تسعى الحكومة الألمانية في الوقت الحالي إلى توسيع علاقتها في قارة آسيا، وتعميق العلاقات الاقتصادية مع عديد من الدول بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
يسافر المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى سنغافورة، اليوم الإثنين، في إطار جولته الآسيوية التي بدأت في فيتنام، وتنتهي بإندونيسيا التي تستضيف قمة العشرين للعام الجاري.
ويلتقي شولتس، خلال زيارته، رئيس جمهورية سنغافورة حليمة يعقوب، ورئيس الوزراء لي هسين لونج، بالإضافة إلى مشاركته في المؤتمر السابع عشر لآسيا، والمحيط الهادئ للأعمال الألمانية.
وبدأ شولتس جولته الآسيوية إلى فيتنام التي تُعدُّ من أسرع الدول نموًا في العالم، كما أنها تتمتع بعلاقات قوية مع روسيا، لتحمل الزيارة العديد من المدلولات.
الرحلة الآسيوية الأطول
وتُعد الجولة الآسيوية الحالية للمستشار الألماني، هي الأطول له في فترة ولايته، حيث تستغرق أربعة أيام.
وترغب ألمانيا في تقليل اعتماد الاقتصاد الألماني على الصين وتوسيع الشراكات مع الدول الآسيوية، حيث كانت اليابان هي أولى زيارات "شولتس" الرسمية بعد توليه رئاسة الحكومة العام الماضي.
وفي مايو الماضي عقدت مشاورات حكومية في برلين مع الهند، ثاني أقوى دولة اقتصادية في آسيا.
أهمية فيتنام بالنسبة إلى ألمانيا
وتُعد فيتنام واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، وهي الشريك التجاري الأكثر أهمية لألمانيا في جنوب شرق آسيا، بحسب "تاجز شاو" الألمانية.
وتؤدي فيتنام التي يبلغ تعدادها 100 مليون نسمة، دورًا مهمًا بالنسبة إلى ألمانيا بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ تعتمد عليها في توسيع أسواقها في آسيا، خاصة سلال التوريد، ومصادر المواد الخام.
وقال "شولتس" خلال كلمته في العاصمة الفيتنامية "هانوي": "إن دور فيتنام مهم لألمانيا جدًا".
رسالة واضحة إلى الصين
وقالت الصحيفة إنه بعد أقل من أسبوعين على زيارة "شولتس" إلى الصين، وجّه المستشار الألماني رسالة جديدة إلى بكين، خلال زيارته إلى فيتنام، النزاع على بحر الصين الجنوبي.
وندد المستشار الألماني أولاف شولتس، بتصاعد التوترات بين الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي، بين الصين، وفيتنام، والفلبين، وتايوان، وماليزيا، في الوقت التي اعتبرت محكمة العدل الدولية مطالبات الصين بحقوقها في تلك المنطقة بغير القانوينة.
علاقات فيتنام وروسيا
صحيفة "تاجز شاو" الألمانية، سلطت الضوء على أسباب زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى فيتنام، التي طالبها باتخاذ موقف واضح ضد الحرب الروسية في أوكرانيا، بعد أن امتعنت عن التصويت في الأمم المتحد ضد الحرب الروسية.
وتحافظ فيتنام على علاقاتها الوثيقة مع موسكو، حيث تُعد روسيا هي المورد الرئيسي للأسلحة لفيتنام، كما أنهما تتعاونان أيضًا في تطوير حقول الغاز والنفط قبالة الساحل الفيتنامي، بالإضافة إلى وجود 150 مشروعًا استثماريًا في فيتنام بمشاركة شركات روسية.
وقال مستشار الألماني إن الحرب الروسية في أوكرانيا، هي خرق للقانون الدولي، وله عواقب خطيرة.