الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غواصة نووية وصواريخ باليستية.. هل تنفذ روسيا السيناريو المخيف؟

  • Share :
post-title
الصاروخ الروسى سارمات ـ أرشيفية

Alqahera News - محمود غراب

تجدد التساؤل عن الهدف من وراء إعلان روسيا نشر أسلحة نووية، وأثيرت المخاوف من لجوء موسكو إلى تنفيذ السيناريو المخيف، في الوقت الذي تواجه فيه هجومًا مضادًا من أوكرانيا، التي تحظى بدعم عسكري غربي ضخم.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن عن دخول صواريخ "سارمات" أو "آر إس – 28" الثقيلة الخدمة، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على حمل شحنات نووية.

كما أعلن الأدميرال نيكولاي إيفمينوف، القائد العام للقوات البحرية الروسية، اليوم الخميس، أن غواصة "بيلجورود" النووية، التي تحمل المُسيّرات النووية المائية من طراز "بوسيدون"، ستنضم إلى الخدمة في القوات البحرية الروسية خلال العام الحالي.

وقال بوتين، خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من خريجي الكليات العسكرية، أمس الأربعاء، إنه سيجري قريبًا نشر الجيل الجديد من صواريخ "سارمات" الباليستية العابرة للقارات، والقادرة على حمل 10 رؤوس نووية أو أكثر، بحيث تكون جاهزة للقيام بمهام قتالية.

وأكد بوتين، أهمية الثالوث النووي في ضمان أمن روسيا، قائلًا: "تطوير الثالوث النووي، هو الضمان الرئيسي للأمن العسكري الروسي والاستقرار العالمي". وأضاف أن "نحو نصف وحدات قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية مجهزة بمنظومات صواريخ يارس".

الشيطان 2

والصاروخ سارمات الروسي الملقب وفقًا لتقارير إعلامية بـ"الشيطان 2" قادر على التغلب على جميع الوسائل الحديثة للدفاع المضاد للصواريخ، ويهدف إلى استبدال الصواريخ الباليستية القديمة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.

يعد سارمات أحد 6 أسلحة استراتيجية للردع أعلن عنها الرئيس الروسي في بداية عام 2018، ويقال إن الصاروخ "آر إس - 28" قادر على حمل حمولة نووية كبيرة بما يكفي لتمحو منطقة بحجم تكساس الأمريكية.

ويستطيع الصاروخ حمل 10 رؤوس نووية، على مدى 11 إلى 18 ألف كيلومتر. وتصل قدرته التفجيرية إلى 40 ميجا طن، ويتميز بسرعة قصوى تمتد لأكثر من 20 ماخ (20 مرة سرعة الصوت).

ويتميز بأنه صاروخ باليستي ثقيل عابر للقارات، من الجيل الخامس، ويصنف بأنه الأقوى والأبعد مدى على مستوى العالم.

كما أن الرؤوس النووية التي يحملها تصل إلى أهدافها بالطرق التي تجعل تدميرها بوسائط الدفاع الصاروخي أمرًا عسيرًا، وهو قادر على الطيران عبر القطبين الشمالي والجنوبي.

وبدخول 50 نسخة من صواريخ "سارمات" الخدمة في القوات المسلحة الروسية باعتباره الصاروخ الأكثر تهديدًا في العالم، وقدرته على حمل نحو 10 رؤوس نووية، صارت الهيمنة النووية في كفة روسيا.

وفق اتحاد العلماء الأمريكيين، تمتلك روسيا مخزونًا إجماليًا للرؤوس الحربية النووية يبلغ 5977، وهو الأكبر في العالم. بينما تمتلك الولايات المتحدة 5428 رأسًا نوويًا، وفرنسا 290 رأسًا نوويًا، والمملكة المتحدة 225 فقط، وبات نحو 90 بالمئة من جميع الرؤوس الحربية النووية مملوكة لروسيا والولايات المتحدة.

الثالوث النووي

ويرى الخبراء أن موسكو ترهن قدراتها بتعزيز قوات المسلحة باعتبارها الأولوية القصوى، لا سيما في ظل حربها ضد أوكرانيا المدعومة بإمدادات وعتاد عسكري من دول غربية عديدة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويشير الخبراء إلى أن الهدف الأساسي لدى القيادة الروسية خلال الفترة الماضية، هو التركيز على تطوير الثالوث النووي (القوات النووية البرية والجوية والبحرية)، باعتباره مفتاحًا لضمان الأمن القومي، كما أن مساعي موسكو لتأمين أهدافها ومقدراتها دفعها إلى تغذية الخدمة التسليحية القاهرة بمنظومات "يارس" الحديثة، والصواريخ فرط الصوتية "أفانجارد"، فضلًا عن سارمات العابرة للقارات.

كما يلفت الخبراء إلى أن الإعلان المتكرر من جانب روسيا عن نشر أسلحة نووية، والتلويح باستخدامه، يهدف إلى "الردع"، في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد، والدعم الغربي بالسلاح والأموال لكييف.

التحذير من اللجوء إلى استخدام السلاح النووي

ويحذر الخبراء من اللجوء إلى استخدام السلاح النووي، في مقال نشرته صحيفة "كوميرسانت" اليومية الروسية، بعنوان "الحرب النووية طريق سيء لحل المشكلات".

واشترك في كتابة هذا المقال مجموعة من خبراء الدفاع والخارجية المقيمين في موسكو. وكتب الخبراء من مركز الأمن الدولي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسي أرباتوف، وقسطنطين بوجدانوف، ودمتري ستيفانوفيتش، يقولون إنّ "فكرة استخدام السلاح النووي يمكن أن يوقف التصعيد ويحل المشكلات الاستراتيجية التي فشلت الأسلحة العسكرية التقليدية في حلها هي فكرة مشكوك فيها ومخطئة في أغلب الظن".

وأضافوا: "في التاريخ الحديث، ثمة أمثلة عديدة على عمليات عسكرية أفضت إلى عواقب لم تكن في الحسبان. لكن هذه العمليات لم تشهد استخدام أسلحة نووية. إن ضربة نووية من شأنها أن تحوّل الصراع إلى مستوى جديد يفوق التوقعات وأن ترفع مخاطر المواجهة عدة أضعاف".

وتابعوا بالقول إن "الدمار الإشعاعي الناجم عن استخدام سلاح نووي هو أسوأ أساس لمستقبل لامع".

وتأتى التحذيرات من اللجوء للسلاح النووي، في حين قال الرئيس الأمريكي جوبايدن، إن تهديد نظيره الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية "حقيقي"، ووصف بايدن إعلان بوتين أن روسيا نشرت أول أسلحتها النووية التكتيكية في بيلاروسيا بأنه "تصرف غير مسؤول تمامًا".

وفى ظل تلك المخاوف الأمريكية من تهديدات بوتين، يكون من الأفضل الذهاب إلى الرئيس الروسي والجلوس معه للتفاوض بشأن السلام.