ومؤسسات حكومية، بحسب ما نقلته "روسيا اليوم"، عن شركة StormWall.

وأوضحت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، إن الهجمات السيبرانية التي استهدفت روسيا، نسبتها 8.4% من إجمالي الهجمات ضد بلدان العالم كه، وتعرضت الصين والهند لعدد أكبر من الهجمات. 

ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كان للهجمات السيبرانية دور كبير، سواءً تلك التي تشنها روسيا على أوكرانيا، أو التي تشنها كييف على موسكو. 

ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن خبراء الأمن المعلوماتي في مجموعة تاليس، مارس الماضي، أن روسيا فشلت في مساعيها لتدمير أوكرانيا "إلكترونيًا"، وأن الهجمات الموالية لموسكو باتت موجهة إلى الدول الأوروبية.

وأوضح المدير التقني للدفاع السيبراني في تاليس، إيفان فونتارنسكي، أنه في 23 فبراير 2023، وتزامنًا مع الهجوم على الأرض، حاولت روسيا شن هجمات إلكترونية باستخدام فيروسات مجهولة ضد أهداف عسكرية، مثل محطات توليد طاقة، والبنى التحتية للاتصالات والكهرباء وحتى شبكة Viasat الفضائية في بداية الصراع، لافتًا إلى أن أوكرانيا تعلمت كيف تحمي نفسها منذ عام 2014، حين هاجمتها روسيا وسيطرت على شبه جزيرة القرم. 

وفي 3 يونيو الجاري، وجه جهاز الأمن الروسي اتهامات مباشرة إلى الولايات المتحدة، بالتجسس، ومحاولة اختراق أجهزة ووسائل اتصالات، وبينها هجوم سيبراني على آلاف من أجهزة آبل، وذلك بعد إعلان شركة "كاسبرسكي لاب" الروسية للأمن السيبراني العثور على برمجية تجسس على هواتف آيفون يستخدمها موظفوها، إذ تلقت الأجهزة "رسائل غير مرئية"، مرفقة ببرمجيات خبيثة تتولى تثبيت برنامج للتجسس، وفق يوجين كاسبرسكي مؤسس شركة البرمجية المضادة للفيروسات.