الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ثورة 30 يونيو.. 10 سنوات من البناء والتنمية في مصر

  • Share :
post-title
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

Alqahera News - محمود عبد الغني

يحتفل المصريون اليوم الجمعة، بالذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو 2013، التي غيّرت مجرى أحداث التاريخ المصري الحديث والمعاصر، وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطني المصري الخالص، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على المستويات كافة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ ارتكزت على دعائم قوية من التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات التي خلفتها جماعة الإخوان الارهابية، التي كادت أن تحول مصر إلى إمارة تابعة لمخططات خارجية تحت وهم فكرة الخلافة.

وليست "ثورة 30 يونيو" فقط، كاشفة عن الزيف والأباطيل التي روج لها الإخوان خلال الفترة القصيرة التي أمضوها في حكم مصر، وإنما تعد ثورة مفصلية في تاريخ الوطن، صوبت مسارات الدولة المصرية الحديثة، وأماطت الغيوم والسحائب عن سماء مصر الصافية، وفتحت الطريق أمام قيادتها الوطنية لتضع على عاتقها بناء اللُحمة الوطنية على ركائز مؤسسات دولة عصرية حديثة.

ثورة مفصلية

كانت ثورة 30 يونيو بمثابة تصحيح لمسار ثورة 25 يناير 2011، التي اختطفها الإخوان بعد انتخابات الرئاسة التي أُجريت عام 2012، وفي نفس الوقت مكملة لمبادئها التي نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولكن هذه المطالب التي كانت حلمًا للمصريين تحطمت أمام محاولات انتهت باختطاف الثورة والدولة وإرادة المصريين على أيدي الإخوان ونظام المرشد، الذين سعوا إلى "أخونة" مؤسسات الدولة والتحكم فيها.

كما كانت ثورة 30 يونيو المجيدة، تعبيرًا عن تدشين مرحلة مفصلية في تاريخ الأمة المصرية، نقلتها من مرحلة الضياع والانهيار والتفكك وتكالب الأطماع عليها، إلى مرحلة من البناء والتنمية الحديثة المستدامة، وأكدت أن مصر تشهد تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة حديثة وعصرية، وفقاً لأفضل المعايير العالمية، لتتمكن من اللحاق بركب التطورات العالمية التي يشهدها المجتمع الدولي، إيمانًا من القيادة السياسية بأنه لا يمكن الانفصال عن المتغيرات العالمية.

تؤكد الدراسات الاستراتيجية المتخصصة أن ثورة 30 يونيو تعد مرحلة مفصلية محورية بكل التعقيدات والتشابكات، فبعد أن كانت مصر معرضة للتفتيت والانهيار بسبب مخططات الإخوان الإرهابية، انتقلت بعدها مباشرة من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة.

كانت هذه الغايات والمقاصد العليا للوطن، تمثل الهدف الأسمى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الممتدة من عام 2014 إلى 2018، من أجل العمل على الحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة بمقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وبات من اليقين أن استعادة مكانة مصر الدولية يتطلب عملًا وجهدًا متواصلين.

طفرات في كل القطاعات

مجموعة من المبادئ والرسائل أعاد الرئيس المصري التذكير بها، خلال كلمته صباح اليوم الجمعة، في ذكرى مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو المجيدة، أهمها أن مصر بفضل ذلك الحدث حافظت على وحدة نسيج أبنائها، وحققت طفرات في كل القطاعات للحاق بالدول المتقدمة، تعويضًا عن سنوات الإخفاق.

وقال الرئيس المصري، إن الشعب أعلن في الـ30 من يونيو أن "مصر للمصريين"، مستقلةٌ في قرارها، ولا تتبع إلا إرادة شعبها، ومصالحه العليا، وكان يوم الـ30 من يونيو، عنوانًا لإعادة تأكيد وحدة الوطن، تحت هويته المصرية، الجامعة التي لا تُفرّق، والشاملة للشعب كله، دون تمييز أو انقسام.

إنقاذ الدولة من مصير مجهول

ويحتفل الشعب المصري بالعيد العاشر لثورة 30 يونيو العظيمة، التي خاضها لإنقاذ الدولة من مصير مجهول، كان ينتظرها على أيدي الجماعة الإرهابية، وأعادت للمصريين هويتهم بعد محاولة اختطافها، تلك الثورة التي شهدت أكبر تضحيات من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، في أعمال العنف التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية فور إعلان الثورة لإزاحة حكمها.

