الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المبادرة الإفريقية للتسوية في أوكرانيا.. الجنوب يبحث عن أمن الغذاء

  • Share :
post-title
زيلينسكي يلتقي بممثلي ست دول إفريقية في كييف

Alqahera News - محمد أبوعوف

منذ اندلاع الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، تواجه القارة الإفريقية تحديات صعبة، تُحتم عليها الحفاظ على مستويات منضبطة في التعامل مع تداعياتها، وفي خطوة على طريق التسوية دخلت إفريقيا على الخط بطرح مبادرة جديدة للوساطة بين طرفي الأزمة، يقود المبادرة 6 دول وهي "مصر، جنوب إفريقيا، جزر القمر، السنغال، زامبيا، وأوغندا"، فهل تنجح الوساطة الإفريقية في تسوية النزاع في أوكرانيا وسط تخوفات من المستقبل؟

زيلينسكي يلتقي بممثلي ست دول إفريقية في كييف
إفريقيا وضريبة استمرار الصراع

الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قالت إنَّ مبادرة السلام التي طرحتها الدول الإفريقية لتسوية الصراع المحتدم بين روسيا وأوكرانيا بمثابة صرخة من الجنوب، بأن العالم غير قادر على استمرار التصعيد وآن الأوان للأطراف المتنازعة للتفكير في المتضررين من الأزمة.

في واقع الأمر، تُعد المبادرة الإفريقية بمثابة رسالة بأن عالم الجنوب لم يعد على استعداد لتحمل تكلفة الصراع والتنافس وصراع قوى الشمال، واستشهدت أستاذة العلوم السياسية بالضريبة التي دفعتها مصر في الحربين العالميتين الأولى والثانية ولسنا على استعداد لتحمل المزيد من تداعيات الصراع، ووفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والفاو، فهناك أماكن كثيرة في القارة السمراء تضررت جراء الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، تأتي على رأسها أزمة الغذاء والجوع، فضلًا عن منطقة القرن الإفريقي التي تضررت بشدة من تلك الأزمة.

حالة التفاهمات الدولية المتوقع حدوثها من الممكن أن تشمل جميع الصراعات بما فيها السودان، ولا يُمكن فصل الاستقطاب الحادث في السودان عن المناخ الدولي المتوتر، وبالتالي تهدئته ستنعكس على السودان بشكل قوي.

زيلينسكي يلتقي بممثلي ست دول إفريقية في كييف
صعوبة وقف إطلاق النار

فيما، قال بافيل فيلجنهاور، المحلل العسكري، إنَّ هناك الكثير من الحلول والمبادرات الجيدة، مُتوقعًا صعوبة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، لأن طرفي الأزمة مستمران في الصدام المحتدم وروسيا تود الاحتفاظ بالوضع الذي وصلت إليه على عكس أوكرانيا التي تحاول بالقوة العسكرية تغيير الوضع الراهن.

وفي حديثه لـ "القاهرة الإخبارية"، أوضح "فيلجنهاور" أن هناك تطورات في ميدان المعركة، خصوصًا جنوب أوكرانيا، وعن نشر الأسلحة النووية في بيلاروسيا وصفها المحلل العسكري بأنها مبادرة من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو واستخدام الأسلحة النووية كسلاح ردع أمر طبيعي، وعن استخدامه في ميدان المعركة، أكد أنه غير مقترح حتى الآن.

العلاقات الروسية الإفريقية

منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، وعزلتها عن المجتمع الدولي بحثت موسكو عن المزيد من الشركاء واتجهت إلى إفريقيا بقوة وعمدت إلى تطوير تجارتها،

وذكر إيفان يواس، مستشار مركز السياسة الخارجية في كييف، أنَّ ما عرضه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمام القادة الأفارقة من قبول المبادرة هو أن أحد الشروط الأساسية التنازل عن شبه جزيرة القرم من أجل البدء في التفاوض وما تطلبه كييف تحقيق العدالة.

وأكد مستشار مركز السياسة الخارجية في كييف عدم وجود ضمانات لإرساء السلام خصوصًا في ظل الهجوم الروسي الذي وقع أثناء زيارة الوفد الإفريقي.

واستبعد "يواس" أن يكون "زيلينسكي" مرنًا أمام مبادرة القادة الأفارقة لتسوية النزاع القائم، بل استعرض وشرح موقف أوكرانيا بكل أبعاده وتفاصيله، لأن الرئيس الأوكراني يريد معاقبة الجانب الروسي من خلال الأهداف العسكرية والشروط الأوكرانية، ويجب فرض عقوبات حقيقية على موسكو، وأوضح أن الشعب الأوكراني لن يسمح لرئيسه بأن يخالف الرأي العام الأوكراني من خلال إيجاد حلول دون تحقيق العدالة، ولا أعتقد أن يتنازل "زيلينسكي" دون العودة لشعبه.