الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحقيقات المنطاد الصيني تعقد العلاقة بين واشنطن وبكين

  • Share :
post-title
منطاد صيني - أرشيفية

Alqahera News - محمد البلاسي

مخاوف وتوترات وتعقيدات بين القوتين العالميتين، أثارتها قضية منطاد صيني طاف فوق الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن النتائج الأولية لتحقيق مفصل، تُبين أن المنطاد الصيني كان يحمل معدات أمريكية الصنع تساعد في جمع البيانات والمعلومات، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حللت عدة وكالات دفاعية واستخباراتية الحطام الذي تم العثور عليه بعد أن اكتشفه الجيش الأمريكي وأسقطه، وكشفت النتائج أن المنطاد مليء بالمعدات الأمريكية المتاحة تجاريًا، إلى جانب أجهزة استشعار صينية مخصصة، وغيرها من المعدات.

المنطاد مخصص لأغراض التجسس

وأشار التحقيق الأمريكي إلى أن المنطاد كان مخصصًا لأغراض التجسس وليس مراقبة الطقس كما قالت الصين، فيما وصفه المسؤولون بأنه محاولة مبتكرة من قبل الصين للمراقبة وجمع المعلومات، وعلى الرغم من أن البالون جمع بيانات في أثناء عبوره على مدار ثمانية أيام فوق الولايات المتحدة وكندا، إلا إنه يبدو أنه لم يرسل هذه المعلومات إلى الصين، ورفض المسؤولون الإفصاح عما إذا كان المنطاد قد تعطل، على الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن الجيش استخدم إجراءات مضادة لمنع جمع المعلومات بواسطة المنطاد.

زيارة مؤجلة

من جانبه، قال أنتوني بلينكين، وزير الخارجية، لشبكة "إن بي سي"، الأسبوع الماضي، خلال زيارته بكين، إن الزيارة أُعيد تحديد موعدها بعد حادث المنطاد، مضيفًا أنه "يجب إغلاق هذا الفصل"، طالما لم يتكرر ذلك.

وفي غضون ذلك، أعرب المسؤولون الصينيون عن قلقهم من أنه إذا نشر تقرير المحققين الأمريكيين بشأن المنطاد، فستضطر بكين إلى اتخاذ رد فعل قوي، ما قد يؤدي إلى عرقلة الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين.

ومن المتوقع أن تسافر جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، إلى بكين أوائل الشهر المقبل، كما تحاول الحكومتان تنظيم اجتماع بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج، في وقت لاحق من هذا العام.

وامتنع البيت الأبيض والوكالات المشاركة في التحقيق عن التعليق، بحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، وقال المسؤولون إن أجزاء من الجيش الأمريكي، بما في ذلك وكالة استخبارات الدفاع، أرادت إتاحة أجزاء من حطام البالون للعرض العام.

وقال أحد المسؤولين إن الإدارة قررت حتى الآن عدم نشر نتائج التحقيق علنًا، في حين كان أعضاء الكونجرس يضغطون على الإدارة لمعرفة ما تعرفه عن قدرات المنطاد، ولماذا سمحت له بالمرور فوق قواعد للصواريخ الباليستية العابرة للقارات وغيرها من المنشآت العسكرية الحساسة؟.

امتناع عن التعليق

بعد أن أسقط سلاح الجو الأمريكي المنطاد قبالة سواحل كارولينا الجنوبية، 4 فبراير الماضي، قاد مكتب التحقيقات الفيدرالي في البداية جهود فحص الحطام، وقال المسؤولون إن وكالة استخبارات الدفاع، من بين جهات أخرى، شاركت أيضًا في التحقيق، وبينما امتنع مكتب التحقيقات الفيدرالي عن التعليق، أحالت وزارة الخارجية والقيادة الشمالية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في أمريكا الشمالية، التي رصدت المنطاد وتعقبته، الأسئلة إلى مكتب مدير المخابرات الوطنية، الذي رفض التعليق.

وأدى اكتشاف المنطاد وإسقاطه إلى إفساد جهود التقارب المتوقع بين الولايات المتحدة والصين، وزاد من التوترات وعدم الثقة بين البلدين، وتسعى الإدارة الأمريكية والقيادة الصينية في الأسابيع الأخيرة، لإعادة تعيين العلاقات بينهما، بينما وصف الرئيس بايدن هذا الشهر، المنطاد بأنه يشكل إحراجًا للقيادة الصينية.