لقد تحقق وبعد مرور عشرة أعوام على ثورة 30 يونيو الكثير من الإنجازات والنجاحات في كل قطاعٍ وجهةٍ، مرتكزة على دعائم قوية من التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات، بدءًا من تثبيت دعائم الدولة ومن ثم الانطلاق في البناء والإنجاز وعلى التوازي الحرب ضد الإرهاب، وسقوط آلاف الضحايا من الأبرياء ومن أبطال الشرطة والقوات المسلحة.

الحفاظ على هوية الوطن

سطر الشعب المصري وخلفه جيش مصر القوي والشرطة الأبية، على مدار عشر سنوات بداية من ثورة 30 يونيو وما بعدها، ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، مهما كانت التضحيات، ليقف العالم تحية وإجلالًا لهذا الشعب العظيم، الذي غير مجرى التاريخ، ويقف شعب مصر تحية وتعظيمًا لأبنائه الشهداء والمصابين من الشعب والجيش والشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم فداءً للوطن.

مصر من شبح الاقتتال إلى دولة قوية

وفي كلمته بمناسبة مرور عشرة أعوام على ثورة 30 يونيو، قال "السيسي" إن الإرادة الصلبة للشعب المصري وعزيمته التي لا تلين، نقلت مصر خلال أعوام قليلة من دولة تواجه شبح الاقتتال إلى دولة متماسكة، وأن استقرار البلاد دفع ثمنه أبطال من صلب الشعب ومن قواته المسلحة والشرطة، الذين تصدوا لموجة إرهاب هي الأعنف والأشرس.

ولفت الرئيس المصري إلى أن حجم التحديات التي واجهها الشعب المصري منذ 2011 غرس في نفوس أبنائه صلابة فريدة وقوة من نوع خاص، قائلًا: "أؤمن يقينًا أن هذا الجيل من شعب مصر هو الأقدر على تحمل مسؤولية بناء الوطن وتشييد الدولة الحديثة".

وأضاف: "أؤمن أن الجيل الحالي الذي نقل مصر من الفوضى والقلق إلى الاستقرار والأمن، قادر على إتمام تجربته التنموية الشاملة، التنمية التي تطال كل شبر من أنحاء الوطن في جميع المجالات من النقل والتكنولوجيا والصحة والتعليم وغيرها".

إنجازات تنموية ومشروعات عملاقة

ونجح "السيسي" مدعومًا بإرادة المصريين بعد انتخابه في 2014، في تحقيق إنجازات ومشروعات عملاقة، وتم إعادة الاقتصاد المصرى إلى مكانته وحقق معدلات مرتفعة من النمو، واستعادت مصر علاقتها مع الدول الخارجية التي تدهورت إبان حكم الإخوان، وبدأت مسيرة التنمية الشاملة.

وواصلت ثورة يونيو مسيرتها في البناء والإنجاز بداية من قناة السويس الجديدة، وبناء ملايين الوحدات السكنية والمستشفيات والمطارات والأنفاق العملاقة تحت قناة السويس، والموانئ والمصانع الكبرى ونهضة عمرانية، وأكبر شبكة طرق وكباري في كل أنحاء البلاد، وتحديث السكك الحديدية والنقل والتوسع في التعليم وإقامة العديد من الجامعات الجديدة، إضافةً للمدن الجديدة وعلى رأسها العاصمة الإدارية، والعلمين والمنصورة وغيرها، إضافة لإقامة تجمعات سكنية حديثة بديلة للعشوائيات، وارتفاع احتياطى النقد الأجنبى، وانخفاض عجز الموازنة وتراجع معدلات البطالة.

وتأتى الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو لتحمل معها الآمال الجديدة المتواصلة لكل المصريين والطموحات والآفاق الواسعة للدولة المصرية للمضي قدمًا للأمام والدفع نحو تحويل تلك الطموحات والآمال إلى واقع يشعر به كل المواطنين، ويوقنون أن قيادة الدولة تبذل قصارى جهدها للارتقاء بهم، وحماية المصالح الوطنية العليا للدولة المصرية بشموخ واقتدار وعزيمة المحاربين.