الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

آثار بيئية مدمرة في كندا وأمريكا.. الحرائق تجتاح 76 ألف كيلومتر مربع

  • Share :
post-title
حرائق غابات كندا

Alqahera News - محمد البلاسي

تشهد كندا أسوأ موسم حرائق في تاريخها، إذ انتشرت الحرائق في غاباتها، ولم تؤثر فقط على كندا بل امتدت آثارها إلى الولايات المتحدة، وتغير هواء بعض مناطقها، خاصة في نيويورك، نتيجة التلوث الجوي الناتج عن أدخنة الحرائق.

الضباب

اجتاح الضباب الكثيف ونوعية الهواء السيئة بشكل خطير، مناطق الغرب الأوسط وشرق الولايات المتحدة، ما أجبر سكان المدن من ميلووكي إلى بيتسبرج على تحمل ظروف تنفس قاسية، ما يشكل مخاطر صحية على أي شخص قد يغامر بالخروج.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن سحب الدخان نتيجة لموسم حرائق غابات تاريخي في كندا، وستستمر بلا هوادة، وللمرة الثانية خلال أسابيع يمكن مشاهدة أعمدة الدخان في مناطق مكتظة بالسكان غير معتادة على مثل هذه المشكلات البيئية، ومن المتوقع أن يستمر الدخان فوق تلك المناطق حتى نهاية الأسبوع.

مصدر الدخان

وفي حين أن عددًا كبيرًا من حرائق الغابات تبقى مستعرة في كندا، فإنها تُسهم بشكل أكبر في ملء السماء بالدخان، وتحديدًا من غرب أونتاريو علاوة على أعمدة الدخان القادمة من كيبيك، ووفقًا لمركز حرائق الغابات الكندي، هناك 546 حريقًا في كيبيك هذا العام، التي أدت حتى الآن إلى حرق نحو 7.5 مليون فدان.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الحرائق لا تزال مُشتعلة، لأنها تقع في غابات شمالية يتعذر الوصول إليها أو في أراضٍ غير مأهولة، وفي كيبيك تتم مراقبة نحو 34 حريقًا، لكن هناك مساحة أكبر من الحرائق الأخرى، ومن المحتمل أن تستمر في الخريف، إذ تزداد عندما يكون الجو حارًا وجافًا ثم تتراجع قليلًا بسبب المطر، وفي النهاية يجب أن ينطفئ معظمهم بين منتصف أكتوبر وديسمبر، إذ يجلب الشتاء زيادة البرد والثلوج.

نيويورك

مع استمرار الدخان عبر الحدود يفسد نوع الهواء في أجزاء من الولايات المتحدة، وقالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول، إن الكمامات ستظل متاحة للسكان، حتى لو انتهت حرائق الغابات الكندية، وتأثيرها على نيويورك، التي أصبح هواء المدينة الأسوأ مقارنة بأي مدينة كبيرة بالعالم في وقت سابق من هذا الشهر، كما أعلنت الولاية توفير مليون كمامة "N95" للسكان، فالدخان لا يصلح معه استخدام الكمامات العادية.

وأوصت وكالة حماية البيئة الأمريكية باستخدام كمامة للجسيمات الصغيرة، كما يجب أن تكون الكمامات قد تم اختبارها واعتمادها من قبل المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية، مثل "NIOSH" أو "N95" أو "P100"، وأن يكون بها شريطان يوضعان فوق الأذن وتحتهما، وتضيف وكالة حماية البيئة أن كمامات التنفس قد تجعل التنفس أكثر صعوبة، ويجب على أولئك الذين يعانون مشكلات في القلب أو الرئة استشارة طبيبهم.

تأثر ولايات الغرب الأوسط الأمريكي

تمت ملاحظة جودة الهواء غير الصحي، في شرق ولاية أيوا وجنوب ولاية ويسكونسن، وشمال إلينوي، مع توقعات بانتقال بعض سحب الدخان إلى ولايات ميشيجان وأوهايو وغرب بنسلفانيا، وهي مناطق تأثرت بشدة خلال اليومين الماضيين، كما تزايدت درجة تلوث الهواء في العاصمة واشنطن، ما دفع المدينة إلى إصدار تحذير من نوع "الرمز الأحمر"، ما يعني أن من المتوقع أن تكون جودة الهواء سيئة للغاية، وهو ما قد يسبب مشكلات لمرضى القلب أو الرئة، وكبار السن، والأطفال والمراهقين، بحسب تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إذ تحركت سحب الدخان الكثيف عبر منطقة البحيرات العظمى ووادي أوهايو، الأربعاء الماضي، وامتدت بشكل متزايد إلى وسط المحيط الأطلسي وشمال شرقي البلاد. 

حجم الأزمة

حطم موسم حرائق الغابات في كندا هذا العام الأرقام القياسية السابقة، إذ اجتاح ما يقرب من 76 ألف كيلومتر مربع من الأراضي عبر المناطق الشرقية والغربية، وهذا يتجاوز المساحة التي احتُرقت مجتمعة في السنوات الأخيرة، ما يبرز خطورة الوضع، وأفادت خدمة مراقبة الغلاف الجوي في كندا، بأن الحرائق أطلقت 160 مليون طن من الكربون، متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2014.

الآثار البيئية

تعمل غابات كندا، ولا سيما الغابات الشمالية كمصارف حيوية للكربون، إذ تخزن أكثر من 200 مليار طن من الكربون، لكن عندما تدمر حرائق الغابات هذه النظم البيئية فإنها تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وبالتالي جعل الغابات أكثر عرضة للحرائق في المستقبل وربما استمرار دورة الحرائق.